.جريمة جديدة أضافها تنظيم القاعدة الوهابي إلى لائحة جرائمه عندما أقدم على تفجير ضريح الإمام الهادي والإمام العسكري في مدينة سامراء العراقية...
، حيث قامت تلك الجماعات يوم الأربعاء 22-2-2006 باقتحام حرم الإمامين العسكريين بعد أن قيدوا شرطة حماية المرقد المكونة من خمسة أفراد ثم زرعوا عبوتين ناسفتين تحت القبة المباركة وقاموا بتفجيرها وقد وقع الهجوم عند الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي للمدينة المقدسة حيث تضرر جزء كبير من ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري كما انهارت القبة المغطاة بالذهب جراء تفجير العبوتين بفارق ثلاث دقائق بينهما في حين لاذ المجرمون بالفرار
عقب هذا التفجير تعرضت عدة مساجد في بغداد للإحراق والتهديم حيث تعرضت أربعة مساجد في جنوب بغداد إلى هجمات بعد ساعات من تفجير ماذنتي مرقد الامامين العسكريين وقام مسلحون مجهولون بحرق مسجد في بلدة الإسكندرية ومسجدان في بلدة المحاويل جنوبي بغداد صباح الخميس 14 يونيو 2007 و في اليوم التالي 15 يونيو 2007 قام مسلحين بالهجوم على مسجد طه صباح في قضاء الزبير بالبصرة وتعرضت مساجد سنية أخرى للتدمير اما في بابل فقد قام مجموعة من المسلحين بتفجير ثلاث مساجد سنية شمال المدينة من خلال زرع عبوات ناسفة داخلها وحذر مراقبون من نشوب حرب أهلية في العراق على اثر هذه الأعمال فيما خرج اتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في مظاهرات سلمية حاشدة في مدينة الصدر و غيرها وذلك باوامر مباشرة منه وقد كان الصدر قد دعا إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتنة الطائفية
وعلى الفور صدرت بيانات الإدانة والتنديد بنفس الصيغ والعبارات التقليدية التي تحمل المسئولية للاحتلال الأمريكي والصهاينة وهي إدانة لا تبرئ المجرمين الأصليين بل تضيف إلى جريمتهم بعدا إضافيا هو بعد العمالة لهؤلاء وتنفيذ مخططاتهم المعادية للإسلام والمسلمين.
من هو الإمام الهادي والإمام العسكري؟؟
الإمام الهادي هو علي بن محمد الجواد بن علي الرضا وهو العاشر من أئمة أهل البيت وكانَ مَولده (بِصَريا) بالقرب من المدينة سنة 212هـ وتُوُفِّيَ بُسر مَن رَأَى في رجب سنة 254هـ وله يومئذٍ إِحدى وأَربعون سنة وأشهر.
عاصر الإمام الهادي عصر الخليفة العباسي المتوكّل الذي كان شديد العداوة لأهل البيت حتى أنه أقدم على جريمة لا تقل بشاعة عن جرائم الارهابیین عندما قاموا بتدمير ضريح الإمام الحسين بكربلاء وكان كما يصفه أبو الفرج الأصفهاني “شديد الوطأة على آل أبي طالب غليظا على جماعتهم مهتما بأمورهم شديد الغيظ والحقد عليهم وسوء الظن والتهمة لهم واتفق له أن عبيد الله ابن يحيى بن خاقان وزيره يسئ الرأي فيهم فحسن له القبيح في معاملتهم فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين “انظر أيضا تاريخ الطبري ج9 ص 185” (أي قام بهدمه وحرثه) وعفى آثاره ووضع على سائر الطرق نقاط حراسة مسلحة لا يجدون أحدا زاره إلا أتوه به فقتله أو أنهكه عقوبة ومن ثم فقد قام بإحضار الإمام الهادي من مدينة رسول الله إلى سامراء بهدف وضعه تحت الإقامة الجبرية فأَقامَ بها حتى مَضى لسبيله وكانَتْ مُدّةُ إِمامتِه ثلاثاً وثلاثين سنة.
ضريح الإمامين علي الهادي (ت. 868م/(254هـ) وابنه الحسن العسكري (ت.874م). يلقب بضريح العسكريين أو بضريح القبة الذهبية التي يبلغ اتساعها نحو 20 مترا ومحيطها 68 مترا لتصبح واحدة من أكبر القباب في العالم الإسلامي. انتهى العمل في قبة الضريح في العام 1905 وتغطيها 72 ألف قطعة ذهبية. ويبلغ ارتفاع كل من مئذنتي الضريح 36 مترا و اللتان دمرتا في تفجير استهدفهما يوم 13 يونيو/حزيران 2007 .
يقع الضريح في سامراء أو “سر من رأى” كما كانت تسمى وعلى بعد 124 كلم شمال بغداد في العراق. وهو واحد من بين أربعة مزارات رئيسية يقدسها الشيعة. والأضرحة الأخرى الرئيسية موجودة في النجف وكربلاء وحيّ الكاظمية في بغداد. ويضم الضريح أيضا قبر السيدة حكيمة بنت الجواد عمة الحسن العسكري ، وزوجته السيدة نرجس وهي أم الإمام المهدي آخر أئمة الشيعة. ويظن كثير من السنة أن الشيعة تعتقد أن المهدي ابن الحسن العسكري، الإمام الثاني عشر، اختفى من قبو في هذا الضريج في العام 878 م الا أن هذا الاعتقاد غير صحيح حيث أن الشيعة تقدس هذا المكان لاعتقادهم أنه كان منزل الامام المهدي قبل الغيبة أي في حياة أبيه عليهما السلام.
وكانَ الإمامُ بعد أَبي الحسن عليِ بن محمد عليهما السلامُ ابْنَه أَبا محمد الحسن بن عليّ وكانَ مَوْلدُه بالمدينة في شهر ربيع الآخر 232هـ. وقُبِضَ يَوْمَ الجمعةِ لثمانِ ليالٍ خَلَوْنَ من شهر ربيع الأول سنة 260هـ وله يومئذٍ ثمان وعشرون سنة، ودُفِنَ في دارِه بسُرَّ مَنْ رأى في البيت حيث دُفِنَ أَبوه عليه السلام وهو البيت الذي قام الوهابيون بتدميره يوم الأربعاء الماضي.
لقد كان الإمام الحسن العسكري (نسبة لمدينة سامراء التي كانت تسمى آنئذ محلة العسكر) كما وصفه ابن خاقان نفسه لابنه أحمد: (يا بُنَيّ ذاك إِمامُ الرافِضَةِ الحسنُ بن عليّ المعروف بـابن الرضا…. يا بُنيَ لو زالَت الإمامَةُ عن خُلفائِنا بني العباس مَا اسْتَحقَّها أحَدٌ من بني هاشمِ غَيْرُه لِفَضْلِه وعَفافِه وهَدْيِه وصِيانتِه وزُهْدِه وعِبادتِه وجميلِ أَخلاقِه وصَلاحِه ولو رَأَيْتَ أَباه رَأَيْتَ رجلاً جَزْلاً نَبيلاً فاضلاً). ثم يقول أحمد بن خاقان: فازْدَدْتُ قلقاً وتَفَكُّراً وغَيْظاً على أَبي وما سمعتُ منه فيه ورَأَيْتُ من فِعْلِه به فلم يَكُنْ لي هِمَّةٌ بعد ذلك إِلا السؤالَ عن خَبَرِه والبَحْثَ عن أَمْرِه. فما سَأَلْتُ أَحَداً من بني هاشم والقُوّادِ والكُتّاب والقُضاةِ والفُقهاءِ وسائرِ الناسِ إلا وَجدْتُه عِنْدَه في غاية الإجلالَِ والإعظامِ والمحلِّ الرفيعِ والقولِ الجميلِ والتقديمِ له على جميع أَهل بيتهِ ومشايخه فعَظُمَ قَدْرُه عندي إِذْ لم أَرَ له وَلِيّاً ولا عَدُوّاً إلا وهو يحسِنُ القَوْلََ فيه والثناءَ عليه.
ردود الأفعال
واصدر مكتب المرجع الديني الشيعي آية الله العظمى السيد علي السيستاني بياناً استنكر فيه الجريمة البشعة بتفجير ماتبقى من معالم العتبة العسكرية وتهديم المأذنتين مؤكداً ان هذا العمل يعبر عن مدى حقد مرتكبيه وبغضهم لال البيت و سعيهم لاشعال نار الفتنة الطائفية في العراق داعياً إلى ضبط النفس و التحمل وتجنب القيام بأي عمل ضد مقدسات الآخرين.
کما اصدر الکثیر من المراجع الدینیة ورجال الدین آنذاک بیانات استنکار بحق هذه الجريمة الشنعاء .
وأمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة ألقاها في سامراء عقب التفجير باعتقال جميع أفراد الأمن المسؤولين عن حماية المرقدين والتحقيق معهم.
الولايات المتحدة : ارسل جورج بوش تعازيه إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحثه على تحويل لحظة المأساة إلى فرصة لإظهار الوحدة في وجه من أسماهم المتشددين وأكد استعداد الولايات المتحدة للمساعدة في إعادة بناء المرقد وترميمه.
وادان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون تفجير مأذنتي المرقد انذاک و ودعا العراقيين إلى تجنب دوامة الثأروضبط النفس ورفض الاستفزاز کما عبر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن الغضب والصدمة الشديدين إزاء التفجير وذلك في بيان اكد فيه إن مثل هذا العمل الإجرامي لا يستهدف مصلحة العراق ولا يعبر عن أي قيم دينية أو روحية
قطر, الإمارات العربية المتحدة : استنكرت دولتا الإمارات العربية المتحدة وقطر العملية الاجرامية
وعلى الفور صدرت بيانات الإدانة والتنديد بنفس الصيغ والعبارات التقليدية التي تحمل المسئولية للاحتلال الأمريكي والصهاينة وهي إدانة لا تبرئ المجرمين الأصليين بل تضيف إلى جريمتهم بعدا إضافيا هو بعد العمالة لهؤلاء وتنفيذ مخططاتهم المعادية للإسلام والمسلمين.
المصدر: شفقنا