لمّا توفيّ الرسول (ص) اجتمع بعض الأنصار في سقيفة بني ساعدة، واختاروا سعد بن عبادة الخزرجي أميرا ً وخليفة للمسلمين، فوصل الخبر إلى أبي بكر وعمر فأسرعا إلى السقيفة ومعهم أبي عبيدة بن الجرّاح، ودخلوا على الأنصار، واحتجّوا عليهم بأن الرسول منهم فهم أحقّ بمقامه، فقالوا: منّا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: منّا الأ ُمراء ومنكم الوزراء، وبعد جدلٍ طويل، ضعفت جبهة الأنصار حينما ضمّ رأي البشير بن سعد واُسيد بن حضير الأنصاريين إلى جانب أبي بكر وصاحبيه، وعندما بايع بشير الأنصاري أبا بكر وبايعه عمر وأبو عبيدة، وبايع الحاضرون سوى سعد بن عبادة وقليل ممّن يرى رأيه، فتمّت البيعة لأبي بكر، والرسول (ص) بعد لم يجهّز، وكان بنو هاشم وغيرهم من المسلمين مشغولين بتجهيزه والصلاة عليه، إلى أن أخبرهم البراء بن عازب بما جرى في السقيفة، فاحتج بنو هاشم وعدد آخر من صحابة النبيّ (ص) على البيعة لأبي بكر، واستمرّ الجدل والخلاف في الرأي حول بيعة السقيفة مدّة ستّة أشهر تقريبا ً. وبعدها بايع الامام عليّ (ع) حفاظا ً على الدين الإسلامي الحنيف من التمزّق والفتن والاضطرابات[1].
[1] انظر تاريخ اليعقوبي 2: 123؛ الإمامة والسياسة 1: 6 وما بعدها، وغيرهما
المصدر: http://www.sibtayn.com/ar