إن ألزَمَ الدعاء في عصر الغيبة هو الدعاء لظهور مولانا بقية الله في العالمين عليه السلام، لانه صاحبنا وصاحب العصر والزمان بل صاحب الامر و ولي العوالم، و كيف تجوز الغفلة عنه و هو امامنا، والغفلة عن الإمام هي الغفلة عن اصل من اصول الدين، فعليك بالدعاء عليه والصلاة والسلام قبل الدعاء لنفسك و اهلك و اخوانك.
قال السيد بن طاووس في كتاب (جمال الاسبوع):
(و قد قدمنا في جملة عمل اليوم و الليلة من اهتمام اهل القدوة بالدعاء للمهدي عليه السلام فيما مضى من الازمان، ما ينبه على ان الدعاء له من مهمات اهل الاسلام والايمان، حتى روينا في تعقيب الظهر من عمل اليوم و الليلة دعاء الصادق جعفر بن محمد عليه السلام، قد دعا به للمهدي عليه السلام ابلغ من الدعاء لنفسه عليه السلام.
و قد ذكرنا فيما رويناه في تعقيب صلوة العصر من عمل اليوم و الليلة ايضاً فصلاً جميلاً قد دعا به الكاظم مو سى بن جعفر للمهدي عليهم السلام ابلغ من الدعاء لنفسه عليه السلام).
و قال السيد بن طاووس بعد ذكر فضائل الدعاء للاخوان:
(اذا كان هذا كله فضل الدعاء لاخوانك، فكيف فضل الدعاء لسلطانك.
... واحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن، و إياك ان تعتقد إنني قلت هذا لانه محتاج إلى دعائك، هيهات هيهات ان اعتقدت هذا فانت مريض في اعتقادك و ولائك، بل انما قلت هذا لما عرّفتك من حقه العظيم عليك، و إحسانه الجسيم اليك، و لانك اذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك و لمن يعز عليك كان اقرب إلى ان يفتح الله جل جلاله ابواب الإجابة بين يديك...
فتدخل انت في الدعاء لنفسك و لمن تدعو له في زمرة فضله و تتسع رحمة الله جل جلاله لك و كرمه و عنايته بك لتعلقك في الدعاء بحبله.
جاء في (مكيال المكارم) : ان الدعاء كما دلت عليه الآيات والروايات من اعظم اقسام العبادات،و لا شك ان اجل انواع الدعاء و اعظمها الدعاء لمن اوجب الله تعالى حقه، والدعاء له على كافة البريات، و ببركة وجوده يفيض نعمه على قاطبة المخلوقات،كما انه لا ريب في ان المراد من الاشتغال بالله هو الاشتغال بعبادة الله، فهو الذي يكون المداومة به سبباً لان يؤيده الله في العبادة، و يجعله من اوليائه. فينتج ان المواظبة في الدعاء لمولانا الحجة عليه السلام ومسالة التعجيل في فرجه و ظهو ره، و كشف غمّه، و تحصيل سروره، يوجب حصول تلك الفائدة العظيمة، كما لايخفى، فاللازم على كافة اهل الايمان ان يهتموا و يواظبوا بذلك في كل مكان و زمان).
السيد مرتضى المجتهدي
المصدر: http://www.alkawthartv.com