كان الإمام الحسين (ع) كثير العبادة، ومن مظاهر ذلك كثرة صلاته وكثرة دُعائه، وكان (ع) يحبّ الصلاة كما صرّح بذلك في ليلة عاشوراء حين استمهل القوم سواد تلك الليلة ليكثر لربّه الصلاة والدعاء وقراءة القرآن بواسطة أخيه العباس (ع) قائلاً له: « ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم الى غد وتدفعهم عنّا العشيّة لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أنّي كنت اُحبّ الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار »[1] .
وممّا روي في كثرة صلاته ما ذكره ابن عبد ربّه في كتاب العقد الفريد أنّه قيل لعلي بن الحسين (ع) : ما أقلّ ولد أبيك ؟ فقال : العجب كيف ولدت ! كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة[2] .
ومن أدعيته (ع) : « اللهمّ أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقلّ فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك وشكوته إليك رغبة منّي إليك عمّن سواك ففرّجته وكشفته، فأنت وليّ كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة »[3] .
ومن دعاءه أيضاً : « اللهم متعال المكان، عظيم الجبروت، شديد المحال، غنيّ عن الخلائق، عريض الكبرياء، قادر على ما تشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد، سابق النعمة، حسن البلاء، قريب إذا دُعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب إليك، قادر على ما أردت، ومدرك كل ما طلبت، وشكور إذا شُكرت.. إنّا عترة نبيّك وولد حبيبك محمد (ص) »[4] .
كما روي عنه أيضاً الدعاء المشهور بدعاء عرفة والموجود في كتب الأدعية كمفاتيح الجنان، وهو دعاء فريد عالي المضامين.
وأمّا حجّه (ع) فقد روي أنّه حجّ خمسة و عشرين حجّة ما شياً وأنّ النجائب لتقاد بين يديه [5].
وسُئل (ع) : ما أعظم خوفك من ربّك ؟ فقال : لا يأمن يوم القيامة إلاّ من خاف الله في الدنيا[6] .
المصدر: سایت السبطین
[1] بحار الأنوار 44: 392.
[2] بحار الأنوار 44: 196/10.
[3] بحار الأنوار 45: 4.
[4] بحار الأنوار 98: 348.
[5] مناقب آل أبي طالب 4: 76.
[6] مناقب آل أبي طالب 4: 76.