هذه المناسبة مذكورةٌ في الكتاب العزيز حيث قال الله تعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالَأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعات/ 27-30).
إن شهر ذي القعدة هو أحد أشهر السنة الهجرية وهو الشهر الذي يسبق شهر الحج، كما يعد أول الأشهر الحرم التي حرم فيها الله -عز وجل- القتال، ويعود سبب تسمية شهر ذي القعدة بهذا الاسم؛ بسبب القعود أو التوقف عن الحرب والقتال خلال الشهر، ويعتبر شهر ذي القعدة من الأشهر التي شهدت الكثير من الأحداث في تاريخ الإسلام.
يصادف يوم 25 ذو القعدة يوماً مهماً يسمى "دحو الأرض" يعني بسط الأرض وسبب هذه التسمية هو إن في هذا اليوم وهب الله فيه الحياة للأرض من رحمته ، وفي هذا اليوم غطت مياه أمطار الطوفان الأرض كلها واستقرت تدريجياً في حفر الأرض والأرض. ظهرت اليابسة من تحت الماء.
هذه المناسبة مذكورةٌ في الكتاب العزيز حيث قال الله تعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالَأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعات/ 27-30). دحاها: أي بسطها، ومدّها، وأوسعها، وجعلها صالحة للسكن.
فسره البعض على أنه توسع في مساحات الأرض ، وفسره البعض على أنه حركة الأرض. وفقًا لمصادر روائية ، انتشرت الأرض في اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة.كذلك ، وفقًا للأحاديث والمصادر التاريخية ، فإن المكان الأول على الأرض الذي خرج من الماء كان مكة أو الكعبة المشرفة.
في الروايات التاريخية هناك أحداث حصل في هذا اليوم منها: ولادة سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وولادة عيسى عليه السلام ، ونزول سيدنا عيسى عليه السلام. رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة المنورة إلى مكة (حج الفداء) مع السيدة فاطمة الزهراء عليهم السلام ، وكانت زوجاتهم آلاف الحجاج.
في أهمية هذه المناسبة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «وأنزل الله الرحمة لخمسة ليالٍ بقين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم، كان له كصوم سبعين سنة».
وإنّ أوّل موضع تحدَّد في هذه الأرض هو موضع الكعبة الشريفة، ثمّ بسط الله تعالى الأرض من جوانب هذا الموضع فهو المركز الذي انبسطت الأرض من بين أفنيته وجوانبه، وذلك هو معنى دحو الأرض من تحت الكعبة الشريفة، ويمكن تأكيد ذلك ببعض الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام)، فقد ورد عنهم أنّ دحو الأرض كان بعد خلقها بألفي عام.
كما قال الإمام عليّ (عليه السلام): «إنّ أوّل رحمة نزلت من السماء إلى الأرض في خمس وعشرين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم، وقام تلك الليلة، فله عبادة مائة سنة صام نهارها وقام ليلها، وأيّما جماعة اجتمعت ذلك اليوم في ذكر ربّهم عزّوجلّ، لم يتفرّقوا حتى يُعطوا سؤلهم، وينزل في ذلك اليوم ألف ألف رحمة، يضع منها تسعة وتسعين في حلق الذاكرين والصائمين في ذلك اليوم، والقائمين في تلك الليلة». وعن الإمام الكاظم (عليه السلام): «في خمس وعشرين من ذي القعدة أنزل الله الكعبة البيت الحرام، فمن صام ذلك اليوم كان كفّارة سبعين سنة، وهو أوّل يوم أنزل فيه الرحمة من السماء على آدم (عليه السلام)».
كما قال الإمام الباقر (عليه السلام): «لمّا أراد الله أن يخلق الأرض، أمر الرياح الأربع فضربن متن الماء حتى صار موجاً، ثمّ أزبد فصار زبداً واحداً، فجمعه في موضع البيت، ثمّ جعله جبلاً من زبد، ثمّ دحا الأرض من تحته، وهو قول الله عزّ وجلّ: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا)، فأوّل بقعة خُلقت من الأرض الكعبة، ثمّ مُدّت الأرض منها.»
کذلك بسبب أهمية هذا اليوم العظيم قائد الثورة الاسلامية في إيران الإمام الخامنئي دام ظلة الشريف له توصية و كلام حول اعمال هذه الليلة العظيمة حيث يقول:
تصادف هذه الأيام الأيام المباركة لشهر ذي القعدة وبركات شهر ذي القعدة بركات كبيرة. شهر ذي القعدة أول الأشهر الحرم، و في الحادي عشر من هذا الشهر ذكرى الولادة المباركة لسيدنا ثامن الحجج (عليه آلاف التحية و الثناء) وعشرة الكرامة، وفي الثالث و العشرين من هذا الشهر هناك الزيارة الخاصة لسيدنا ثامن الحجج (عليه الصلاة و السلام)، والخامس و العشرين من هذا الشهر يوم دحو الأرض وهو يوم مبارك، و ليلة النصف من شهر ذي القعدة من الليالي المباركة في السنة ولها أعمالها العبادية، وأيام الآحاد من شهر ذي القعدة أيام توبة وإنابة، وفيها عمل عبادي رواه المرحوم العارف الكبير الحاج الميرزا جواد آقا ملكي في المراقبات، عن رسول الإسلام المكرم (ص) يخاطب أصحابه قائلاً: أيّكم يرغب في التوبة؟ فقال جميعهم نحن نروم التوبة - ويظهر أن الشهر كان ذي القعدة - فقال الرسول الأكرم طبقاً لهذه الرواية و النقل: صلوا هذه الصلاة - و هي صلاة بخصوصيات معينة يذكرها في المراقبات - في أيام الآحاد من هذا الشهر. القصد هو أن أيام شهر ذي القعدة، و هو أول الأشهر الحرم من هذه الأشهر الثلاثة المتوالية، أيام مباركة وليال مباركة زاخرة بالبركات، وينبغي الانتهال و الاستفادة منها.
وفي ما يلى كيفية إقامة صلاة يوم 25 ذي القعدة المقتبسة من كتاب المراقبات للمرحوم الحاج ميرزا جواد اقاي ملكي:
أن يقوم يوم الأحد بالاغتسال، ثم يتوضأ ويصلي أربع ركعات كل ركعتين على حدة شبيهة بصلاة الصبح في كل ركعة بعد قراءة سورة "الحمد" يقرأ سورة "التوحيد" ثلاث مرات وسورتي "الفلق" و"الناس" مرة واحدة وبعد السلام يستغفر الله سبعين مرة وبعدها يقول:
لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
و بعدها يقول:
يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَذُنُوبَ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلّا أَنْتَ.
يستحبّ أن يُدعى في هذا اليوم بهذا الدُّعاء: «اللّهُمّ داحِيَ الكعبةِ، وفالِقَ الحَبّةِ، وصارِفَ اللّزبَةِ، وكاشِفَ كلِّ كُربَة، أسألك في هذا اليوم من أيّامِك التي أعظَمتَ حقّها، وأقدَمتَ سَبقَها، وجعَلتَها عند المؤمنين وَديعَةً، وإليك ذَريعةً، وبرحمتِك الوسيعةِ، أن تُصلِّيَ على محمّد عَبدِك المُنتَجَبِ في الميثاقِ القريبِ يومَ التلاقِ، فاتِقِ كلِّ رَتْق، وَداع إلى كلِّ حَقِّ، وعلى أهلِ بيته الأطهارِ الهُداةِ المنارِ دَعائِمِ الجبّارِ، ووُلاةِ الجنّةِ والنارِ، واعطِنا في يومِنا هذا من عطائِك المخزون غيرَ مَقطوع ولا ممنوع، تَجمَعُ لنا به التوبةَ وحُسنَ الأوبَةِ، يا خيرَ مَدعُوٍّ، وأكرَمُ مَرجُوٍّ. يا كفيُّ يا وَفيُّ، يا مَن لُطفُهُ خَفِيٌّ الطُفْ لي بلُطفِك، واسعِدني بعفوك، وايِّدْني بنصرِك، ولا تُنسِني كريمَ ذِكرِك بِوُلاةِ أمرِك، وحَفَظَةِ سِرِّك، واحفَظْني من شَوائِبِ الدهرِ إلى يومِ الحشرِ والنشرِ، واشهِدني أولياءِك عندَ خُرُوجِ نفسي، وحُلُولِ رَمسي، وانقِطاعِ عملي، وانقضاءِ أجلي. اللّهُمّ واذكُرْني على طُولِ البِلى إذا حَلَلتُ بين أطباقِ الثرى، ونَسِيَني الناسُون من الورى، واحلِلْني دارَ المُقامَةِ، وبَوِّئني مَنزِلَ الكرامةِ، واجعلْني من مُرافِقي أوليائِك وأهلِ اجتبائِك واصطفائِك، وباركْ لي في لقائِك، وارزُقْني حُسنَ العملِ قَبلَ حُلُولِ الأجلِ، بريئاً من الزّلَلِ وسوءِ الخَطَلِ، اللّهُمّ واورِدْني حوضَ نبيِّك محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، واسقِني منه مَشرَباً رَوِيّاً سائغاً هنيئاً لا اظمأُ بعدَهُ ولا اُحلّا وِردَهُ ولا عنهُ اُذادُ، واجعلْهُ لي خير زاد، واوفى ميعاد يومَ يقومُ الأشهادُ.»
المصدر: ابنا