عندما نتصفح التأريخ في كل العصور، بدءاً من عصر صدر الإسلام، وعلى مدار التاريخ الإسلامي، أطلقت لفظة “شيعة” على العديد من الأحزاب والحركات الإسلامية والمجموعات مثل: شيعة عثمان وشيعة معاوية وغيرهم، ونجد إن لفظة “الشيعة” في الأساس من الفعل تشيع، ويعني الإتباع والموالاة.
الشيعة: كل قومٍ إجتمعوا على أمرٍ فهم شيعة، وكلّ قومٍ أمرهم واحدْ يتبع بعضهم رأي بعضٍ، فهم شيعة، والجمع شِيع.
التشيع: هو ركن من أركان الإسلام الأصيل، وضع أساسه رسول الله وخاتم إنبياءه، محمد بن عبدلله (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ )، وأصل التسمية كانت من عنده؛ فعندما نزلت الاية الكريمة، إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ “سورة البينة آية 7″، وَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ : ” أَنْتَ يَا عَلِيّ وَشِيعَتك خَيْرُ الْبَرِيَّةِ “.
وأكدها قبل وفاته(ص)، في يوم “غدير خُم” حينما حج حجة الوداع، وجمع المسلمين وكانوا أكثر من مائة ألف، وأعلن الولاية لإبن عمه “علي” من بعده، حيث ورد في الحديث، أن النبي قال: من “كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه”.
بدء الصراع بين شيعة رسول الله وأبن عمه علي بن أبي طالب(ص)، وبين من أرادوا السلطة طمعاً، وليس خدمةً للناس؛ وبعد وفاة الرسول(ص)، ظهرت حقيقة من أدعوا الإسلام، ورغم إن الرسول قد أوصى بعد وفاته بكتاب الله، وعترته أهل بيته، حارب المتأسلمين، أهل بيت رسول الله، وحرفوا بعض نصوص القرآن، وبعد أغتصاب الخلافة، أضمر المغتصبون الشر لآل البيت وناصبوا العداء، وبعد وفاة عثمان بن عفان، أجمع المسلمون على الإلتفاف حول أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يطلبون منه تولي الخلافة، وهنا أخذ الفكر منعطفاً جديداً حيث أن علي بن أبي طالب، أصبح حاكماً رسمياً وشرعياً للأمة الإسلامية من قبل أغلب الناس.
بدأت ظهور مجموعة، أطلقت على نفسها “شيعة عثمان” أعلنوا أنهم يطالبون بدم عثمان وقتل قاتليه، وتطور الأمر بهم أن أعلنوا رفضهم البيعة؛ لعلي بن أبي طالب، وبعد إستشهاد الأمام علي، على يد عبدالرحمن بن ملجم(لعنه الله)، أغتصب الأمويون الخلافة وبدأت حقبة جديدة من الصراع التأريخي الذي لا يزال مستمراً الى يومنا هذا.
إن الخوف من الشيعة والتشيع، ليس وليد اليوم؛ بل إن فوبيا الشيعة، التي ظهرت على من خانوا رسول الله، تأتي من خوفهم بعودة الحكم الإسلامي المحمدي الصحيح، الذي جاء به محمد (ص)، ومن بعده أهل بيته، فتكفير الشيعة؛ خوفاً من أن تُطبق التعاليم الإسلامية الحقيقية السمحاء.
ويستمر صراع الحق والباطل، وستستمر “فوبيا التشيع لدى الأمويون الجدد” والذي بدء يظهر في بلاد المشرق والمغرب، و الحق سينتصر في النهاية.
اثير الشرع
————————-
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
المصدر: شفقنا