شفقنا – نحن عندما نستذكر المبعث النبوي الشّريف، فإنَّ علينا أن نعرف أنها ذكرى ولادة الإسلام، ذلك أنَّ الإسلام ولد في يوم المبعث، لأنّ الله بعث رسوله ورسالته في هذا اليوم ومع ذكرى هذا اليوم أنطلق نور جديد من سامراء المقدسة..
نعيش هذه الأيام ذكرى المبعث النبوي الشّريف، والذكرى السنوية الأولى لافتتاح الشباك الجديد لمرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام), فتزامن الافتتاح مع يوم المبعث هي ولادة للأسلام بعدما حاولت خفافيش الليل الجديد أطفاه من خلال تفجير المرقد المقدس فهذه الذكرى تحتاج منا وقفة تأمّل.
أُزيح الستارعن الشبّاك الجديد لضريح مرقَدَيْ الإمامَيْن العسكريَّيْن(عليهما السلام) الذي تمّت صناعته في مدينة قمّ المقدّسة تحت إشراف مكتب المرجع الدينيّ الأعلى آية الله العظمى سماحة السيّد علي الحسينيّ السیستانيّ (دام ظلّه الوارف ) وبمتابعةٍ ميدانيّة من قبل سماحة السيد جواد الشهرستاني وكيل المرجعيّة الدينيّة العُليا .
وعلينا، أمام هذه الذّكريات الإسلاميّة، أن نقف وقفة تأمل، وأن نسأل: لماذا الذكرى؟ هل نريد أن نجعل من ذكرياتنا الإسلاميّة تقاليد شعبيّة يهرب فيها مضمون الذكرى ليبقى لنا الشّكل، وننفصل عن كلِّ خلفيّاتها التاريخيّة والحركيّة ليبقى لنا شعاراتها؟! أو أن فلسفة الذكرى هي التذكّر، فالله تحدّث عن كلمة الذكرى وعن التذكّر في أكثر من آية {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}(1). {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}(2)، {إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ}(3).
إنَّ الله يريدُ لنا أن تكون الذّكريات رفضاً لحالة الاستغراق في خصوصياتنا ورفضا لواقع مريرا عشناه في أوضاعنا الجامدة، حتى تهزَّ أعماقنا في عمليّة وعيٍ، وعقولنا في عمليّة تفكير، وتاريخنا في عمليّة درسٍ وعبرة وتأمّل نحتاج أن نستلهم منها القصص والدروس ولتكون هذه المناسبة هي رأس السطر الذي نبدء منه.
منبع: شفقنا