الخطبة الفدكية هي خطبة عصماء ألقتها فاطمة الزهراء في المسجد النبوي اعتراضا على حديث رواه ابي بكر و قال أنه سمع رسول الله يقول : (إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) ذكرها به أبي بكر و عمر بعد أن منعاها من أرض فدك مطالبة بها باعتبارها إرثا وحقا لها
لما بلغ فاطمة علیهاالسلام اجماع اءبى بکر على منعها فدک ، لاثت خمارها على راءسها، و اشتملت بجلبابها، و اءقبلت فى لمة من حفدتها و نساء قومها، تطاء ذیولها، ما تخرم مشیتها مشیة رسول الله صلى الله علیه و آله حتى دخلت على اءبى بکر و هو فى حشد من المهاجرین و الانصار و غیرهم ، فنیطت دونها ملاءة ، فجلست ، ثم اءنت اءنة اءجهش لها القوم بالبکاء و ارتج المجلس ، ثم اءمهلت هنیئة حتى اذا نشیج القوم و هداءت فورتهم ، افتتحت کلامها بحمدالله تعالى و الثناء علیه و الصلاة على رسول الله صلى الله علیه و آله فعاد القوم فى بکائهم ، فلما اءمسکوا عادت فى کلامها و قالت : الحمدلله على ما اءنعم و له الشکر على ما اءلهم ، و الثناء بما قدم من عموم نعم ابتداءها، و سبوغ الاء اءسداها، و تمام منن اءولاها، جم عن الاحصاء عددها، و ناءى عن الجزاء اءمدها، و تفاوت عن الادراک اءبدها، و ندبهم لاستزادتها بالشکر لا تصالها، و استحمد الى الخلائق باجزالها، و ثنى بالندب الى اءمثالها، و اءشهد اءن لا اله الا الله وحده لا شریک له ، کلمة جعل الاخلاص تاءویلها، و ضمن القلوب موصولها، و اءنار فى الفکر معقولها، الممتنع من الابصار رؤ یته ، و من الالسن صفته ، و من الاوهام الاحاطة به ، ابتدع الاشیاء لا من شى ء کان قلبها، و اءنشاءها بلا احتذاء اءمثلة امتثلها، کونها بقدرته و ذراءها بمشیته ، من غیر حاجة منه الى تکوینها و لا فائدة له فى تصویرها، الا تثبیتا لحکمته ، و تنبیها على طاعته ، و اظهارا لقدرته ، و تعبدا لبریته و اعزازا لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ، و وضع العقاب على معصیته ، زیادة لعباده عن نقمته ، و حیاشة لهم الى جنته .
و اءشهد اءن اءبى ، محمدا صلى الله علیه و آله (النبى الامى ) عبده و رسوله اختاره قبل اءن یجتبله و اصطفاه قبل اءن یبتعثه اذ الخلائق بالغیب مکنونة ، و بستر الاهاویل مصونة ، و بنهایة العدم مقرونة علما منه بمایل الامور، و احاطة بحوادث الدهور و معرفة منه بمواقع المقدور.
ابتعثه الله اتماما لامره ، و عزیمة على امضاء حکمه تو انفاذا لمقادیر حتمه ، فراءى الامم فرقا فى اءدیانها، عکفا على نیرانها، عابدة لاوثانها، منکرة لله مع عرفانها، فاءنارالله باءبى ظلمها، و کشف عن القلوب بهمها، و جلى عن الابصار عممها، و قام فى الناس بالهدایة ، فاءنقذهم من الغوایة ، و بصرهم من العمایه ، و هداهم الى الدین القویم و دعاهم الى الصراط المستقیم .
ثم قبضه الله قبض راءفة و اختیار، رغبة بمحمد صلى الله علیه و آله من تعب هذه الدار، قد حف بالملائکة الابرار، و رضوان الرب الغفار، و مجاورة الملک الجبار، صلى الله على اءبى ، نبیه و اءمینه على الوحى ، و صفیه و خیرته من الخلق و رضیه ، و السلام علیه و رحمة الله و برکاته .
ثم التفتت علیهاالسلام الى اءهل المجلس و قالت : اءنتم عبادالله نصب اءمره و نهیه ، و حملة دینه و وحیه ، و اءمناءالله على انفسکم و بلغاءه الى الامم حولکم ، و زعمتم حق لکم ، لله فیکم عهد قدمه الیکم ، و بقیه استخلفها علیکم کتاب الله الناطق و القرآن الصادق ، و النور الساطع ، و الضیاء اللامع ، بینة بصائره ، منکشفة سرائره ، منجلیة ظواهره ، مدیما للبریه استماعه ، قائدا الى الرضوان اتباعه ، مؤ دیا الى النجاة اءشیاعه ، به تنال حجج الله المنورة و عزائمة المفسرة ، و محارمه المحذره ، و بیناته الجالیه ، و براهینه الکافیة و فضائله المندوبة ، و رخصه الموهوبة ، و شرائعه المکتوبة .
فجعل الله الایمان تطهیرا لکم من الشرک ، و الصلاة تنزیها لکم عن الکبر، و الزکاة تزکیة للنفس و نماء فى الرزق و الصیام تثبیتا للاخلاص و الحج تشییدا للدین و العدل تنسیقا للقلوب و طاعتنا نظاما للملة و امامتنا اءمانا من الفرقة و الجهاد عزا للاسلام ، و الصبر معونة على استیجاب الاجر و الامر بالمعروف مصلحة للعامة ، و بر الوالدین وقایة من السخط، و صلة الارحام منساءة فى العمر و منماة للعد، و القصاص حقنا للدماء، و الوفاء بالنذر تعریضا للمغفرة ، و توفیة المکاییل و الموازین تغییرا للبخس و النهى عن شرب الخمر تنزیها من الرجس ، و اجتناب قذف المحصنات حجابا عن اللعنة تو ترک السرقة ایجابا للعفة ، و حرم الله الشرک اخلاصا له بالربوبیة فاتقوا الله حق تقاته ، و لا تموتن الا و اءنتم مسلمون ، و اءطیعوا الله فیما اءمرکم به و ما نهاکم عنه فاءنه انما یخشى الله من عباده العلماء.
ثم قالت :
اءیها الناس اعلموا انى فاطمة و اءبى محمد صلى الله علیه و آله اقول عودا على بدء و ما اءقول غلطا و لا اءفعل شططا، لقد جاءکم رسول من اءنفسکم عزیز علیه ما عنتم حریص بالمؤ منین رؤ وف رحیم ، فان تعزوه و تعرفوه ، تجدوه اءبى دون آبائکم ، و اءخا ابن عمى دون رجالکم ، و لنعم المعزى الیه صلى الله علیه و آله فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة ، مائلا عن مدرجة المشرکین ، ضاربا ثبجهم ، آخذا انهزم الجمع و ولوا الدبر، حتى تفرى اللیل عن صبحه ، و اءسفر الحق عن محضه ، و نطق زعیم الدین ، و خرست شقاشق الشیاطین ، و طاح وشیظ النفاق ، و انحلت عقدة الکفر و الشقاق ، و فهتم بکلمة الاخلاص فى نفر من البیض الخماص و کنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب ، و نهزة الطامع ، و قبسة العجلان ، و موطى ء الاقدام ، تشربون الطرق ، و تقتاتون القد اءذلة خاسئین ، تخافون اءن یتخطفکم الناس من حولکم ، فاءنقذکم الله تبارک و تعالى باءبى محمد صلى الله علیه و آله بعد اللتیا و التى ، و بعد اءن منى بهم الرجال و ذؤ بان العرب ، و مردة اءهل الکتاب ، کلما اءؤ قدوا نارا للحرب اءطفاءها الله ، اءو نجم قرن الشیطان و فغر فاغر من المشرکین ، قذف اءخاه فى لهواتها، فلا ینکفى ء حتى یطاءها الله ، اءو نجم قرن الشیطان و فغر فاغر من المشرکین ، قذف اءخاه فى لهواتها، فلا ینکفى ء حتى یطاء صماخها باءخمصه ، و یخمد لهبها بسیفه مکدودا دؤ وبا فى ذات الله ، مجتهدا فى اءمرالله ، قریبا من رسول الله ، سیدا فى اءولیاءالله ، مشمرا ناصحا، مجدا کادحا، لا تاءخذه فى الله لومة لائم ، و اءنتم فى رفاهیة من العیش ، وادعون فاکهون آمنون ، تتربصون بنا الدوائر، و تتوکفون الاخبار، تنکصون عند النزال ، و تفرون من القتال .
فلما اختارالله لنبیه دار اءنبیائه ، و ماءوى اءصفیائه ظهر فیکم حسیکم النفاق ، و مسل جلباب الدین ، و نطق کاظم الغاوین ، و نبغ خامل الاقلین ، و هدر فنیق المبطلین ، فخطر فى عرصاتکم و اءطلع الشیطان راءسه من مغرزه هاتفا بکم ، فاءلفاکم لدعوته مستجیبین ، و للعزة فیه ملاحظین ، ثم استنهضکم فوجدکم خفافا، و اءحمشکم فاءلفاکم غضابا، فوسمتم غیر ابلکم و وردتم غیر مشربکم .
هذا و العهد قریب و الکلم رحیب ، و الجرح لما یندمل ، و الرسول لما یقبر، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ، اءلا فى الفتنة سقطوا و ان جهنم لمحیطة بالکافرین ، فهیهات منکم و کیف بکم ، و انى تؤ فکون ! و کتاب الله بین اءظهرکم ، قائمة فرائضه ، واضحة دلائلة ، نیرة شرایعه ، زواجره لایحة ، و اءوامره واضحة ، و قد خلفتموه وراء ظهورکم ، اءرغبة عنه تریدون ؟ اءم بغیره تحکمون ؟ بئس للظالمین بدلا، و من یتبع غیر الاسلام دینا فلن یقبل منه و هو فى الاخرة من الخاسرین ، ثم لم تلبثوا الا ریث اءن تسکن نفرتها، و یسلس قیادها، ثم اءخذتم تورون وقدتها و تهیجون جمرتها، و تستجیبون لهتاف الشیطان الغوى ، و اطفاء اءنوارالدین الجلى ، و اهماد سنن النبى الصفى ، تشربون حسوا فى ارتغاء، و تمشون لاهله و ولده فى الخمرة و الضراء، و نصبر منکم على مثل حز المدى وخز السنان فى الحشاء، و اءنتم الان تزعمون : اءن لا ارث لنا، افحکم الجاهلیة تبغون و من اءحسن من الله حکما لقوم یوقنون ؟! اءفلا تعلمون ؟ بلى ، قد تجلى لکم کالشمس الضاحیة : اءنى ابنته .
اءیها المسلمون اءاءغلب على ارثیه ؟ یا ابن اءبى قحافة اءفى کتاب الله اءن ترث اءباک و لا اءرث اءبى ؟ لقد جئت شیئا فریا!
افعلى عمد ترکتم کتاب الله و نبذتموه وراء ظهورکم ؟ اذ یقول : (و ورث سلیمان داود) و قال فیما اقتص من خبر یحیى بن زکریا علیه السلام اذ قال : (فهب لى من لدنک ولیا یرثنى و یرث من آل یعقوب ) (من ینقلب على عقبیه فلن یضر بعضهم اءولى ببعض فى کتاب الله ) و قال : (یوصیکم الله فى اولادکم للذکر مثل حظ الانثیین ) ( و قال (ان ترک خیرا الوصیة للوالدین و الاقربین بالمعروف حقا على المتقین ) و زعمتم : اءن لا حظوة لى و لا ارث من اءبى و لارحم بیننا، اءفخصکم الله بآیة من القرآن و اءخرج اءبى منها؟ اءم تقولون : ان اءهل الملتین لا یتوارثان ؟
اءو لست اءنا و ابى من اهل ملة واحدة ؟ اءم انتم اءعلم بخصوص القرآن و عموممه من
اءبى و ابن عمى ؟ فدونکما مخطومة مرحولة تلقاک یوم حشرک ، فنعم الحکم الله ، و الزعیم محمد صلى الله علیه و آله و الموعد القیامة ، و عند الساعة یخسر المبطلون ، و لا ینفعکم اذ تندمون ، و لکل نباء مستقر و سوف تعلمون من یاتیه عذاب یخزیه و یحل علیه عذاب مقیم .
قال : فما راءیت اکثر باکیة و باک منه یومئذ.
ثم رمت بطرفها نحو الانصار فقالت : یا معشر النقیبة و یا عماد الملة و حصنة الاسلام ، ما هذه الغمیزه فى حقى و السنة عن ظلامتى ؟ اءما کان رسول الله صلى الله علیه و آله اءبى یقول : المرء یحفظ فى ولده ؟ سرعان ما اءحدثتم و عجلان ذا اهالة و لکم طاقة بما اءحاول ، و قوة على ما اءطلب و اءزاول ، اءتقولون مات محمد صلى الله علیه و آله ؟ فخطب جلیل ، استوسع وهیه ، و استنهر فتقه ، و انفتق رتقه و اظلمت الارض لغیبته و کسفت الشمس و القمر، و انتثرت النجوم لمصیبته ، و اءکدت الامال و خشعت الجبال ، و اءضیع الحریم ، و اءزیلت الحرمة عند مماته فتلک والله النازلة الکبرى و المصیبة العظمى ، و لا مثلها نازلة و لا بائقة عاجلة ، اعلن بها کتاب الله جل ثناوه ، فى افنیتکم ممساکم و مصبحکم هتافا و صراخا و تلاوة و اءلحانا و لقلبه ما حل بانبیاءالله و رسله ، حکم فصل و قضاء حتم :
(و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل اءفاین اءو قتل انقلبتم على اءعقابکم و من ینقلب على عقبیه فلن یضر الله شیئا و سیجزى الله الشاکرین )، اءیها بنى قیلة ، اءهضم تراث اءبى ؟ و اءنتم بمراءى منى و مسمع ؟ تلبسکم الدعوة ، و تشملکم الخبرة ، اءنتم ذوو العدد و العدة ، عندکم السلاح و الجنة ، توافیکم الدعوة فلا تجیبون و تاءتیکم الصرخة فلا تغیثون ، و انتم موصوفون باکفاح ، معروفون بالخیر و الصلاح ، و النخبة التى انتخبت ، و الخیرة التى اختیرت لنا اءهل البیت .
قاتلکم العرب ، و تحملتم الکد و التعب ، و ناطحتم الامم ، و کافحتم البهم ، لا نبرح او تبرحون ، ناءمرکم فتاءتمرون ، حتى دارت بنا رحى الاسلام و در حلب البلاد، و خضعت ثغرة الشرک ، و سکتت فورة الافک ، و خمدت نیران الکفر، و هداءت دعوة الهرج ، و استوسق نظام الدین ، فاءنى حرتم بعد البیان ؟ و اءسررتم بعد الاعلان ؟ و نکصتم بعد الاقدام ؟ و اءشرکتم بعد الایمان ؟ بؤ سا لقوم نکثوا ایمانهم من بعدهم ، و هموا باخراج الرسول ، و هم بداءوکم اول مرة اءتخشونهم ، فالله اءحق اءن تخشوه ان کنتم مؤ منین .
اءلا و قد اءرى والله قد اءخلدتم الى الخفض و اءبعدتم من هو اءحق بالبسط و القبض ، و خلوتم بالدعة و نحوتم بالضیق من السعة ، فمججتم ما وعیتم ، و دسعتم الذى تسوغتم ، فان تکفروا اءنتم و من فى الارض جمیعا فان الله لغنى حمید.
اءلا و قد قلت الذى قلت على معرفة منى بالخذلة التى خامرتکم و الغدرة التى استشعرتها قلوبکم ، و لکنها فیضة النفس ، و نفثة الغیظ و خور القناة ، و بثة الصدر، و تقدمه الحجة ، فدنکموها فاحتقبوها مدبرة الظهر، ناقبة الخف ، باقیة العار، موسومة بغضب الله ، موصولة بنار الله الموقدة التى تطلع على الافئدة ، فبعین الافئدة ، فبعین الله
ما تفعلون ، و سیعلم الذین ظلموا اءى منقلب ینقلبون . و اءنا ابنة نذیر لکم بین یدى عذاب شدید، فاعملوا انا عاملون ، و انتظروا انا منتظرون .
فاءجابها اءبوبکر عبدالله بن عثمان و قال : یا بنت رسول الله ! لقد کان اءبوک صلى الله علیه و آله بالمؤ منین عطوفا کریما، و رؤ وفا رحیما، و على الکافرین عذابا اءلیما و عقابا عظیما، ان عزوناه وجدناه اءباک دون النساء و اءخا الفک دون الاخلاء آثره على کل حمیم ، و ساعده فى کل اءمر جسیم ، لا یحبکم الا سعید، و لا یبغضکم الا شقى بعید، فاءنتم عترة رسول الله صلى الله علیه و آله الطیبون ، و الخیرة المنتجبون ، على الخیر اءدلتنا، و الى الجنة مسالکنا، و اءنت یا خیرة النساء و ابنة خیر الانبیاء صادقة فى قولک ، سابقة فى وفور عقلک ، غیر مردودة عن حقک و لا مصدودة عن صدقک ، والله ما عدوت راءى رسول الله ، و لا عملت الا باذنه ، و ان الرائد لا یکذب اءهله ، و انى اءشهدالله و کفى به شهیدا، انى سمعت رسول الله صلى الله علیه و آله : نحن معاشر الانبیاء لا نورث ذهبا و لا فضة ، و لا دارا و لا عقارا و انما نورث الکتاب و الحکمة و العلم و النبوة ، و ما کان لنا من طعمة فلولى الامر بعدنا اءن یحکم فیه بحکمه و قد جعلنا ما حاولته فى الکراع و السلاح ، یقاتل بها المسلمون و یجاهدون الکفار، و یجالدون المردة الفجار، و ذلک باجماع من المسلمین ، لم اءنفرد به وحدى ، و لم اءستبد بما کان الراءى عندى ، و هذه حالى و مالى ، هى لک و بین یدیک ، لا نزوى عنک و لا ندخر دونک و انت سیدة اءمة اءبیک و الشجرة الطیبة لبنیک ، لا ندفع مالک من فضلک و لا نوضع من فرعک و اءصلک ، حکمک نافذ فیما ملکت یداى ، فهل ترین اءنى اخالف فقالت علیهاالسلام : سبحان الله ما کان اءبى رسول الله صلى الله علیه و آله عن کتاب الله صادفا و لا لا حکامه مخالفا! بل کان یتبع اءثره ، و یقتفى سوره ، افتجمعون الى الغدر اعتلالا علیه بالزور و البهتان ، و هذا بعد وفاته شبیه بما بغى له من الغوائل فى حیاته ، هذا کتاب الله حکما عدلا، و ناطقا فصلا یقول : (یرثنى و یرث من آل یعقوب ) و یقول : (و ورث سلیمان داود) فبین الله عزوجل فیما وزع من الاقساط، و شرع من الفرائض و المیراث و اءباح من حظ الذکران و الاناث ، ما اءزاح به علة المبطلین ، و اءزال التظنى و الشبهات فى الغابرین ، کلا بل سولت لکم اءنفسکم اءمرا فصبر جمیل والله المستعان على ما تصفون .
فقال ابوبکر: صدق الله و صدق رسوله ، و صدقت ابنته ، انت معدن الحکمة و موطن الهدى و الرحمة ، و رکن الدین ، و عین الحجة و لا اءبعد صوابک و لا اءنکر خطابک ، هؤ لاءالمسلمون بینى و بینک ، قلدونى ما تقلدت و باتفاق منهم اخذت ما اءخذت ، غیر مکابر و لا مستبد و لا مستاءثر، و هم بذلک شهود.
فالتفتت فاطمة الى الناس و قالت :
معاشر المسلمین المسرعة الى قیل الباطل المغضیة على الفعل القبیح الخاسر، اءفلا یتدبرون القرآن ام على قلوب اءقفالها؟ کلا بل ران على قلوبکم ما اءساءتم من اءعمالکم
، فاءخذ بسمعکم و اءبصارکم ، و لبئس ما تاءولتم ، و ساء ما به اءشرتم ، و شر ما منه اغتصبتم ! لتجدن والله محمله ثقیلا، و غبه وبیلا، اذا کشف لکم الغطاء و بان ماورائه من الباءساء و الضراء و بدا لکم من ربکم ما لم تکونوا تحتسبون ، و خسر هنا لک المبطلون .
ثم عطفت على قبر النبى صلى الله علیه و آله و قالت :
قد کان بعدک اءنباء و هنبثة لو کنت شاهدها لم تکثر الخطب
انا فقدناک فقد الارض وابلها و اختل قومک فاشهدهم و لا تغب
و کل اهل له قربى و منزلة عند الاله على الاذنین مقترب
ابدت رجال لنا نجوى صدورهم لما مضیت و حالت دونک الترب
تجهمتنا رجال و استخف بنا لما فقدت و کل الارث مغتصب
و کنت بدرا و نورا نستضاء به علیک ینزل من ذى العزة الکتب
و کان جبریل بالایات یونسنا فقد فقدت و کل الخیر محتجب
فلیت قبلک کان الموت صادفنا لما مضیت و حالت دونک الکثب
انا رزینا بما لم یرز ذوشجن من البریة لا عجم و لا عرب
ثم انکفاءت علیهاالسلام و امیرالمؤ منین علیه السلام : یتوقع رجوعها الیه و یتطلع طلوعها علیه فلما استقرت بها الدار قالت لامیرالمؤ منین علیه السلام :
یابن اءبى طالب ، اشتملت شملة الجنین و قعدت حجرة الظنین ، نقضت قادمة الاجدل ، فخانک ریش العزل ، هذا ابن اءبى قحافة یبتزنى نحلة اءبى و بلغة ابنى ! لقد اءجهد فى خصامى ، و اءلفیته اءلد فى کلامى حتى حبستنى قیلة نصرها، و المهاجرة وصلها، و غضت الجماعة دونى طرفها، فلا دافع و لا مانع ، خرجت کاظمة و عدت راغمة ، اءضرعت خدک یوم اءضعت حدک ، افترست الذئاب ، و افترشت التراب ، ما کففت قائلا، و لا اءغنیت طائلا و لا خیار لى ، لیتنى مت قبل هنیئتى و دون ذلتى عذیرى الله منک عادیا و منک حامیا. ویلاى فى کل شارق ! ویلاى فى کل غارب ! مات العمد، و وهن العضد، شکواى الى اءبى ! و عدواى الى ربى ! اللهم انت اشد منهم قوة و حولا و اءشد باءسا و تنکیلا. فقال اءمیرالمؤ منین علیه السلام : لا ویل لک ، بل الویل لشانئک ثم نهنهى عن وجدک یا ابنة الصفوة و بقیة النبوة ، فماونیت عن دینى ، و لا اءخطاءت مقدورى ، فان کنت تریدین البلغة ، فرزقک مضمون و کفیلک ماءمون و ما اءعدالله لک اءفضل مما قطع عنک ، فاحتسبى الله .
فقالت علیهاالسلام : حسبى الله و نعم الوکیل . و امسکت