استطاع عبد الله بن الزبير استغلال ردود الفعل عند المسلمين ضد الحكم الاُموي بعد قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وذرّيته وشيعته، فسيطر على مكّة ومعظم الحجاز والبصرة والكوفة. ووجدت حركته أنصاراً لها في صفوف المسلمين الذين كانوا محسوبين على التيار الحاكم بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله). وقد استمرّ حكم عبد الله بن الزبير على المناطق التي وقعت تحت نفوذه من سنة 61هـ إلى سنة 73هـ .
وبما أنّ الإمام السجّاد (عليه السلام) كان مقيماً في مدينة جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهي خارجة عن نفوذ ابن الزبير لذلك لم يتعرّض بشكل مباشر إلى التعامل معه، كما وقع لبني هاشم المقيمين في مكّة الذين حاول ابن الزبير أخذ البيعة منهم بالإكراه ، ولمّا عجز عن ذلك حذف عند ابتداء خطبته ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) خلافاً لما كان مألوفاً بين المسلمين وعندما سُئل عن علة ذلك قال: إنّ له اُهيل سوء يشمخون باُنوفهم عند ذكره.
ولم يُسجل لنا التأريخ موقفاً معيّناً للإمام السجاد من هذه الحركة من أول ظهورها إلى انتهائها ، كما انها لم تكن حريصة على الرجوع إلى الإمام (عليه السلام)، بل لم تكن تعترف بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) وأولاده من بعده ، وكانت تعتبر عبد الله بن الزبير هو الخليفة الشرعي للمسلمين . وانتهت هذه الحركة بمقتل ابن الزبير وهو متعلق باستار الكعبة.
المصدر:سایت السبطین