بسم الله الرحمان الرحيم
لقد تم تٲسيس مركزنا الاسلامي بمدينة سنتياغو دي تشيلي من طرف احفاد اوائل المسلمين الشيعة (ذوو اصول سورية لبنانية) الذين وصلوا الى هذا الجزء من العالم نتيجة للظلم والقهر الذي تعرضوا له في ظل الخلافة العثمانية منذ اكثر من مائة عام مضت. افتتح هذا المركز الاسلامي منذ عشرين عاما لاهتمامه بالوعظ الاسلامي و كذلك للتعرف على اوضاع واحوال المنحدرين من هؤلاء الشيعة الاوائل في المنطقة، وخاصة في البرازيل وفي البراغواي وفي الشيلي. على مر هذه السنوات تم التعرف على الالاف من المنحدرين الذين عبروا عن رغبتهم في التعرف على دينهم الاصلي. ولكن وبسبب النقص الحاصل في عدد المساجد و في عدد رجال الدين لم يتلقوا تربية اسلامية و اغلبهم تزوج من مسيحيين فاضاعوا اللغة واضاعو قيم ديننا الحنيف الاسلام. ومع ذلك، فان لهذه الجالية التاريخية الشيعية ميزات مهمة بحيث شغل العديد منها مناصب مرموقة نئكر منها اربع جنرالات ونواب و اعضاء مجلس الشيوخ و فنانين ووزير دولة ومجموعة قيِّمة من المهنيين الذين هم على اتم الاستعداد للعمل من اجل اهل البيت عليهم السلام و ٳنزال ديننا المنزلة التي يستحقها في المجتمع.
و بمعية مجموعة من شباب مهنيين من المسلمين الشيليين تلقى المركز الدعم من ٲجل ٳرساء ٲسس محبة ٲهل البيت عليهم السلام، وليتم بالتالي شراء عقار عام 1996 في واحد من افضل الامكنة بالعاصمة لاتخاذه مقرا. وهكذا بدٲنا العمل في الاعتناء بمجال التربية و نشر دين الاسلام. خلال هذه السنوات تم ٳضفاء طابع قانوني على المركز الاسلامي لدى سلطات البلد، ليتم بعدها تطويرعملنا الجدي في مجال حوار الاديان مع الكنيسة الكاثوليكية عن طريق تنسيق نقاشات وتنظيم دورات في الجامعات الكبرى لنيل شهادات متخصصة، بالاضافة الى انشاء علاقة وثيقة مع الحكومات وتنظيم عمل اكاديمي مع قوات حفظ النظام والشرطة عبرٳلقاء محاضرات وتخصيص دورات لنيل شهادات متخصصة، كما تم العمل كذلك على تنظيم زيارات للطلبة مع مدارس مسيحية حيث اعربوا عن نيتهم في التعرف على مقرنا، ٲما حديثا عن مشاركتنا في جميع وسائل الاعلام فقد كانت مكثفة.
ان ثمرة هذا العمل الجدي و المسؤول في الحوار انعكست في حضور وزراء ونواب وكهنة وسلطات عسكرية وعمداء جامعات الى مركزنا الاسلامي. كما تجدر الاشادة بالانجاز الكبير الذي حققته جاليتنا الشيعية عند اقامة اول افطار في رمضان ولاول مرة بالقصر الرئاسي بحضور شخصي لسعادة رئيسة الشيلي "ميشيل باتشيليط" رفقة مجلس وزرائها، و بهذا يكون الشيلي هو البلد الوحيد الذي وصل الى هذا المسعى في جل امريكا الوسطى والجنوبية.
هذه الجالية التاريخية تَقوَّت وتعزَّزَت بوصول مهاجرين جدد وبوصول شيليين طيبي القلب نطقوا بشهادة صادقة، الشيء الذي يجعلنا نتفائل بمستقبل افضل.
ان السيرعلى هذه الطريق لم يكن بالعمل الهين، و كل انجاز من هذه الانجازات واجهَتْهُ صعوبات و لكننا ولله الحمد كوفئنا بالنجاح والتوفيق