تعتبر زيارة الأربعين ظاهرة عالمية نظرا للأعداد المليونية التي تتواجد بكربلاء في كل عام يوم 20 صفر. هناك يجدد محبو أهل البيت (ع) العهد والولاء لسبط رسول الله (ص)، ويخط أجمل معاني العشق الروحي طول طريق المشي سواء كان من النجف أو بغداد أو أي منطقة عراقية أخرى وصولا إلى قبلة العاشقين كربلاء.
يسارع الزوار إلى حجز مقاعدهم من مختلف البلاد لاسيما لبنان. وبرغم الأعداد الكبيرة التي تتواجد والضغط الذي تتعرض له السلطات العراقية يبقى للزوار اللبنانيين إهتمام خاص، الأمر الذي أكده الحاج حسنين خليل أحد أصحاب الحملات اللبنانية في مقابلة خاصة مع وكالة “شفقنا”، فقال: ” إن إجراءات الزيارة في كل عام تكون منظمة أكثر مع توفر كل سبل الراحة، خاصة فيما يتعلق بموضوع سهولة الحصول على التأشيرات وسهولة الدخول والخروج من وإلى المطارات العراقية دون أية عراقيل”.
وأكد خليل أن الإقبال على الزيارة من قبل الزوار اللبنانيين يفوق الطبيعة وهو في ازدياد عن كل عام، مستشهدا بحملته أنه هناك ما لا يقل عن 200 زائر. وأشار أن الأمر يعود لخصوصية هذه المناسبة: ” حيث يتم تجديد العهد للإمام الحسين (ع) ومبايعته، وتعبيرا عن العشق له تأتي الجموع على الأقدام من كل مكان، إضافة إلى مواساة الحوراء زينب (ع)”.
كما أشاد خليل بالمواكب الحسينية على طول طريق المشاية التي تقوم بخدمة الزوار بكل إخلاص، لافتا إلى وجود تنسيق بين هذه المواكب والحملات. لكنه اعتبر أن هناك مشكلة واحدة وهي: “عند امتلاء المواكب بالزوار قد لا يبقى مكان يأوي إليه الزائر للراحة قبل متابعة مسيره، وقد تحتاج الى المعالجة مستقبلا”.
أما فيما يتعلق بأسعار زيارة الأربعين الباهظة فقد أوعز خليل الأمر إلى أصحاب الفنادق في العراق، الذين يريدون الإستفادة من هذه المناسبة ماديا، موضحا: “في مناسبات النصف من شعبان ، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، أصبحت أسعار الفنادق اقل عن السنوات السابقة، وبما أن لزيارة الأربعين قدسية كما ذكرنا سابقا يتم استغلال هذا الأمر للإستفادة منه، مثلا حجز الفندق خلال الأربعين إذا كان بـ 100$ بعد الأربعين يصبح بـ25$ أي يصبح بربع القيمة”. وأشار أن الحملات اللبنانية تلتزم مع زوارها بما يناسبهم: “منهم من يلازم الحملة كل الوقت ومنهم من يلتحق بها هناك”.
وفي الختام نصح خليل الزوار أن يخلصوا النية للإمام الحسين (ع) تمهيدا لهذه الزيارة، وأن يكثروا من الذكر والدعاء وقراءة القرآن خلال المسير. أما فيما يتعلق بالصحة فعلى الزوار الإنتباه لنوعية الأطعمة التي تعطي طاقة للجسم، وأن لا يحملوا معهم الكثير من الأغراض المسببة للتعب. كما نصح الأخوات بمشي نصف المسافة في حال واجهن صعوبات خلال المسير حفاظا على حجابهن.
المصدر: شفقنا