إنّ التبشير بقضيّة الإمام المهدي المنتظر (عج) قد انطلق من القرآن الكريم وكان مورد اهتمام النبيّ العظيم ثم الإمام المرتضى علي بن أبي طالب(عليه السلام) في نصوص تجاوزت المئتين حسب ما ورد عنه فيما نشرته مؤسسة نهج البلاغة. ومن جملة ما اُخبر عنه من الملاحم ما قاله(عليه السلام):
«ألا وفي غد ـ وسيأتي غدٌ بما لا تعرفون ـ يأخذ الوالي من غيرها عمّالَها على مساوئ أعمالها، وتُخرج له الأرض أفاليذ كبدها، وتلقي اليه سِلْماً مقاليدَها، فيريكم كيف عدلُ السيرة، ويُحيي ميِّت الكتاب والسُنّة» ( 12] ) .
إنّها رؤية دقيقة محدّدة مضيئة واضحة المعالم، تتمثّل في قيام ثورة عالمية تصحّح وضع العالم الإسلامي بل الإنساني أجمع، وقد قال(عليه السلام) عن قائدها:
«يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي» ( [13] ) .
وقال (عليه السلام): «يا كميل، ما من علم إلاّ وأنا أفتحه، وما من سرّ إلاّ والقائم (عليه السلام) يختمه.. يا كميل، لا بدّ لِماضيكم من أوبة، ولابدّ لنا فيكم من غلبة... » ( 14] ) .
بنا يختم الدين كما بنا فُتح، وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك، وبنا يؤلّف الله قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألّف بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشِرك ( 15] ) . ولو قد قام قائمنا; لأنزلت السماء قطرها وأخرجت الأرض نباتها، وليذهب الشحناء من قلوب العباد، وأصلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة من العراق إلى الشام لا تضع قدمها إلاّ على النبات وعلى رأسها زينتها لا يهيجها سبع ولا تخافه» ( 16] ) .
المصدر: سایت السبطین
_______________________________
([12]) من الخطبة 138 من نهج البلاغة .
([13]) نهج البلاغة الخطبة 138.
([14]) عن بشارة المصطفى: 24 ـ 31 .
([15]) عن ملاحم ابن طاووس: 84 ـ 85 .
([16]) عن خصال الصدوق: 2 / 418 . وراجع موسوعة أحاديث أمير المؤمنين، الجزء الأول ما روى عنه حول الإمام المهدي (عليه السلام). مؤسّسة نهج البلاغة .