رسالـة الحقـوق أثـر علمـي مهـم مـن آثـار الإمـام زين العابدين (ع) رواه الشيخ الصدوق في كتاب الخصال بسند معتبر، كما رواه الحسن بن شعبة الحرّاني في تحف العقول بدون سند.
ورسالة الحقوق شاملة لجميع مجالات وجوانب الحقوق في الحياة الإنسانية، فلا يطغى حق على حق بل هنالك توازن بينها.
ومن هذه الحقوق: حق الله تعالى وهو أصل الحقوق، وأهم حق لله تعالى هو حق العبادة وعدم الإشراك فيها.
وحق النفس بما فيها حق اللسان وحق السمع وحق البصر وحق البطن والفرج واليدين والرجلين، ويستند حق هذه الجوارح على أساس التوجه نحو الكمال بإشباع الحاجات بالطريقة المشروعة والمقيدة بثوابت المنهج الإسلامي.
ومنها: حق العبادات كحق الصلاة والصوم والحج والصدقة.
ومنها: حق الأرحام كالأب والأم والولد والأخ.
ومنها: الحقوق الاجتماعية، كحق الجار، وحق الجليس، وحق الصديق، وحق الشريك، وحق الغريم، وحق الخصم، وحق المستنصح، وحق المشير، وحق الكبير، وحق الصغير، وحق السائل الفقير، وحق المعلم، وحق المتعلم.
ومنها: حقوق السلطان، وهو حق النصيحة، وحق الطاعة.
ومنها: حقوق الرعية على السلطان وهي: الرحمة، الأناة.
ومنها: حقوق المال، وهي أخذه من حله وإنفاقه في حله، وجعله سبباً إلى الارتباط بالله والاستقامة.
ومنها: حق أهل الذمة من غير المسلمين، ومن أهمها: الوفاء بالعهد، وإشاعة الرحمة والعدل بينهم.
ثامناً: وصية الإمام موسى الكاظم (ع) لهشام بن الحكم
وهي وصية شاملة لجميع جوانب الحياة، وهي تنطلق من وصف العقل باعتباره أكمل الحجج على الناس، وانه مصدر الإخلاص والتقوى والاستقامة وحسن العلاقة مع الناس.
ومثّل فيها الحياة بالبحر العميق، ومثّل تقوى الله والتوكّل عليه بالسفينة، وتطرق إلى النجاة بطاعة الله تعالى التي تتحقق بالعلم والتعلّم من عالم رباني.
ووصف العاقل والعقلاء بجملة من الأوصاف ومنها: ترك فضول الدنيا، وترك الذنوب، والقبول من الدنيا باليسير، والرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا، وحسن النية وصدق اللسان، والمروءة، والكف عن أعراض الناس، وترك الحسد والعجب والفخر، والتخلق بالحلم والصبر والحياء من الله تعالى، وإشاعة الرفق والحذر من الغضب، والتحذير من الطمع وحب الدنيا، والتحذير من الكبر والعجب والفخر، ومجازاة الإحسان بالإحسان للمؤمن والكافر والبر والفاجر، ومجالسة أهل الدين ومشاورة العاقل الناصح وعدم مخالفته.
وأهم من ذلك: محاسبة النفس باستمرار، للاستزادة من العمل الصالح، والاستغفار من العمل الطالح ومن ثم التوبة إلى الله تعالى.
تاسعاً: رسالة الإمام علي الرضا (ع) في جوامع الشريعة
روي إن المأمون بعث الفضل بن سهل إلى الإمام الرضا (ع) فقال له: إنّي أحب أن تجمع لي من الحلال والحرام والفرائض والسنن، فإنك حجة الله على خلقه ومعدن العلم. فأجابه برسالة تضمنت مفاهيم وقيماً وموازين متنوعة بتنوع مجالات الحياة الإنسانية: الفكرية والعاطفية والسلوكية، ومن أهمها:
ثم يتطرق إلى تفاصيل المفاهيم والقيم التي يتبناها رسول الله وأهل بيته (ع) وأهمها:
وتطرق إلى أمور تفصيلية أخرى تتعلق بمعيشة الناس وطريقة تعاملهم.
عاشراً: رسالة الإمام علي الهادي(ع) في العدل والمنزلة بين المنزلتين
وهي رسالة في الرد على أهل الجبر والتفويض، يثبت من خلالها أنّه لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين، ابتدأها باتفاق المسلمين على صدق القرآن، ثم تطرق إلى تصديق حديث الثقلين من خلال القرآن الكريم بذكر الآيات النازلة في حق الإمام علي (ع)، إضافة إلى الأحاديث الواردة في فضائله، ثم أثبت ان أقوال أهل
البيت (ع) لا تتعدى حدود القرآن، ومن خلال هذه المقدمات أثبت صحة قول الإمام جعفر الصادق : ((لا جبر ولا تفويض ولكن منزلة بين المنزلتين وهي: صحة الخلق، وتخلية السرب، والمهلة في الوقت، والزاد مثل الراحلة، والسبب المهيج للفاعل على فعله)).
ثم تطرق إلى إثبات ذلك من خلال موافقة الحديث للقرآن الكريم متطرقاً إلى الآيات القرآنية:
وأثبت العدل والمنزلة بين المنزلتين فلا جبر ولا تفويض.
حادي عشر: بعض الكتب الجامعة لأحاديث أهل البيت (ع)
وقد وصلت الكتب المصنفة في أحاديثهم إلى أربعمائة مصنف وكتاب، انتقلت أغلب موادها العلمية إلى الكتب التي ذكرناها، وفي السنين القريبة ألفت بعض الكتب حول مسانيد الأئمة (ع)، وقد جمعت من الكتب المتقدمة التي ذكرناها ومن غيرها.
المصدر: سایت الموسسة السبطین العالمیة