وُصفت شجاعته كشجاعة جدِّه وقوة بأسه حين قاوم النبي (صلى الله عليه وآله) قوى الشرك وحطَّمها بتصميمه ونصر من ربِّه فرفع كلمة الله عالية في الأرض، وبنفس هذا التصميم والدور الريادي المُشرق يقوم إبنه وخليفته المُنتظر فيسحق رؤوس المُتجبّرين ويعيد للإسلام كرامته ومجده بعزم ثابت لا يعرف الوهن فهو من أصلب المدافعين عن الحقَّ لنصرة المظلومين والمضطهدين لا تأخذه في إقامة الحقّ لومة لائم شأنه شأن آبائه الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) الذين نصروا الحقّ وقاوموا الباطل.
وإذا أشرقت الدنيا بظهور قائم آل محمد وسعُدت الأنسانية بطلعته فإنه (سلام الله عليه) يقيم الحقَّ ولا يدع ظلماً إلاّ حطمه وقضي عليه.
وأما سخاؤه (عج): فيوصف (عليه السلام) بأنه أندى الناس يداً وأكثرهم جوداً واعظمهم سخاءاً.
فيُجمع الرواةُ على أنّهُ (عج) في أيام دولته يوزع خيرات الله على جميع الفقراء بحيث لا يبقى فقير أو محتاج على وجه الأرض بحيث لا يجد المؤمن الذي لديه زكاة فقيراً ينفقها عليه. وقد ورد عن كرمه وسخائه ما يأتي[1]:
1ـ روى أبو سعيد عن النبي (صلى الله عليه وآله) في قصة الإمام المهدي أنهُ (صلى الله عليه وآله) قال: يجيُ الرجل إليه فيقول: يا مهدي أعطني أعطني فيحثي الإمام في ثوبه مايستطيع حمله.
2ـ وروى ابن عساكر عن النبي (صلى الله عليه وآله) : يكون في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثيا.
3ـ وروى جابر قال: أقبل رجل على أبي جعفر (عليه السلام) وأنا حاضر فقال: أقبض هذه الخمسمائة درهم فضعها في مواضعها فانها زكاة أموالي . فقال له أبو جعفر (عليه السلام) بل خذها أنت وَضَعها في جيرانك الأيتام والمساكين أو في إخوانك من المسلمين ويكون هذا إذا قام قائمنا فإنه يقسِّم بالسوية ويعدل في خلق الرحمن البر منهم والفاجر فمن أطاعه فقد اطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله وقد سُمي بالمهدي لأنَّهُ يَهدي لأمر خفي يستخرج التوراة وسائر الكتب من غار ويحاجج المخالفين بها.
[1] ج6 ص29/ منتخب كنز العمّال وص 431 ينابيع الموّدة.
المصدر:سایت السبطین