بنسخته الثامنة وتحت شعار: (موقفُ السيّدة الزهراء منارُ عقيدة الأحرار)، انطلقت فعّالياتُ مهرجان الشهادة السنويّ الذي يُقيمه منتدى الإمام الحسين(عليه السلام) الثقافيّ ووحدةُ المواكب الحسينيّة في ناحية الدبّوني في محافظة واسط بالتعاون مع العتبات المقدّسة،
وذلك إحياءً واستذكاراً لشهادة السيدة الزهراء(عليها السلام) وشهداء العراق الذين سقطوا للدفاع عن أرض العراق ومقدّساته.
الحفل المبارك شهد حضوراً واسعاً من الشخصيّات الدينيّة وممثّلي مكاتب مراجع الدين العظام، ووفود مثّلت العتبات المقدّسة، وعددٍ من معتمدي المرجعيّة الدينيّة في محافظة واسط، ووجهاء عشائر، بالإضافة إلى عوائل الحشد الشعبي المبارك، وأهالي ناحية الدبّوني والمناطق المجاور لها.
وبعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، كانت هنالك كلمةٌ لمدير تربية العزيزيّة الدكتور محمد حسون أكّد فيها على “ضرورة التعامل مع مظلوميّة الزهراء تربويّاً، وتسليط الضوء عليها في مناهجنا الدراسيّة، لأنّها مظلومة وتحتاج منّا الى وقفة ليس فقط بالكلام إنّما بالفعل، لأنّنا محتاجون لكلّ كلمةٍ قالتها وعبّرت عنها وكلّ سلوكٍ لأنّها القدوة التي نقتدي بها”.
أعقبتها كلمةٌ لمعتمد المرجعيّة الدينيّة العُليا الشيخ صالح القره غولي التي أوضح فيها: “كيف كان رسول الله(صلّى الله عليه وآله) يتعامل مع الزهراء(عليها السلام) وكيف كانت تعامله، هذه المعاملة هي دروسٌ تُرسل الى الأمّة لكي ينقذها من الانحراف، وما هذا المهرجان إلّا رسالةٌ نرسلها الى الإمام الحجّة(عجّل الله فرجه) بأنّنا باقون على عهد الرسول”.
جاءت بعد ذلك كلمةٌ تربويّة وإرشاديّة لسماحة العلّامة السيد أحمد الأشكوري بيّن فيها: “إنّ الناس على أشطار، الشطر الأوّل هو الذي يرى سبيل الصلاح ويتّخذه سبيلاً وإن كلّفه الكثير، لكنّه قد استوضح الطريق واستبان له النهج، فسار على الطريق وانتمى الى مسيرة الحقّ، أولئك رؤيتهم واضحة ويملكون بصيرة ويعلمون الى أين يسيرون ويتحمّلون ويبذلون الغالي والنفيس، أمّا الشطر الثاني من الناس فهؤلاء يرون سبيل الرشد لكنّهم لا يتّخذونه سبيلاً، هم يعلمون طريق الحقّ وينظرون سبيل الرشاد وسبيل الصلاح وسبيل الحقّ لكنّهم لا يتّخذونه سبيلاً، ولا يعتمدون عليه مستدركاً، إنّ مشروع فاطمة(عليها السلام) يمكن أن يكون على نحوين، مرّةً بعنوان مشروع الرشد، ويتلبّس بهذا المشروع جملة من أهل الإيمان، يحملون همّاً وهدفاً رئيسيّاً، وهناك مشروعٌ آخر وفي معسكرٍ ثانٍ هو معسكر الغيّ، وهذا يسعى الى أن يُنزل فاطمة(عليها السلام) على أنّها مشروعُ غيّ -والعياذ بالله- وليس مشروع رشد، فاطمة(عليها السلام) أنموذجٌ لا مثيل له، شاءت السماء أن تكون أطروحةً خالدة لا مؤقّتة، حوربت فاطمة بمحاربةٍ ثانية وهي سلب القدسيّة منها وإضفائها على غيرها”.
هذا وقد ضمّت فقراتُ المهرجان قصائد شعريّة تحدّثت عن الزهراء(عليها السلام) ومظلوميّتها بعد وفاة الرسول(صلّى الله عليه وآله)، وفواصل عزائيّة إنشاديّة وعملاً مسرحيّاً قدّمته فرقةُ النبأ العظيم للأعمال الفنيّة حمل اسم (دخول الدار).
ليُختتم الحفلُ بتوزيع الدروع والشهادات التقديريّة على بعض الشخصيّات الحاضرة، وأيضاً تقديم هدايا ماليّة وعينيّة إلى (85) عائلة من عوائل ذوي الشهداء، قُدّمت باسم العتبة العبّاسية المقدّسة.
كما تضمّن المهرجانُ إقامة معرضٍ للكتاب كانت لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة مشاركةٌ فعّالة فيه من خلال عرض مجموعةٍ من الإصدارات الفكريّة والثقافيّة والمجلّات وغيرها، واستمرّ هذا المعرض ثلاثة أيّام وقد لقي استحسان كلّ من ارتاده داعين الى تكرار تجربته في قادم الأيّام لما له من أهميّة بالغة.
المصدر: شفقنا