لمّا إطمأن الرسول (ص) وأصحابه جانب قريش بعد صلح الحديبيّة، أخذ يواصل نشر الإسلام إلى خارج الحجاز، فأرسل رسله الى الملوك والاُمراء يدعوهم الى الإسلام والإيمان أمثال النجاشي وقيصر وكسرى، وصاحب اليمامة، وصاحب البحرين، وصاحب الإسكندرية وغيرهم، وكان ردّ الفعل على كتبه لمن أرسل إليهم في بعضها اللين، وفي بعضّها التودّد وفي ثالث الشدّة والغلظة والتجبّر.
ولقد أسلم على أثر تلك الدعوات خلق كثير؛ إذ أنّ إنسان ذلك العصر بعد أن شاهد الحريّة المنبعثة من روح الإسلام، وما أمر به من البرّ والرحمة، وما دعا إليه من عمل الخير والعدالة والمساواة، كلّ ذلك أدى به أن يعتنق الدين الجديد، وبعد فترة قصيرة انتشر الإسلام وأصبحت راياته خفّاقة على أغلب بقاع المعمورة.
المصدر: http://www.sibtayn.com/ar