العلماء الشیعه:“لا يمكن التعويض عن الجريمة بإظهار اﻷسف وتقديم التعازي”
فيما ارتفعت حصيلة ضحايا جريمة تفجير مسجد سيد آباد بمدينة قندوز اﻷفغانية إلى نحو 150 شهيدا وأكثر من 50 جريحا، توالت بيانات الاستنكار والتعزية الصادر عن مراجع الدين والعلماء.
ارتفعت حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري الذي تبنّاه تنظيم داعش-ولاية خراسان” إلى أكثر من 110 قتيلا و50 جريحا، وفقا لمصدر أفغاني محلي. هو الأكثر دموية منذ خروج القوات الأميركية من البلاد.
وفجر انتحاري من تنظيم داعش سترته الناسفة خلال صلاة الجمعة في مسجد سيد آباد المزدحم بالمصلين، وتبنى “تنظيم الدولة الاسلامية-ولاية خراسان” الاعتداء على إحدى قنواته على تلغرام، موضحا أن الانتحاري هو “محمد الأويغوري” ما يدل على انتمائه إلى الأقلية المسلمة الصينية التي انضم بعض أفرادها إلى التنظيم الجهادي.
وسبق أن تبنى “تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان” هجمات ضد الشيعة في أفغانستان. وعلى الرغم من أن هذا الفصيل سني على غرار طالبان، إلا أنه على عداوة مع الحركة.
استهداف متجدد
وغالبا ما تتعرض الأقلية الشيعية في أفغانستان لهجمات تشنّها فصائل سنية متشددة على غرار تنظيم الدولة الإسلامية، تستهدف تجمّعات ومستشفيات ومارة.
ويشكّل الشيعة نحو 20 بالمئة من سكان أفغانستان. وهم بغالبيتهم من عرقية الهزارة التي اضطّهدت مدى عقود.
بيانات استنكار من العلماء ومراجع الدين
فقد استنكر السيد علي خامنئي الانفجار المأساوي، وأكد سماحته في بيان له على ضرورة معاقبة مرتكبي هذه الجريمة العظيمة ومنع تكرار مثل هذه الفجائع.
وجاء نص بيان السيد خامنئي كما يلي:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
لقد أفجعتنا الحادثة المريرة والكارثيّة لتفجير مسجد في منطقة خان آباد بمحافظة قندوز، التي أودت بحياة عدد كبير من المؤمنين المصلّين. من المتوقّع من مسؤولي البلد الجار والشقيق أفغانستان بصورة كبيرة أن يعاقبوا المرتكبين الدمويّين لهذه الجريمة العظيمة، وأن يحُولوا دون تكرّر مثل هذه الفجائع، وذلك باتّخاذ التدابير اللازمة. أسأل الله – جلّ وعلا – الرّحمة وعلوّ الدّرجات لشهداء هذه الحادثة، والشّفاء العاجل للمصابين، والصّبر والسّلوان لذويهم وأقاربهم.
بیان المرجع آية الله السيد علي السيستاني
وفيما يلي ترجمة بيان مكتب سماحة السيد السيستاني “دام ظله”:بسم الله الرحمن الرحيم
انا لله وانا اليه راجعون
الشعب الافغاني الشريف والمظلوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلب يعتصره الالم والاسى – إذ ندين الجريمة النكراء التي ارتكبت يوم أمس في مسجد المؤمنين في قندوز – نعزيكم ايها الاعزاء في استشهاد وجرح عشرات المصلين الابرياء هناك، سائلين الله تعالى للعوائل المكلومة الصبر والأجر وللجرحى الشفاء العاجل.
اننا نشاهد بكل أسف واستغراب ان الدول الاسلامية والمجتمع الدولي قد تركوا حماية الشعب الافغاني بل سمحوا عملاً بأن تستهدف المجاميع المتطرفة وعديمو الرحمة اعداداً أكبر من المؤمنين بأعمالهم الاجرامية.
وفي هذه الظروف الصعبة ندعوكم الى مزيد من الوحدة والتضامن الوطني وان تفكروا لوضع حل لحماية المدنيين من تعديات وجرائم المجاميع الارهابية واتخاذ خطوات مناسبة للحيلولة دون تكرار الفاجعة المذكورة في المساجد والاجتماعات العامة.
نسأل الله تعالى دوام العزة ورفعة الرأس للشعب الافغاني الكريم.
٢ ربيع الاول ١٤٤٣
مكتب السيد السيستاني – النجف الاشرف
بيان المرجع الشبيري الزنجاني
من جانبه أصدر المرجع الديني آية الله الشبيري الزنجاني بيان استنكار للجريمة، مؤكدا على ضرورة أن تتسارع المنظمات الدولية والحكومات إلى العمل الجاد لمنع تكرار مثل هذه الجرائم، مبينا إن صمت اليوم ستكون نتيجته غدا أكثر مرارة وتشائما للشعوب المضطهدة في المنطقة ولكل العالم اﻹسلامي.
وجاء في بيان المرجع الشبيري الزنجاني إن الشعب اﻷفغاني المظلوم يعاني منذ عدة سنوات الحروب والخلافات الطائفية والقبلية التي سلبت منه الحياة اﻵمنة، مطالبا المسلمين جميعهم وسيما العلماء والحكام إلى استثمار كافة الجهود للحيلولة دون تكرار هذه الجرائم والفظائع التي لا تصب إلا لصالح القوى التي تسعى إلى التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية.
بيان المرجع الجوادي اﻵملي
كذلك أكد المرجع الديني آية الله الشيخ عبد الله الجوادي اﻵملي في بيان استنكاره إن صمت أدعياء حقوق اﻹنسان والحضارة وأمن الشعوب تجاه هكذا جرائم دون أن يحركوا ساكنا لمنع تكرارها، يترتب عنه مسؤولية أمام الله تعالى، فـ “التارك شفاء المجروح من جرحه شريك لجارحه”.
واعتبر سماحته جريمة استهداف المصلين في مسجد قندوز إهلاكا للحرث لا يمكن التعويض عنها بإظهار اﻷسف وتقديم التعازي.
الأزهر يدين تفجير مسجد قندوز بأفغانستان: مرتكبوه منحرفون حادوا عن قيم الدين
أدان الأزهر الشريف بأشد العبارات التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجداً في ولاية قندوز الأفغانية، أثناء صلاة الجمعة، والذي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وأكد الأزهر رفضه القاطع لأعمال العنف والإرهاب كافة، التي تستهدف دور العبادة، مؤكداً أنّ “هؤلاء المنحرفين حادوا عن قيم الدين وتجردوا من كل الأعراف الإنسانية، وحاولوا تشويه صورة الدين عمداً”.
وطالب الأزهر بضرورة “تكاتف الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب، وتفويت الفرصة على مروّجي العنف والكراهية”، معرباً عن خالص عزائه للشعب الأفغاني ولأسر الضحايا، ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى والرحمة للضحايا.
“علماء المسلمين”: تفجير مسجد قندوز الأفغاني “عمل إجرامي”
ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، السبت، بهجوم استهدف مسجدا أثناء صلاة الجمعة في ولاية قندوز شمالي أفغانستان، معتبرا إياه “عملا إجراميا”.
جاء ذلك في بيان للاتحاد، غداة تفجير استهدف مسجدا للشيعة خلال صلاة الجمعة في قندوز، وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا.
وندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “بكل إرهاب للآمنين في كل مكان وتحت أي غطاء، لأن الإرهاب لا دين له، ولا يفرق بين السني والشيعي ولا بين الأماكن المقدسة في الإسلام وغيرها”.
كما دعا “العالم أجمع إلى التعاون البناء الحقيقي الصادق لتحقيق السلم والسلام الاجتماعي، ومنع العنصرية والكراهية ضد الإسلام وضد أي دين آخر”.
ووصف الأمين العام علي القره داغي، هذه العمليات بـ”الآثمة والإجرامية” أياً كان مرتكبوها، مشددا على أن استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء، عمل إجرامي آثم يخالف تعاليم الإسلام وكل الأديان الأخرى.
وجدد القره داغي التأكيد على موقف الاتحاد الثابت بـ”رفض العنف والإرهاب ضد الآمنين، وتجريمهما مهما كانت الدوافع والأسباب، وأن هذا الهجوم عمل محظور محرم شرعاً، ومن الكبائر الموبقات”.
كما أوضح أن “الإرهاب والعنصرية يتعارضان مع القيم الإنسانية، وأنهما خطر على البشرية جمعاء، ويدمران الحضارة والعمران”، حسب البيان ذاته.
المصدر: شفقنا