أنَّ النبي محمد(ص) والأنبياء(عليهم السلام)عموماً قد تحدثوا عن رسالاتهم في موارد عديدة من القرآن الكريم ، وأكدوا على أنَّهم لا يبغون أجراً أو منفعة على أتعاب هذه الرسالة أو التصدي لها ، وإنَّما يريدون الأجر من الله تعالى على أتعابهم ، ومن ذلك النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله) ، قال تعالى على لسان نبيه : ( قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِنْ أَجْر فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْء شَهِيدٌ )([2]) ، وهي قاعدة عامة أكدها القرآن الكريم في غير موضع([3]) ، ولكنَّ مع ذلك كله نجد أنَّه ورد استثناء من ذلك اختص بالرسالة الإسلامية وهو آية المودة ، ( . . . قُل لاَّ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى . . . )([4]) .
الأمر الذي يعبّر عن امتياز اختصت به الرسالة الإسلامية دون جميع الرسالات الأخرى ، وظاهرة الإستثناء هذه تحتاج إلى تفسير ، ولا شك أن تفسيرها هو في موقع أهل البيت(عليهم السلام)في الرسالة الإسلامية ، وإنَّ ذلك يعبر عن امتياز في هذه الرسالة لا يشبهها فيه رسالة أُخرى باعتبارها الرسالة الخاتمة التي تميزت بخصائص أُخرى عن الرسالات السابقة ، وكان من جملتها هذه الخصوصية .
ويمكن لهذه الملاحظات الثلاث أن تلقي الضوء على فهم الآيات الكريمة التي سوف نشير إليها في ما يتعلق بالإستدلال على اختاص الإمامة بأهل البيت(عليهم السلام) .
المصدر: سایت السبطین
____________________________________________
([2]) سبأ : 47 .
([3]) على لسان إبراهيم(عليه السلام)في سورة الشعراء آية : 109 ، وعلى لسان هود(عليه السلام)آية : 127 ، وعلى لسان صالح(عليه السلام)آية : 145 ، وعلى لسان لوط(عليه السلام)آية : 164 ، وعلى لسان شعيب(عليه السلام)آية : 180 ، وعلى لسان هود(عليه السلام)في موضع آخر قوله تعالى : ( يَـقَوْمِ لاَ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى الَّذِى فَطَرَنى أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) ، سورة هود آية : 51 .
([4]) الشورى : 23 .