اشتهر الحسين (ع) بالجود والكرم بين الناس، فكان يقصده القاصدون لنيل عطاياه، و كان من تمام كرم أهل البيت (ع) أنّهم لا يمنّون على مَن يعطون، ومن قصص كرمه أنّ أعرابياً دخل المدينة فسأل عن أكرم الناس بها، فدُلَّ على الحسين(ع)، فدخل المسجد فوجده مصلّياً، فوقف بازائه وأنشأ :
لم يخب الآن من رجاك ومن حرّك من دون بابك الحلقة
أنت جـواد وأنـت معـتمــــــد أبوك قـد كان قاتل الفسـقة
لـولا الـذي كان من أوائلكـم كانت علينا الجحيم منطبقة
قال : فسلّم الحسين (ع) وقال : يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شيء ؟ قال : نعم أربعة آلاف دينار. فقال : هاتها قد جاء من هو أحقّ بها منّا، ثم نزع بُرديه ولفّ الدنانير فيها وأخرج يده من شقّ الباب حياءً من الأعرابي وأنشأ :
خـذها فإنّـي إليك معتــــــــذر واعلم بأنّي عليك ذو شفقة
لو كان في سيرنا الغداة عصا أمست سمانا عليك مندفقة
لكـنّ ريب الزمــان ذو غيــرٍ والكفّ منّـي قليلـة النفقـة
قال : فأخذها الأعرابي وبكى، فقال له : لعلّك استقللت ما أعطيناك ؟
قال : لا ولكن كيف يأكل التراب جودك[1] .
المصدر: سایت السبطین
[1] بحار الأنوار 44: 189/2.