أوصى رسول الله(ص) المسلمين بالتمسك بالقرآن الكريم والعترة من أهل بيته(ع) لأنهما الأمان من الانحراف أو الضلال، فقال (ع): (( يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي))([1]).
وفي رواية: ((إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله... وعترتي أهل بيتي، وأنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض))([2]).
وفي رواية: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخركتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما))([3]).
وعن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله(ص) يوماً فينا خطيباً، بماء يدعى خُمّا، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثم قال: ((أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به))، فحث على كتاب الله ورغّب فيه، ثم قال: ((وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي))([4]).
وقد روى الحديث عن رسول الله(ص) أكثر من ((33)) صحابياً، منهم: أبو أيوب الأنصاري، أبو ذر الغفاري، أبو سعيد الخدري، أبو شريح الخزاعي، أبو قدامة الأنصاري، أبو هريرة، أم سلمة، أنس بن مالك، خزيمة ذو الشهادتين، عبد الله بن عباس، عمر بن الخطاب، سعد بن أبي وقاص، زيد بن ثابت، سلمان الفارسي، عبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص([5]).
وهذا الحديث جعل أهل البيت(ع) عدلاً للقرآن، وهم القرآن الناطق، لأنهم لا يتفرقون ولا يفترقون عن القرآن، وكلاهما مصدر هداية للمسلمين وللناس عموماً، ودلالة الحديث على مرجعيتهم العلمية دلالة واضحة، بل يدل دلالة واضحة على مرجعيتهم في جميع المجالات والأبعاد كمرجعية القرآن الكريم، والمرجعية العلمية الظاهرة من خلال دلالة الحديث هي مصدر اتفاق المسلمين على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم، وهذه أهم نقطة مشتركة بين المسلمين.
ومن لا يتفرق أو يفترق عن القرآن الكريم يكون مؤهلاً لمرجعية المسلمين في معرفة القرآن الكريم، ومعرفة المفاهيم والقيم الدينية، ومعرفة العقيدة والشريعة والفقه إضافة إلى التفسير والتأويل، فهم إذن مرجعية علمية.
المصدر: سایت سبطین
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ سنن الترمذي 5: 622 حديث: 3786، محمد بن عيسى بن سورة، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
[2] ـ مسند أحمد بن حنبل 6: 232، مجمع الزوائد 9: 163.
[3] ـ سنن الترمذي 5: 663.
[4] ـ صحيح مسلم 2: 450، حديث: 2408، مسلم بن الحجاج النيسابوري، دار الفكر، بيروت، 1424هـ .
[5] ـ انظر صحيح مسلم 2: 450، سنن الترمذي 5: 662، سنن الدارمي حديث: 3198، مسند أحمد بن حنبل: 11104، ومصادر أخرى.