اعلنت العتبة العباسية المقدسة عن ازاحة الستار عن شباكي ضريحي الشيخ المفيد والشيخ الطوسي قدس سرهما في مصنع السقاء لصناعة الشبابيك والابواب للأضرحة المقدسة التابع لها.
وكان العمل في صناعة الشباكين بدأ بالتعاقد بين العتبة الكاظمية المقدسة والعتبة العباسية المقدسة في اواخر رمضان عام 1438 هـ
وتقع مقبرة الشيخين المفيد والطوسي في الرواق المجاور لضريحي الامامين الكاظمين عليهما السلام في بغداد, وقبرهما من القبور المعروفة داخل الحرم الكاظمي الشريف.
وقال عضو اللجنة المشرفة على العمل ومعاون نائب الامين العام للعتبة العباسية علي الصفار “ان الشباكين تم تصميمهما على يد امهر الفنانين والمختصين ، فضلا عن انتداب أمهر الخطاطين من أجل ترجمتها على أرض الواقع وإخراجها بالصورة التي تليق بهذين العالمين الجليلين”.
من جهته , قال مدير مصنع السقاء السيد ناظم جاسم الغرابي “إن مشروع صناعة شباكي ضريحي الشيخ المفيد والشيخ الطوسي(قدس سرهما) تم بعد اطلاع العتبة الكاظمية المقدسة على الأعمال المنجزة في هذا المصنع ومن أهمها شباك المولى أبي الفضل العباس عليه السلام ، ومن ثم عمل باب لمرقد السيد محمد سبع الدجيل (عليه السلام) وغيرها من الأعمال التي لا يتسع المجال لذكرها، كل ذلك جعل العتبة الكاظميّة المقدّسة مطمئنة كل الاطمئنان ومتيقنة بإتمام ونجاح هذا المشروع”.
وأضاف الغرابي “يحمل الشباكان بالرغم من صغر حجمهما العديد من التفاصيل الفنية الدقيقة التي تحتاج الى حرفية في تنفيذها، حيث يبلغ ارتفاع الشباك الواحد منهما ( 2.65 مترا) وبعرض (3.32 مترا) واستخدمت في صناعة أجزائهما معادن عديدة مثل الذهب والفضة والبراس والستانلس ستيل إضافة الى الخشب”.
واوضح , يتألف كل شباك من مشبكين يتوسطهما مشبّك ثالث خصص للباب، يعتلي كل مشبك مثلث زخرفي يحاط في جوانبه السفلية بإطار فضي لأرباع دوائر، ويرتكز على هذه المشبكات شريطٌ كتابي فوقه إفريز زخرفيّ يتوسطه شريطٌ كتاب آخر وبنقوش نباتية غاية في الروعة، يعتلي هذا الإفريز شريطٌ كتابيّ آخر ثبّتت فوقه أجزاء مذهّبة من زهور اللوتس، كذلك يتألف كل شباك من أربعة أعمدة جانبية ذات نقوش وزخارف نباتية تستند على إطار فضي مزخرف، وجميع هذه الأجزاء ترتبط وتركب على هيكل خشبي من الساج ذي متانة عالية ومن أرقى أنواع الخشب ذي المواصفات العالمية”.
کما شارك الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ والوفد المرافق له في حفل إزاحة الستار عن شباكي ضريحي الشيخ المفيد والخواجة نصير الدين الطوسي “أعلى الله مقامهما الشريف” الذي أقيم في مصنع السقّاء لصناعة شبابيك الأضرحة التابع إلى العتبة العباسية المقدسة، والاطلاع على إنهاءات هذا الانجاز الفني الكبير.
وشهدت هذه المناسبة المباركة إلقاء كلمة للأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ قائلاً: ( على بركة الله نلتقي في هذا المكان المبارك وهو مصنع السقّاء لإزاحة الستار عن شباكين موقعهما في العتبة الكاظمية المقدسة، نحمد الله تعالى على هذا التوفيق، وهو في الواقع توفيقان، الأول لخدم الإمامين الجوادين “عليهما السلام” إذ أنهم أدوا بعض ما عليهم تجاه المكان الذي يعملون فيه، والثاني لخَدَمةِ ابي الفضل العباس “عليه السلام”على ما أبدعوه في صناعة هذه الشباكين.
وأضاف: أتذكر قبل خمسة عشر شهرا وفي ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك كنّا في رحاب ابي الفضل العباس “عليه السلام” عند المتولي الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي وفضيلة السيد محمد الاشيقر الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، ومن هناك بدأ مشروع صناعة الشباكين.
وأشار في حديثه: أن العتبات المقدسة هي أسرة واحدة وإن تباعدت جغرافياً، وصناعة هذه الشباكين تعكس مدى التعاون ومدى الثقة والاستفادة من الإبداعات والخبرات التي تراكمت في هذا المكان الشريف، فصناعة شباك أبي الفضل “عليه السلام” وضريحه المقدس كان انجازاً رائعاً بكل معنى الكلمة عندما نُصب في محله الشريف، وأنا متأكد تماماً عند إزاحة الستار عن هذا الانجاز سنشهد تحفة فنية جديدة، نسأله تعالى أن يزيد في قدرات العاملين في هذا المكان لكي يبدعوا أكثر فأكثر وهو بعض الوفاء لأئمة الهدى “عليهم السلام” والشكر والتقدير إلى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والشكر موصول لخدمة أبي الفضل العباس.. ).
بعدها استمع الحضور إلى شرح تفصيلي أدلى بهِ مدير مصنع السقاء السيد ناظم الغرابي ليتحف الحضور عن تفاصيل صناعة الشباكين وطبيعة هذا الانجاز، فضلاً عن أنواع الزخارف والنقوش والخطوط المستخدمة بأيدي أمهر الخطاطين.
كما شهد الحفل إلقاء أبيات شعرية لخادم العتبة العباسية الشاعر علي الصفار الذي أرّخ هذه المناسبة قائلاً:
وهنا المفيدُ وشيخهُ قد أرّخا في الناسِ *** مَرحى لشباكٍ تجددهُ يدا العباسِ
خَتَمَ السقّاء في الطفّ فأرّخ بوصيدْ *** لنصير الدين والملة شباكٌ جديدْ
المصدر: شفقنا