يعتبر الإمام الصادق (عليه السلام) وبحق رائد النهضة العلمية التكنولوجية الحديثة حينما وضع بذورها وغرس اُصولها فبسقت فروعها وأتت اُكلها كل حين بإذن ربّها. ولا يسعنا في هذا المختصر إلاّ الإشارة الخاطفة إلى علم الكيمياء الذي علّمه الإمام (عليه السلام) لتلميذه جابر بن حيّان الكوفي الذي تخصّص في هذا العلم، وألّف فيه كتباً ورسائل كثيرة، وتتلمذ على يديه ثُلّة من الطلاّب فتخرجوا على يديه جهابذة في هذا العلم.
وقد استطاع جابر اكتشاف الكثير من العناصر والتركيبات الكيميائية كتحضير حامض النتريك بتقطيره من الشبه وسمّاه «زيت الزاج» ، كما حضّر حامض النتريك وماء الذهب والصودا الكاوية. وكان أيضاً أول من لاحظ ترسّب كلوريد الفضة عند إضافة ملح الطعام إلى محلول نترات الفضة.
كما نُسب إليه تحضير مركبات اُخرى مثل كاربونات البوتاسيوم وكاربونات الصوديوم وغير ذلك ممّا له أهمية في صنع المفرقعات والأصباغ والسماد الصناعي والصابون وغير ذلك.
وتحدّث جابر عن فرع جديد في علم الكيمياء وسمّاه «الميزان» أي معادلة ما في الأجساد والمعادن من طبائع ، وقد جعل لكل جسد من الأجساد موازين خاصّة بطبائعه ، وكان ذلك بداية لعلم المعادلات في طبائع كل جسم.
وكتب أيضاً عن علم آخر من علوم الكيمياء وهي التي يسمونها بالصنعة أي تحويل المعادن الخسيسة إلى معادن ثمينة من ذهب وفضة.
وقد شرح جابر في رسائل عديدة نظرية تحويل المعادن إلى فضة وذهب وشرح قواعدها واُصولها.
يقول ابن النديم: إنّ جابر كان ينزل في شارع باب الشام، وكان أكثر مقامه بالكوفة، وبها كان بدير الإكسير لصحّة هوائها ، ولما اُصيب الأزج الذي وجد فيه هاون ذهب وفيه نحو من مائتي رطل، كان من موضع دار جابر بن حيان.
ويعتقد أحد المتخصصين في علم الكيمياء (الدكتور محمد يحيى الهاشمي) أنّ الذي يقصده جابر بالإكسير هو الراديوم نفسه أو أحد الأجسام المشعّة التي تؤدي إلى قلب عنصر المادة، وتحطيم الذرة لم يكن من نتائجها القنبلة الذرية فحسب، بل إيجاد منابع جديدة لم تكن تطرق على بال الإنسان [1].
المصدر:سایت السبطین
*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*
[1] ـ انظر للمزيد : الإمام الصادق ملهم الكيمياء : ص 156، والإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب : ص:54.