إن قضية الإمام المهدي ذات جوانب عديدة.
منها: الجانب العقائدي، ومعرفة الدليل على وجوده، وتفسير هذه الظاهرة الفريدة في الحياة الانسانية.
ومنها الجانب الثقافي الذي يرتبط بثقافة فكرة الإمامة وتكاملها وانسجامها النظري مع فكرة الإمامة المعصومة واستمرارها والالتزام بأوامرها وتوجيهاتها، وتدخل بذلك في صميم المؤسسات والمناهج الثقافية.
ومنها : الجانب التأريخي الذي يرتبط بحياته وظروفه السياسية وعلامات الظهور ومستقبل المسيرة البشرية على يده.
ومنها الجانب الاخلاقي الذي يرتبط بأخلاقية الانتظار.
ويتناول هذا البحث قضية الامام المهدي عجل اللّه تعالى فرجه ودورها الفعال في الجانب الوجداني والعاطفي، وفي معالجة الواقع و إرساء قواعد الامل في نفوس أتباع أهل البيت من خلال الطرح الواسع الذي اعتمده الأئمة(عليهم السلام) لها.
إن قضية الإمام المهدي كقضية الإمام الحسين(عليه السلام) لها أبعاد كثيرة ـ في بناء الجماعة الصالحة ـ عقائدية وأخلاقية وثقافية ومعنوية. والحديث فيها واسع، حيث إنها تمثّل تفسيراً للتأريخ يتطابق مع النظرية القرآنية التي ترى وراثة الأرض للصالحين من عباد اللّه [1] .
المصدر: سایت السبطین
______________________________
([1]) انظر السيد محمد باقر الحكيم، دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة: 48 ـ 51.