قال الله سبحانه وتعالى: )سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ( ([1]).
المراد من ((ياسين)) النبي محمد (ص) ([2]).
وروي عن رسول الله(ص) انه قال: ((لي عند ربّي عشرةأسماء)) ذكر أنّ منها: طه، ويس، اسمان له»([3]).
وروى محمد بن مسلم عن أبي جعفر(ع) قال: ((ان لرسول
الله(ص) اثني عشر اسماً خمسة منها في القرآن: محمد وأحمد وعبد الله ويس ونون))([4]).
وفي رواية أخرى: ((ان الله سماني في القرآن بسبعة أسماء: محمد وأحمد وطه ويس والمزمل والمدثر وعبد الله))([5]).
وقال ابن جبير هنا: إنه اسم من أسماء محمد(ص)، ودليله )وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ( ([6]).
قال السيد الحميري:
يا نفس لا تمحضي بالود جاهدة على المودة إلاّ آل ياسينا([7]).
وأخرج ابن مردويه من طريق ابن عباس قال: ((يس)) محمد، وفي لفظ قال: يا محمد.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن محمد بن الحنفية في قوله: ((يس)) قال: يا محمد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قول الله: )يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ(([8]). قال: يقسم الله بما يشاء، ثم نزع بهذه الآية: ) سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ( ([9]) ، كأنه يرى أنّه سلّم على رسوله.
وأخرج ابن مردويه عن كعب الأحبار في قوله: ((يس)) قال: هذا قسم، أقسم به ربك قال: ((يا محمد انك لمن المرسلين)) قبل أن أخلق الخلق بألفي عام([10]).
وقيل: اسم للقرآن، أو لله تعالى، أو فواتح من كلام الله تعالى افتتح بها كلامه، أو يا محمد، وهو مأثور([11]).
وإذا ثبت أنّ ((يس)) اسم من أسماء رسول الله (ص)، فيكون معنى )سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ(، سلام على آل محمد، وهذا ما دلت عليه التفاسير.
عن الإمام جعفر بن محمد عن آبائه عن الإمام علي(ع)، في قول الله عز وجل )سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ(، قال: يس محمد، ونحن آل يس([12]).
وقد تضافرت الروايات والتفاسير على أنّ المقصود هو آل محمد وهم أهل البيت(ع)([13]).
قال الفرّاء عن حيان الكلبي: ((آل يس)) يعني به النبي (ص)، فإذا قال: )سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ( فالمعنى سلام على آلمحمد (ع)، وآل كل نبي من اتبعه على دينه (ع)([14]).
وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة )سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ( بقطع آل من يس، فكان بعضهم يتأول ذلك بمعنى: سلام على آل محمد([15]).
فأما قراءة من قرأ آل ((يس)) مفصولة، ففيها قولان:
أحدهما: إنّه آل هذا النبي المذكور وهو يدخل فيهم.
والثاني: إنّهم آل محمد(ص)([16]).
وورد في الشعر:
سلام على طه ويس سلام على خير النبيين([17])
ولأهمية دور أهل البيت(ع) في الحياة الإنسانية، اختص السلام بهم، وهو توجيه نحو مفاهيمهم وقيمهم وسيرتهم الممتدة في كل زمان ومكان. فهو توجيه لمرجعيتهم ومنها المرجعية العلمية، وهو حمل النفوس والعقول والقلوب للاضطلاع بأمانة العقيدة والشريعة في معترك الحياة والنهوض بتكاليفها في جميع المجالات، على ضوء ما صدر عن أهل البيت(ع) من مفاهيم وآراء وأفكار وقيم وموازين، لكي تكون الذهنية الإنسانية ذهنية إسلامية ويكون السلوك الإنساني سلوكاً إسلامياً.
المصدر: سایت السبطین
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ الصافات: 130 .
[2] ـ تفسير سفيان الثوري: 248، تفسير القرآن العظيم 4: 20. زاد المسير 6: 323، البرهان في تفسير القرآن 6: 380، الجامع لأحكام القرآن 15: 5 .
[3] ـ نفس المصدر.
[4] ـ مجمع البيان 8 : 647.
[5] ـ تفسير النسفي 2: 393، عبد الله بن احمد النسفي، دار الكتب العلمية، بيروت، تفسير الماوردي 5: 5.
[6] ـ البقرة: 252 .
[7] ـ الجامع لأحكام القرآن 15: 4، البحر المحيط 9: 48، المحرر الوجيز 13: 186، روح المعاني 11: 384.
[8] ـ يس : 1 – 2 .
[9] ـ الصافات: 130 .
[10] ـ الدر المنثور 5: 484.
[11] ـ تفسير القرآن 3: 33، عبد العزيز الدمشقي، دار ابن حزم، بيروت 1416هـ .
[12] ـ البرهان في تفسير القرآن 6: 448، تفسير الصافي 4: 244.
[13] ـ تفسير القرآن العظيم 4: 20، زاد المسير 6: 323، الدر المنثور 5: 539، روح المعاني 12: 135.
[14] ـ تفسير مقاتل بن سليمان 3: 618.
[15] ـ تفسير الطبري 10: 524.
[16] ـ زاد المسير 6: 320، ونحوه في: تفسير الماوردي 5: 64، حاشية القونوي 16: 314.
[17] ـ تفسير روح البيان 7: 365.