لقد أحدثت مجزرة كربلاء شقّاً واسعاً في البيت الاُموي وعائلة يزيد على الخصوص، وقد ظهر هذا جلياً بعد هلاك يزيد وانتقام الله سبحانه منه، فقد بويع ولده معاوية بالخلافة وكان يرى بأنّ الحسين (عليه السلام) قد قُتل مظلوماً وأنّ بني اُمية قد ظلموا آل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وقد واجهت تصريحاته ومواقفه هذه ردود فعل من المتطرفين من بني اُمية واعوانهم الذين كانوا يرون مشروعية قتل الحسين (عليه السلام) لأنه خارج على خليفة زمانه، واخيراً وبعد صراع مرير استمرّ عدة أشهر بين الطرفين تنازل معاوية عن الخلافة واضطرب الوضع السياسي في العاصمة اضطراباً شديداً أدّى اخيراً إلى انتقال الامرة والخلافة من العائلة السفيانية إلى العائلة المروانية حيث بويع مروان بالخلافة.
قال معاوية في خطبة الاستقالة: ألا أنّ جدّي معاوية نازع الأمر من كان أولى بالأمر منه في قدمه وسابقته علي بن ابي طالب، فركب منه جدّي ما تعلمون، وركبتم معه مالا تجهلون، حتى صار رهين عمله، وضجيع حفرته، تجاوز الله عنه. ثم صار الأمر إلى أبي، ولقد كان خليقاً أن لا يركب سننه، إذ كان غير خليق بالخلافة فركب روعه واستحسن خطأه، فقلّت مدّته وانقطعت آثاره وخمدت ناره، ولقد انسانا الحزن به الحزن عليه، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. ثم اخفت يترحّم على أبيه.
ثم قال: وصرتُ أنا الثالث من القوم، الزاهد فيما لديَّ أكثر من الراغب، وما كنتُ لأتحمل آثامكم، شأنكم وأمركم خذوه، من شئتم ولايته فولّوه[1] .
المصدر: سایت السبطین
--------------------------------------------------------------------------------
[1] بحار الأنوار 46: 118| 7.