لقد أجمعت كتب السير والتاريخ أنّ الإمام السجّاد (عليه السلام) كان قد أقعده المرض في أيام عاشوراء بنحو لم يستطع النهوض، وكان يُغمى عليه فترة ثمّ يفيق، وكان يتابع أحداث المعركة وهو على فراش المرض. وقد طلب من عمّته زينب (عليها السلام) في الساعة الأخيرة من المعركة أن تسنده للوقوف وتعطيه سيفه ليدافع عن والده الحسين (عليه السلام) حينما سمع واعيته: هل من ناصر ينصرني؟ هل من ذابٍّ يذبُّ عن حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وكانت فخر المخدّرات زينب (عليها السلام) تمرّضه في خيمته وتعوده بين الحين والآخر، مع كلّ ما اُلقي على عاتقها من عبء ثقيل في رعاية شؤون النساء والأطفال في معسكر الإمام الحسين (عليه السلام).
وبعد استشهاد الحسين (عليه السلام) تولّى الإمامة من بعده الإمام السجاد (عليه السلام)، فقد جاءته زينب (عليها السلام) عندما أشعل الأعداء النار في خيم الأطفال والنساء تسأل عن التكليف في هذه الحالة؟ فقال لها (عليه السلام): يا عمّة فرّوا على وجوهكم في البيداء.
وقد حاول الجيش الاُموي الكافر أن يقتل الإمام السجاد (عليه السلام)، ولكن حال الله سبحانه بينهم وبين ما يريدون، يقول حميد بن مسلم: فوالله لقد كنتُ أرى المرأة من نسائه وبناته وأهله تُنازع ثوبها عن ظهرها حتّى تُغلب عليه فيذهب به منها، ثمّ انتهينا إلى علي بن الحسين (عليه السلام) وهو منبسط على فراشٍ وهو شديد المرض، ومع شمر جماعة من الرجّالة فقالوا له: ألا نقتل هذا العليل؟ فقلت: سبحان الله أيُقتل الصبيان؟ إنّما هو صبيٌّ وانّه لما به. فلم أزل حتى رددتهم عنه[1].
المصدر:سایت السبطین
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الإرشاد 3: 112-113.