تلقى العلم عن أبيه وعن عمّه الإمام الحسن (ع)، وكان يحدث عنهما وعن جده عليّ (ع) وعن فاطمة الزهراء(س) وعن أم سلمة وصفيّة.
قال أبو بكر بن أبي شيبة: أصحّ الأسانيد كلّها: الزهري عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ([1]).
وكان مرجعاً لكثير من الفقهاء والعلماء المعاصرين له، وقد اعترف عبد الملك بن مروان بأعلميته ومرجعيته العلمية قائلاً: إنّك لذو فضل عظيم على أهل بيتك، وذوي عصرك، ولقد أوتيت من العلم والدين والورع، ما لم يؤته أحد مثلك قبلك إلاّ من مضى من سلفك([2]).
وفيما يلي نستعرض ما قيل في علمه وفقهه وأفضليته:
الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل من علي بن الحسين.
أبو حازم المدني: ما رأيت هاشمياً أفقه من عليّ بن الحسين.
الذهبي: كان له جلالة عجيبة، وحقّ له والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله([3]).
سعيد بن المسيب: ما رأيت قط أفضل من عليّ بن الحسين، وما رأيته قط إلاّ مَقَتُّ نفسي([4]).
شهاب الدين النويري: وكان رحمه الله ثقة ورعاً مأموناً كثير الحديث من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة([5]).
ابن حجر الهيثمي: خلف أباه علماً وزهداً وعبادة([6]).
وكان له الدور الأكبر في رد الإلحاد والزندقة والأفكار الضالة، وكانت له ردود على الانحراف الفكري والعقائدي كالغلو والتجسيم والتفويض، وله ردود على شبهات بعض فرق المتصوفة والفلاسفة والمتكلمين، وله مناظرات لكشف الدس والتزييف الذي أدخل على الإسلام، وله مناظرات مع علماء عصره في مسائل العقائد والفقه والأصول.
وكانت له آراء لمعالجة الأزمات التي يمر بها المسلمون كالأزمة السياسية والاجتماعية والخلقية وغيرها من الأزمات.
استقدمه عبد الملك بن مروان يستشيره في جواب ملك الروم عن بعض ما كتب فيه من أمر السكةِّ وطراز القراطيس([7]).
عبّر عنه أبو الفضل الآلوسي برئيس العارفين ثم ذكر شعره الذي جاء فيه:
إنّي لأكتمُ من علمي جواهِرَهُ كيلا يَرى الحقَّ ذو جَهل فيُفتَتنا
فرُبَّ جَوهرِ عِلمٍ لو أبوحُ بهِ لقيلَ لي: أنت مِمّن يعبدُ الوَثَنا ([8])
حدّث عنه ابنه محمّد الباقر (ع) وكذلك زيد، وعبد الله بن الحسن، والزهري، وعمرو بن دينار، وعشرات الفقهاء والرواة.
ومن تتبع أدعيته المجموعة في كتاب الصحيفة السجادية وجدها زاخرة بالعلوم المتنوعة وفي جميع المجالات إضافة إلى تراثه العلمي في كتب الحديث والسيرة.
المصدر: سایت الشیعه
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ سير أعلام النبلاء 4: 391، تهذيب التهذيب 7: 269.
[2] ـ المدخل إلى موسوعة العتبات المقدسة: 195.
[3] ـ سير أعلام النبلاء 4: 387، 391، 398.
[4] ـ تاريخ اليعقوبي 2: 303.
[5] ـ نهاية الإرب 21: 324.
[6] ـ الصواعق المحرقة: 302.
[7] ـ مختصر تاريخ دمشق 17: 230.
[8] ـ روح المعاني 6: 190.