وجه سماحة آیة الله العظمی الصافي الكلپایكاني بيانا الى مؤتمر تكريم العلّامة السیّد المرتضی علم الهدی (ره) جاء فيه:
بعد التحية والاحترام للعلماء الأعلام وأصحاب الفضيلة والنخب المشاركين في المؤتمر، سلامي و تحيّتي للروح الطاهرة للفقیه الكبير المرحوم العلّامه السید المرتضی علم الهدی رضوان الله تعالی علیه الذي كان من رجال الفضيلة ونوابغ العلم والعمل.
أثمن إقامة مؤتمر تكريم لشخصية سامية من مفاخر و مشاهير رُواة الأحاديث و حملة علوم القرآن و العترة علیهمالسلام . وأهنئ الفضلاء العاملين القائمين على المؤتمر لقيامهم بهذا الانجاز العلمي الديني تلألؤ انوار هداية اهل البيت عليهمالسلام.
ليس اقامة المؤتمر تعظيم وتكريم لشخصية فذة وعرض لأثار شخصية فقط بل هو عرض للرفعة المعرفية والقيم الفكرية واحياء للثقافة الدينية ومعارف أهل البيت عليهمالسلام .
على الأمة أجمع وأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام أن يفتخروا بأمثال السيد المرتضى من الرجال الأفذاذ.و عليهم أن يحيون ذكرهم وسيرتهم ويسيرون على نهجهم.
السیّد الأجل، مفخر عالم الاسلام السید المرتضی اعلی الله مقامه يعد من كبار الفقهاء و الرواة وقد بهرت شخصيته وعظمته العلمية والأخلاقية الأوساط العلمية والحكومية في زمانه.
تألیفاته الشريفة والممتازة في مختلف الفروع العلمية القرآنية و الاحادیث و الاعتقادات و الفقه و الأصول و الکلام و الشعر العربي، أمثال: «غرر الفوائد و درر القلائد» و «الشّافی فی الإمامة و إبطال حجج العامة» و کتاب «تنزیه الأنبیاء و الائمة علیهمالسلام» و عشرات الكتب و الرسائل العلمية، التي تدلل بأجمعها على احاطته العلمية الواسعة وتبحره في مذهب أهل البيت عليهم السلام
كما كان أبرز أقرانه في بساطة العيش ومواساة الناس وفي التحلي بالأخلاق الفاضلة .
ما عساني أن أقول فيمن وصفه عظام علماء المذهب أمثال العلامة الحلّي رضوان الله تعالی علیه بأنه «رکن الطائفه» وقال فيه: «متوحّد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدّم في العلوم … و من كتبه استفادت الإمامية منذ زمنه رحمه الله إلى زماننا هذا و هو ركنهم و معلّمهم» وقال أحد كبار علماء أهل السنة ابن حجر العسقلاني في وصفه : «هو أول من جعل داره دار العلم و قدرها للمناظرة و يقال أنّه أمر و لم يبلغ العشرين وكان قد حصل على ریاسة الدنيا مع العلم الكثير في اليسير والمواظبة على تلاوة القرآن وقيام الليل وافادة العلم وكان لا يؤثر على العلم شيئاً مع البلاغة وفصاحة اللهجة»، و غيرهم من السلاطین و الأدباء و الشعراء الذين أثنوا عليه؟!
على الحوزات العلمیة، والعلماء و الفضلاء، والمحققين و الجامعيين الكرام أن يعرفوا قدر هؤلاء العظام والرجال الأفذاذ من شيوخ المذهب ودراسة سيرتهم الدينية والعلمية ونشرها خدمة للدين والمذهب ليمهدوا بذلك لبسط معارف القرآن و اهل بیت علیهم السلام انشاء الله.
في الختام أجدد شكري للقائمين على المؤتمر والعلماء الأعلام و حجج الاسلام و الكتاب الكرام لمشاركتهم في نشر تراث السید المرتضی علم الهدی قدّس سره.
وفق الله تعالى الجميع وسددهم تحت ظلّ عنایات ولي العصر عجّل الله تعالی فرجه الشریف .
والسّلام عليكم و رحمةالله و بركاته
25 ربیع الثانی 1442 ق
لطف الله الصافي
المصدر: شفقنا