نصّ رسول الله(ص) على إمامة وخلافة اثني عشر شخصاً من قريش، وقد أجمع الرواة والفقهاء والمتكلمون على تواتر الحديث، ولكن اختلفوا في المصاديق العملية.
عـن جابـر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند رسول الله(ص) فسمعته يقول: ((بعدي اثنا عشر خليفة)) ثم أخفى صوته، فقلت لأبي: ما الذي أخفى صوته؟ قال: قال: ((كلهم من قريش))([1]).
وفي رواية: ((هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش))([2]).
وقرن(ص) بين استمرار قيام الدين حتى قيام الساعة وبين خلافة الاثني عشر خليفة، فقال: ((لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة، أو يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش))([3]).
وفي رواية أخرى قرن رسول الله(ص) بين صلاح الأمة ومضي الاثني عشر خليفة، فقال: ((لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش))([4]).
وأطلق رسول الله(ص) في روايات أخرى لفظ ((الأئمة)) بدلاً من ((الخلفاء)).
عن أبي ذر الغفاري قال: قلت: يا رسول الله، وكم الأئمة بعدك؟ قال: ((عدد نقباء بني إسرائيل))([5]).
وقال(ص): ((الأئمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش))([6]).
وقال(ص): ((الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، كلهم أمناء أتقياء معصومون))([7]).
وقد وردت روايات أخرى بلفظ ((بني هاشم)) ومنها: ((بعدي اثنا عشر خليفة)) ثم أخفى صوته وقال: ((كلهم من بني هاشم))([8]).
ووردت روايات أخرى مستفيضة ومتواترة عند الشيعـة الإماميـة تنص على أنّ الأئمة هم من أهل البيت (ع) أولهـم الإمام علي (ع) وآخرهم الإمام المهدي (ع).
ومن هذه الروايات:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(ص): ((أهل بيتي عترتي من لحمي ودمي، هم الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل))([9]).
وعن عبد الله بن مسعود عن رسول الله(ص): ((الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، والتاسع مهديهم))([10]).
وعن ابن عباس عن رسول الله(ص): ((الأئمة من ولدي فمن أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، هم العروة الوثقى والوسيلة إلى النجاة))([11]).
وعن الإمام علي(ع) عن رسول الله(ص) أنّه قال: ((يا علي أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الإسلام؛ من تبعنا نجا، ومن تخلّف عنا فإلى النار))([12]).
وفي رواية، حدد رسول الله(ص) أوصياءه بالقول: ((أولهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن بعدي... ثم ابني الحسن، ثم ابني الحسين، ثم تسعة من ولد الحسين؛ واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض هم شهداء الله في أرضه وحجته على خلقه، وخزّان علمه، ومعادن حكمته؛ من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله))([13]).
والروايـات المتقدمـة تـدل دلالـة واضحـة علـى ان رسول الله(ص) قد نصّ على خلافة وإمامة اثني عشر خليفة وإماماً، وهم مراجع المسلمين في جميع الأمور ومنها العلم، فهم مرجعية علمية للمسلمين، فصلاح الأمر وقيام الدين يتوقف على الالتزام بمنهجهم، وهذا لا يتم إلا إذا كانوا مرجعية علمية، وقد بيّن رسول الله(ص) انهم الوسيلة إلى النجاة، وانهم أركان الدين، وخزّان العلم، وهذه صفات المؤهلين للمرجعية العلمية، وقد أمر بطاعتهم وعدم مخالفتهم أي عدم مخالفة إرشاداتهم وتوجيهاتهم وأوامرهم، وجميع ذلك يرتبط بمرجعيتهم العلمية أولاً وقبل كل شيء.
المصدر: سایت السبطین
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ ورد بصيغ عديدة في مسند أحمد 6: 92، إلى 124، ونحوه في صحيح مسلم 2: 184.
[2] ـ صحيح مسلم 2: 184.
[3] ـ مصابيح السنة 4: 137، الحسين بن مسعود البغوي، دار المعرفة، بيروت،
1407هـ .
[4] ـ كنز العمال 12: 32، حديث: 33849.
[5] ـ كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: 35.
[6] ـ المصدر نفسه: 76.
[7] ـ المصدر نفسه: 181، جامع الأخبار: 62.
[8] ـ مودة القربى: 445، ينابيع المودة 1: 308، إحقاق الحق وإزهاق الباطل 13: 30
[9] ـ كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: 89 .
[10] ـ المصدر نفسه: 23.
[11] ـ ينابيع المودة 2: 534، سليمان القندوزي الحنفي، انتشارات الشريف الرضي، قم: 1413هـ .
[12] ـ الأمالي:217، محمد بن محمد بن النعمان (الشيخ المفيد)، جامعة المدرسين، قم 1403هـ .
[13] ـ فرائد السمطين 1: 318، الحديث: 205.