ثم عزّز الإمام الحسين (ع) تحرّكه السياسي بحركة ابتكارية رائعة حينما سيطر على قافلة تجارية للنظام الحاكم كانت تمرّ بالمدينة في طريقها من اليمن الى الشام، وصادر أموالها ووزّعها بين فقراء بني هاشم وأهل المدينة، ودفع اُجرة النقل الى أصحاب القافلة، وكتب رسالة الى معاوية يُخبره بما فعله متحدّياً له:
«من الحسين بن علي الى معاوية بن أبي سفيان· أمّا بعد فإنّ عيراً مرّت بنا من اليمن تحمل مالاً وحُللاً وعنبراً وطيباً إليك لتودعها خزائن دمشق وتعل بها النهل ببني أبيك، وإنّي احتجتُ إليها فأخذتها، والسلام» [1]·
فغضب معاوية أشدّ الغضب وكتب جواباً للحسين (ع) اعتبر فيه ذلك تدخلاً في اُمور الدولة· ويعتبر هذا العمل الجريء من الإمام الحسين (ع) كسر هيبة الحكومة قدوة ومثالاً يحتذي به الشجعان من المسلمين في مصادرة أموال الحكّام ما سنحت الفرصة بذلك لكسر حاجز الخوف والرهبة وتصعيد حالة التمرد على الظالمين·
المصدر: سایت السبطین
[1] ناسخ التواريخ 1: 195