يوافق آخر شهر صفر الأحزان ذكرى شهادة الإمام الضامن علي بن موسى الرضا (ع)، فبهذه المناسبة الأليمة نسلط الضوء على بعض كلامه عليه السلام حول فضل العترة الطاهرة.
قال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( إنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) كان أمين الله في أرضه ، فلمّا انقبض ( صلى الله عليه وآله ) كنا أهل البيت أمناء الله في أرضه ، عندنا علم البلايا والمنايا ، وأنساب العرب ، ومولد الإسلام ، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان ، وبحقيقة النفاق ، وإنّ شيعتنا لمكتوبون معروفون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله الميثاق علينا وعليهم ، يردون موردنا ، ويدخلون مداخلنا ، ليس على ملّة إبراهيم الخليل الله غيرنا وغيرهم .
إنا يوم القيامة آخذون بحجزة نبينا ، ونبينا آخذ بحجزة ربّه ، وإنّ الحجزة النور ، وشيعتنا آخذون بحجزنا ، من فارقنا هلك ، ومن تبعنا نجى ، والجاحد لولايتنا كافر ، ومتبعنا وتابع أولياءنا مؤمن ، لا يحبّنا كافر ، ولا يبغضنا مؤمن ، من مات وهو محبّناً كان حقّاً على الله أن يبعثه معنا ، نحن نور لمن تبعنا ، ونور لمن اقتد بنا ، من رغب عنّا ليس منّا ، ومن لم يكن معنا فليس من الإسلام في شيء .
بنا فتح الله الدين ، وبنا يختمه ، وبنا أطعمكم عشب الأرض ، وبنا أنزل عليكم مطر السماء ، وبنا أمنكم الله من الغرق في بحركم ، ومن الخسف في برّكم ، وبنا نفعكم الله في حياتكم ، وفي قبوركم ، وفي محشركم ، وعند الصراط ، وعند الميزان ، وعند دخول الجنان .
إنّ مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة ، والمشكاة في القنديل ، فنحن المشكاة ( فِيهَا مِصْبَاحٌ ) ، والمصباح محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ( الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ) نحن الزجاجة ، ( كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) لا منكرة ولا دعية ، ( يَكَادُ زَيْتُهَا ) نورها ، ( يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ ) نور الفرقان ، ( عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ ) لولايتنا ( مَن يَشَاء ) ، ( وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) .
فالنور علي ( عليه السلام ) ، يهدي الله لولايتنا من أحب ، حقّاً على الله أن يبعث ولينا مشرّقاً وجهه ، نيّراً برهانه ، عظيماً عند الله حجّته ، ويجيء عدونا يوم القيامة مسودّاً وجهه ، مدحضة عند الله حجّته ، وحق على الله أن يجعل ولينا رفيق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً ، وحق على الله أن يجعل عدوّنا رفيقاً للشياطين والكافرين ، وبئس أولئك رفيقاً .
ولشهيدنا فضل على الشهداء بعشر درجات ، ولشهيد شعيتنا على شهيد غيرنا سبع درجات .
فنحن النجباء ، ونحن أبناء الأوصياء ، ونحن أولى الناس بالله ، ونحن المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بدين الله ، ونحن الذين شرع الله لنا دينه ، فقال الله : ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) يا محمّد ، ( وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ) ، فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم .
ونحن ورثة الأنبياء ، ونحن ذرّية أولى العلم ، ( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ) بآل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ( وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) ، وكونوا على جماعتكم ، ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ) من أشرك بولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من ولاية علي ، ( اللَّهُ ) يا محمّد ( يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) من يجيبك إلى ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وقد بعثت إليك بكتاب فيه هدى فتدبّره وافهمه ، فإنّه شفاء ونور )
المصدر: وكالة أنباء الحوزة