الباب الثاني
الفصل الأوّل
نشأة الإمام جعفر الصادق(عليه السلام)
الاُسرة الكريمة :
إنّ اُسرة الإمام الصادق (عليه السلام) ، هي أجل وأسمى أسرة في دنيا العرب والإسلام، فإنّها تلك الأسرة التي أنجبت خاتم النبيين وسيد المرسلين محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنجبت أيضاً عظماء الأئمة وأعلام العلماء، وهي على امتداد التأريخ لا تزال مهوى أفئدة المسلمين، ومهبط الوحي والإلهام.
من هذه الأسرة التي أغناها الله بفضله، والقائمة في قلوب المسلمين وعواطفهم تفرّع عملاق هذه الاُمة، ومؤسس نهضتها الفكرية والعلمية الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام)، وقد ورث من عظماء أسرته جميع خصالهم العظيمة فكان ملء فم الدنيا في صفاته وحركاته.
الأب الكريم :
هو الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) سيد الناس لا في عصره، وإنما في جميع العصور على امتداد التأريخ علماً وفضلا وتقوى، ولم يظهر من أحد في ولد الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) من علم الدين والسنن وعلم القرآن والسير، وفنون الأدب والبلاغة مثل ما ظهر منه[1]
.
لقد فجّر هذا الإمام العظيم ينابيع العلم والحكمة في الأرض، وساهم مساهمة إيجابية في تطوير العقل البشري، وذلك بما نشره من مختلف العلوم. لقد أزهرت الدينا بهذا المولود العظيم الذي تفرع من شجرة النبوة ودوحة الإمامة ومعدن الحكمة والعلم، ومن أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
الاُم الزكية :
هي السيدة المهذبة الزكية (اُم فروة) بنت الفقيه القاسم[2]
بن محمّد بن أبي بكر[3]
وكانت من سيدات النساء عفة وشرفاً وفضلا، فقد تربت في بيت أبيها وهو من الفضلاء اللامعين في عصره، كما تلقت الفقه والمعارف الإسلامية من زوجها الإمام الأعظم محمّد الباقر (عليه السلام)، وكانت على جانب كبير من الفضل، حتى أصبحت مرجعاً للسيدات من نساء بلدها وغيره في مهام اُمورهن الدينية وحسبها فخراً وشرفاً أنها صارت اُمّاً لأعظم إمام من أئمة المسلمين، وكانت تعامل في بيتها بإجلال واحترام من قبل زوجها، وباقي أفراد العائلة النبوية.
ولادة النور :
ولم تمضِ فترة طويلة من زواج السيدة (اُم فروة) بالإمام محمّد الباقر(عليه السلام) حتَّى حملت، وعمت البشرى أفراد الأسرة العلوية، وتطلعوا إلى المولود العظيم تطلعهم لمشرق الشمس، ولما أشرقت الأرض بولادة المولود المبارك سارعت القابلة لتزف البشرى إلى أبيه فلم تجده في البيت، وإنما وجدت جده الإمام زين العابدين (عليه السلام)، فهنأته بالمولود الجديد، وغمرت الإمام موجات من الفرح والسرور لأنه علم أن هذا الوليد سيجدد معالم الدين، ويحيي سنّة جدّه سيّد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخبرته القابلة بأن له عينين زرقاوين جميلتين، فتبسم الإمام (عليه السلام) وقال: إنه يشبه عيني والدتي[4]
وبادر الإمام زين العابدين (عليه السلام) إلى الحجرة فتناول حفيده فقبّله، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية، فأذّن في اُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى.
لقد كانت البداية المشرقة للإمام الصادق (عليه السلام) أن استقبله جدّه الذي هو خير أهل الأرض، وهمس في أذنه:
«الله أكبر..»...
«لا إله إلاّ الله»...
وقد غذاه بهذه الكلمات التي هي سرّ الوجود لتكون أنشودته في مستقبل حياته.
تاريخ ولادته :
اختلف المؤرخون في السنة التي وُلد فيها الإمام الصادق (عليه السلام) فمن قائل إنه وُلد بالمدينة المنورة سنة ( 80 هــ[5] ــ )
وقال آخرون إنه وُلد سنة ( 83 هـ ) يوم الجمعة أو يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول[6]
وقال ثالث إنه وُلد سنة ( 86 هـ[7] )
تسميته وألقابه :
أما اسمه الشريف فهو (جعفر) ونص كثير من المؤرخين على أن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي سماه بهذا الاسم، ولقّبه بالصادق.
لقد لُقِّب الإمام (عليه السلام) بألقاب عديدة يمثلّ كل منها مظهراً من مظاهر شخصيّته وإليك بعض هذه الألقاب الكريمة :
1 ـ الصادق: لقبه بذلك جدّه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) باعتباره أصدق إنسان في حديثه وكلامه[8]
وقيل: إن المنصور الدوانيقي الذي هو من ألد أعدائه، هو الذي أضفى عليه هذا اللقب، والسبب في ذلك: أن أبا مسلم الخراساني طلب من الإمام الصادق (عليه السلام) أن يدله على قبر جده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فامتنع، وأخبره أنه إنما يظهر القبر الشريف في أيام رجل هاشمي يقال له أبو جعفر المنصور، وأخبر أبو مسلم المنصور بذلك في أيام حكومته وهو في الرصافة ببغداد، ففرح بذلك، وقال: هذا هو الصادق[9]
2 ـ الصابر[10]
: ولقب بذلك لأنه صبر على المحن الشاقة والخطوب المريرة التي تجرعها من خصومه الاُمويين والعباسيين.
3 ـ الفاضل[11]
: لقب بذلك لأنه كان أفضل أهل زمانه وأعلمهم لا في شؤون الشريعة فحسب وإنما في جميع العلوم، فهو الفاضل وغيره المفضول.
4 ـ الطاهر[12]
: لأنه أطهر إنسان في عمله وسلوكه واتجاهاته في عصره.
5 ـ عمود الشرف[13]
: لقد كان الإمام (عليه السلام) عمود الشرف، وعنوان الفخر والمجد لجميع المسلمين.
6 ـ القائم[14]
: لأنه كان قائماً بإحياء دين الله والذب عن شريعة سيد المرسلين.
7 ـ الكافل[15]
: لأنه كان كافلا للفقراء والأيتام والمحرومين، فقد قام بالإنفاق عليهم وإعالتهم.
8 ـ المنجي[16]
: من الضلالة، فقد هدى من التجأ إليه، وأنقذ من اتصل به.
وهذه بعض ألقابه الكريمة التي تحكي بعض صفاته، ومعالم شخصيته.
كُناه :
وكني الإمام الصادق (عليه السلام) بأبي عبد الله، وأبي إسماعيل، وأبي موسى[17]
ذكاؤه :
كان الإمام الصادق (عليه السلام) في سنه المبكر آية من آيات الذكاء، فلم يجاريه أحد بمثل سنه على امتداد التأريخ بهذه الظاهرة التي تدعو إلى الإعجاب والإكبار، والتي كان منها أنه كان يحضر دروس أبيه وهو صبي يافع لم يتجاوز عمره الثلاث سنين، وقد فاق بتلقيه لدروس أبيه جميع تلاميذه من كبار العلماء والرواة. ومن الجدير بالذكر أن دروس أبيه وبحوثه لم تقتصر لا2على الفقه والحديث، وتفسير القرآن الكريم، وإنما شملت جميع أنواع العلوم، وقد ألمَّ بها الإمام الصادق (عليه السلام) أحسن إلمام. ويدل على ذلك ما نقله الرواة من أن الوليد بن عبد الملك أمر عامله على يثرب عمر بن عبد العزيز بتوسعة المسجد النبوي، فأنجز عمر قسماً كبيراً منه، وأعلمه بذلك، وسافر الوليد إلى يثرب ليطّلع بنفسه على ماأنجزه عمر من أعمال التعمير والتوسيع، وقد استقبله عمر من مسافة خمسين فرسخاً، وأعدَّ له استقبالا رسمياً، وخرجت أهالي يثرب بجميع طبقاتها لاستقباله والترحيب به، وبعدما انتهى إلى يثرب دخل إلى الجامع النبوي ليشاهد ما أنجر من أعمال التعمير، وقد رأى الإمام الباقر (عليه السلام) على المنبر، وهو يلقي محاضرة على تلاميذه فسلم عليه، فرد الإمام السلام عليه، وتوقف عن التدريس تكريماً له، فأصر عليه الوليد أن يستمر في تدريسه، فأجابه إلى ذلك، وكان موضوع الدرس (الجغرافيا) فاستمع الوليد، وبهر من ذلك، فسأل الإمام: «ما هذا العلم؟».
فأجابه الإمام: إنه علم يتحدث عن الأرض والسماء، والشمس والنجوم.
ووقع نظر الوليد على الإمام الصادق، فسأل عمر بن عبد العزيز: من يكون هذا الصبي بين الرجال؟.
فبادر عمر قائلا: إنه جعفر بن محمّد الباقر...
وأسرع الوليد قائلا: هل هو قادر على فهم الدرس واستيعابه؟.
فعرفه عمر بما يملكه الصبي من قدرات علمية، قائلا: إنه أذكى من يحضر درس الإمام وأكثرهم سؤالا ونقاشاً.
وبهر الوليد، فاستدعاه، فلما مثل أمامه بادر قائلا: «ما اسمك؟».
وأجابه الصبي بطلاقة قائلا: «اسمي جعفر..».
وأراد الوليد امتحانه، فقال له: «أتعلم من كان صاحب المنطق ـ أي مؤسسه ـ ؟..».
فأجابه الصبي: «كان أرسطو ملقباً بصاحب المنطق، لقبه إياه تلامذته، وأتباعه..».
ووجه الوليد إليه سؤالا ثانياً قائلا: «من صاحب المعز؟..».
2فأنكر عليه الإمام وقال: «ليس هذا اسماً لأحد، ولكنه اسم لمجموعة من النجوم، وتسمى ذو الأعنة ...»[18]
واستولت الحيرة والذهول على الوليد، فلم يدر ما يقول، وتأمل كثيراً ليستحضر مسألة اُخرى يسأل بها سليل النبوة، وحضر في ذهنه السؤال الآتي فقال له: «هل تعلم من صاحب السواك؟...».
فأجابه الإمام فوراً: «هو لقب عبد الله بن مسعود صاحب جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)..».
ولم يستحضر الوليد مسألة يسأل بها الإمام، ووجد نفسه عاجزاً أمام هذا العملاق العظيم، فراح يبدي إكباره وإعجابه بالإمام، ويرحب به، وأمسك بيده، ودنا من الإمام الباقر (عليه السلام)، يهنئه بولده قائلا: إن ولدك هذا سيكون علاّمة عصره.[19]..
وصدق توسم الوليد، فقد أصبح الإمام الصادق (عليه السلام) أعلم علماء عصره على الإطلاق، بل أعلم علماء الدنيا على امتداد التأريخ، وليس هناك تعليل مقنع لهذه الظاهرة التي اتصف بها سليل النبوة في حال طفولته، إلاَّ القول بما تذهب إليه الشيعة من أن الله تعالى منح أئمة أهل البيت (عليهم السلام) العلم والحكمة في جميع أدوار حياتهم كما منح أنبياءه ورسله.
معرفته بجميع اللغات :
وكان في سنه المبكر عارفاً بجميع لغات العالم إذ كان يتكلم مع كل أهل لغة كأنه واحد منهم. وإليك نماذج تشير الى ذلك :
1 ـ روى يونس بن ظبيان النبطي أن الإمام الصادق (عليه السلام) تحدث معه باللغة النبطية فأخبره عن أول خارجة خرجت على موسى بن عمران، وعلى المسيح، وعلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنهروان، وأعقب كلامه بقوله: «مالح ديربير ماكي مالح». ومعناه أن ذلك عند قريتك التي هي بالنبطية[20]
2 ـ روى عامر بن علي الجامعي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جُعلت فداك، إنا نأكل كل ذبائح أهل الكتاب، ولا ندري أيسمون عليها أم لا ؟ فقال (عليه السلام): إذا سمعتموهم قد سموا فكلوا، أتدري ما يقولون على ذبائحهم؟
فقلت: لا .
فقرأ شيئاً لم أعرفه ثم قال: بهذا اُمروا.
فقلت: جعلت فداك إن رأيت أن نكتبها.
قال (عليه السلام): اكتب «نوح أيوا ادينو بلهيز مالحوا عالم اشرسوا أورصوبنوا (يوسعه) موسق ذعال اسطحوا»[21]
وفي رواية اُخرى أنّ النص كالآتي «باروح أنا ادوناي إيلوهنوا ملخ عولام اشرفدشنوا عبسوتا وسينوانوا على هشخيطا» ومعناه تباركت أنت الله مالك العالمين، الذي قدسنا بأوامره، وأمرنا على الذبح[22]
3 ـ روى أبو بصير قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده رجل من أهل خراسان وهو يكلمه بلسان لا أفهمه[23]
وكانت تلك اللغة التي كان يتحدث بها مع الخراساني هي اللغة الفارسية.
ووفد عليه قوم من أهل خراسان، فقال (عليه السلام) لهم: «من جمع مالا يحرسه عذبه الله على مقداره» فقالوا له باللغة الفارسية: لا نفهم العربية، فقال (عليه السلام) لهم: «هركه درم اندوزد جزايش ذوزخ باشد[24]»
4 ـ روى أبان بن تغلب قال: غدوت من منزلي بالمدينة وأنا أريد أبا عبد الله فلما صرت بالباب وجدت قوماً عنده لم أعرفهم، ولم أر قوماً أحسن زيّاً منهم، ولا أحسن سيماءً منهم كأن الطير على رؤوسهم، فجعل أبو عبدالله(عليه السلام) يحدثنا بحديث فخرجنا من عنده، وقد فهَّم خمسة عشر نفراً، متفرقي الألسن، منهم العربي، والفارسي، والنبطي، والحبشي، والصقلبي، فقال العربي: حدثنا بالعربية، وقال الفارسي: حدثنا بالفارسية، وقال الحبشي: حدّثنا بالحبشية، وقال: الصقلبي: حدثنا بالصقلبية وأخبر (عليه السلام) بعض أصحابه بأن الحديث واحد، وقد فسره لكل قوم بلغتهم[25]
5 ـ ودار الحديث بين الإمام (عليه السلام) وبين عمار الساباطي باللغة النبطية فبهر عمار وراح يقول: (ما رأيت نبطياً أفصح منك بالنبطية..).
فقال (عليه السلام) له: «يا عمار وبكل لسان[26]»
هيبته ووقاره :
كانت الوجوه تعنو لهيبة الإمام الصادق (عليه السلام) ووقاره، فقد حاكى هيبة الأنبياء، وجلالة الأوصياء، وما رآه أحد إلاَّ هابه إذ كانت تعلوه روحانية الإمامة، وقداسة الأولياء . وكان ابن مسكان وهو من خيار الشيعة وثقاتها لا يدخل عليه شفقة أن لا يوافيه حق إجلاله وتعظيمه، فكان يسمع ما يحتاج إليه مراحل حياة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) من اُمور دينه من أصحابه، ويأبى أن يدخل عليه[27]
المصدر:سایت السبطین
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الفصول المهمة: 192.
[2] صفة الصفوة: 2/249، المعارف: 175.
[3] القاسم بن محمد بن أبي بكر كان من الفقهاء الأجلاء، وكان عمر بن عبد العزيز يجله كثيراً وقد قال: لو كان لي من الأمر شيء لوليت القاسم بن محمّد الخلافة، وقد عمر طويلا وذهب بصره في آخر عمره، ولما احتضر قال لابنه: سن عليّ التراب سناً ـ أي ضعه علي سهلا ـ وسوّي على قبري، والحق بأهلك، وإياك أن تقول: كان أبي، وكانت وفاته بمكان يقال له قديد، وهو إسم موضع يقع ما بين مكة والمدينة، راجع ترجمته في صفة الصفوة: 2/49 ـ 50 والمعارف: 54، ومعجم البلدان: 7 / 38، ووفيات الأعيان: 3 / 224.
[4] الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 72.
[5] تأريخ ابن الوردي: 1/266، الاتحاف بحب الإشراف: 54، سر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري: 34، ينابيع المودة: 457، تذكرة الحفاظ: 1/157، نور الأبصار للشبلنجي: 132، وفيات الأعيان: 1/191.
[6] أصول الكافي: 1/472، مناقب آل أبي طالب: 4/280، أعلام الورى: 271 وجاء فيه أنه ولد بالمدينة لثلاث عشر ليلة بقيت من شهر ربيع الأول.
[7] مناقب آل أبي طالب: 4/208.
[8] قال السمعاني في أنسابه : 3 / 507، الصادق لقب لجعفر الصادق لصدقه في مقاله.
[9] موسوعة الإمام الصادق : 1 / 22 .
[10] مرآة الزمان : 5 / ورقة 166 من مصورات مكتبة الإمام أمير المؤمنين.
[11] المصدر السابق .
[12] المصدر السابق .
[13] سر السلسلة العلوية: 34.
[14] مناقب آل أبي طالب: 4/281.
[15] المصدر السابق .
[16] المصدر السابق .
[17] مناقب آل أبي طالب: 4/281. .
[18] هذه المجموعة من النجوم تسمى في اصطلاح العلم الحديث «أوريكا» أو «أريجا».
[19] الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 108 ـ 112.
[20] الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 48.
[21] المصدر السابق : 47 .
[22] المصدر السابق : 48.
[23] الاختصاص: 183.
[24] الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 46.
[25] المصدر السابق : 46 ـ 47.
[26] الاختصاص: 283.
[27] الاختصاص: 203.