رسالة الحقوق وهي الرسالة التي دوّن فيها الإمام السجّاد (عليه السلام) جميع الحقوق التي يجب على الانسان أداؤها، وتشتمل على خمسين مادّة. وهي أوّل رسالة قانونية جامعة دوّنت في التأريخ البشري، ومع أنّ هذه الرسالة لا زالت لم تحضى بالاهتمام اللائق بها في الدراسات الحقوقية والقانونية، ولم تسجّل كوثيقة تاريخية فريدة في المحافل والمنظمات الحقوقية العالمية، ولكنّها تمثّل في الواقع الميزان الدقيق لرسم حدود العلائق والواجبات بين الإنسان وجميع ما يحيط به، ولا غناء لأي قانون بشري يهدف إلى تنظيم الحياة الفردية والاجتماعية للانسان. وقد افتتح الإمام السجاد (عليه السلام) رسالته هذه بقوله: «إعلم ـ رحمك الله ـ إنّ لله عليك حقوقاً محيطة بك في كل حركة تحركتها أو سكنة سكنتها أو منزلة نزلتها أو جارحة قلّبتها أو آلة تصرّفت بها. وأكبر حقوق الله عليك ما أوجبه عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك على اختلاف جوارحك، فجعل لبصرك عليك حقّاً، ولسمعك عليك حقّاً، وللسانك عليك حقّاً، وليدك عليك حقّاً، ولرجلك عليك حقّاً، ولفرجك عليك حقّاً». ثم ينتقل الإمام (عليه السلام) من حقوق الجوارح إلى حقوق الأفعال، ومنها ينتقل إلى ما على الإنسان من حقوق لمجتمعه واخوانه وجيرانه وسلطانه وأعوانه وجلسائه وأصحابه وشركائه وخدمه وزوجاته وغير ذلك. وممّا قاله (عليه السلام) في هذه الرسالة من حقوق أهل الذمّة: «فالحكم فيهم أن تقبل منهم ما قبل الله، وكفى بما جعل الله لهم من ذمّته وعهده، وتحكم فيهم بما حكم به على نفسك فيما جرى بينك وبينهم من معاملة، وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمّة الله والوفاء بعهده وعهد رسوله حائل، فلقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من ظلم معاهداً كنت خصمه. فاتق الله فيهم، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ».
المصدر: سایت السبطین