كانت ريحانة لرسول الله صلى الله عليه واله وانفردت من بين سكان الارض والسماء لتكون الشخصية الوحيدة التي قيل في حقها بان الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها، فعدت خير خلق الله بعد ابيها وزوجها وسيدة نساء العالمين من الاولين حتى قيام الساعة.
الا ان هذه السيدة العظيمة والجليلة القدر نجدها قد اغتصب حقها وصودرت نحلتها واستشهدت مظلومة، فدفنت سرا واخفي قبرها بحسب وصية اوصت بها زوجها الامام علي عليه السلام.
كما ان اغلب من يعرج على سبب الدفن ليلا واخفاء القبر يحصر ذلك في انه يمثل شاهد على مظلوميتها وانها كانت ساخطة على من ظلمها.
الا ان ما يلفت النظر له ان مسألة الدفن سرا واخفاء القبر لم تنفرد به السيدة الزهراء عليها السلام بل ان الامام علي عليه السلام اوصى ولده بان يدفنه ليلا ويخفي قبره، وتشير المعلومات التاريخية ان القبر اخفي لمدة (130) سنة وظهر في عام 170هـ، مما يجعلنا امام عدد من التساؤلات عن سبب عدم اظهار قبر السيدة الزهراء عليها السلام حتى وقتنا الحالي.
ومن خلال البحث والتقصي نجد ان سر اخفاء قبر السيدة الزهراء عليها السلام يحمل عدد من الرسائل اهمها:
1- ان دفنها ليلا يمثل رسالة بيان لمظلوميتها، وان الزمرة الحاكمة التي أبعدها الامام علي عليه السلام عن مراسيم التشييع والدفن مدانة بقتل فاطمة.
2- ان اخفاء القبر يمثل رمز للمظلومية والاضطهاد وهو ليس ظلم شخصي للسيدة فاطمة (عليها السلام) بقدر ما هو ظلم لكل الأمة التي تمثل فيها فاطمة (عليها السلام) الرمز، وان العدوان الذي حصل عليها يهدف إلى منعها من الدفاع عن الإمامة التي بها قوام الأمة، وانها قضية اعتداء على الله ورسوله.
3- ان غضب السيدة الزهراء عليها السلام لاينحصر بالجيل المعاصر لها بل انه ممتد ويشمل كل من يناصر ويرضى ويترضى على من ظلمها على مر التاريخ.
4- ان اخفاء القبر يثير الفضول لدى الباحثين عن الحقيقة في البحث والتقصي للتعرف على الحقائق.
5- ان اظهار القبر من قبل الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف يمثل دليل على صحة ظهوره على اعتبار أن موقع القبر لا يعرفه إلا هو (عجل الله فرجه).
ولاء الصفار
المصدر: العتبة الحسينية المقدسة