لأحادیث فی فضل شهر رجب کثیرة وروی عن النّبی (ص) انّه قال: "إنّ رجب شهر الله العظیم لا یقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فیه حرام".
ألا أنّ رجب شهر الله، وشعبان شهری، ورمضان شهر أمتی، ألا فمن صام من رجب یوماً استوجب رضوان الله الأکبر، وابتعد عنه غضب الله، وأغلق عنه باب من أبواب النّار.
وعن الإمام موسى بن جعفر (علیهما الصلاة والسلام) قال: "من صام یوماً من رجب تباعدت عنه النّار مسیر سنة، ومن صام ثلاثة أیام وجبت له الجنّة".
وقال أیضاً (علیه الصلاة والسلام): "رجب نهر فی الجنّة أشدّ بیاضاً من اللّبن، وأحلى من العسل مَنْ صام یوماً من رجب سقاه الله عز وجل من ذلک النّهر".
وعن الإمام جعفر الصّادق (علیه الصلاة والسلام) قال: قال رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم): "رجب شهر الاستغفار لأمتی، فأکثروا فیه الاستغفار فانّه غفورٌ رحیم، ویسمّى الرجب الأصبّ لأن الرّحمة على امّتی تصب صبّاً فیه، فاستکثروا من قول اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ".
وروى ابن بابویه بسند معتبر عن سالم قال: دخلت على الإمام جعفر الصّادق (علیه الصلاة والسلام) فی رجب وقد بقیت منه أیّام، فلمّا نظر إلیّ قال : "یا سالم هل صمت فی هذا الشّهر شیئاً قلت: لا والله یا ابن رسول الله، فقال لی: فقد فاتک من الثّواب ما لم یعلم مبلغه إلّا الله عز وجل، إن هذا شهر قد فضّله الله وعظّم حرمته وأوجب الصّائمین فیه کرامته، قال: فقلت له: یا ابن رسول الله فان صمت ممّا بقی منه شیئاً هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصّائمین فیه، فقال: یا سالم من صام یوماً من آخر هذا الشهر کان ذلک أماناً من شدّة سکرات الموت وأماناً له من هول المطّلع وعذاب القبر، ومن صام یومین من آخر هذا الشّهر کان له بذلک جوازاً على الصّراط، ومن صام ثلاثة أیّام من آخر هذا الشّهر أمن یوم الفزع الأکبر من أهواله وشدائده وأعطى براءة من النّار".
واعلم انّه قد ورد لصوم شهر رجب فضل کثیر وروى أنّ من لم یقدر على ذلک یسبّح فی کلّ یوم مئة مرّة بهذا التّسبیح لینال أجر الصّیام فیه: سُبْحانَ الْإلهِ الْجَلیلِ ، سُبْحانَ مَنْ لا یَنْبَغی التَّسْبیحُ إِلاّ لَهُ ، سُبْحانَ الأعَزِّ الأکْرَمِ ، سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ.
أعمال هذا الشهر المبارک:
روی عن النبی (ص): ألا إنَّ رجب شهر الله، وشعبان شهری، ورمضان شهر امّتی. فمن صام یوماً من رجب ایماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الاکبر واسکنَ الفردوس الأعلى.
وکلمة رجب جاءت من الرجوب بمعنى التعظیم وفیه حدثت معجزة "الاسراء والمعراج" وأیضا کان یطلق علیه رجب "مضر" لأن قبیلة مضر کانت لا تغیره بل توقعه فی وقته بخلاف باقی العرب الذین کانوا یغیّرون ویبدلون فی الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسیء المذکور فی قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِیءُ زِیَادَةٌ فِی الْکُفْرِ یُضَلُّ بِه الَّذِینَ کَفَرُواْ یُحِلِّونَهُ عَاماً وَیُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّیُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَیُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّه) (سورة التوبة:37). وقیل أن سبب نسبته إلى مضر أنها کانت تزید فی تعظیمه واحترامه فنسب إلیهم لذلک.
ورجب هو الشهر السابع من السنة القمریة أو التقویم الهجری. وهذا الشهر من الأشهر الحرم وهو شهر کریم ویدعى بالشهر الأصب وذلک لأن الرحمة الإلهیة تصب على عباده صبا ً، ویستحب فیه الصیام والقیام بالأعمال العبادیة وسمی بذلک لإن العرب کانت ترجبه فتترک فیه القتال أی تترکه تعظیما ومهابة له.
فضائل شهر رجب المرجب
وقال رسول الله صلّى الله علیه وآله: ألاَ إنّ رجب شهر الله الأصمّ، وهو شهر عظیم؛ وإنّما سُمّی الأصمَّ لأنّه لا یقارنه شهر من الشهور حرمةً وفضلاً عند الله تبارک وتعالى. وکان أهلُ الجاهلیّة یعظّمونه فی جاهلیّتها، فلمّا جاء الإسلام لم یَزدَد إلاّ تعظیماً وفضلاً.
إنّ هذا الشهر ـ أیُّها الأصدقاء ـ فی موقع عظیم من الشرف، ومن أسباب شرفه أنّه: من الأشهُر الحُرُم، وأنّه من مواسم الدعاء
وکان هذا الشهر معروفاً فی أیّام الجاهلیّة، ینتظره الناس لحوائجهم. وفی الإسلام أصبح معروفاً بأنّه شهر أمیر المؤمنین علیّ علیه السّلام، کما أنّ شهر شعبان هو شهر رسول الله محمّد صلّى الله علیه وآله وسلّم وأنّ شهر رمضان هو شهر الله جَلّ جلاله.
وعن النبیّ صلّى الله علیه وآله قال: إنّ الله تبارک وتعالى اختار من الکلام أربعة، ومن الملائکة أربعة، ومن الأنبیاء أربعة، ومن الصادقین [ الصدّیقین ] أربعة، ومن الشهداء أربعة، ومن النساء أربعاً، ومن الأیّام أربعاً، ومن البِقاع أربعاً...
وأمّا خیرته من الأنبیاء، فاختار: إبراهیمَ خلیلاً، وموسى کلیماً، وعیسى رُوحاً، ومحمّداً حبیباً. وأمّا خیرته من الصدّیقین: فیوسفُ الصدّیق، وحبیب النجّار، [ وحِزبیل مؤمن آل فرعون ]، وعلیّ بن أبی طالب. وأمّا خیرته من الشهداء: فیحیى بن زکریا، وجِرجِیس النبیّ، وحمزة بن عبد المطّلب، وجعفر الطیّار. وأمّا خیرته من النساء: فمریم بنت عمران، وآسیة بنت مُزاحم امرأة فرعون، وفاطمة الزهراء، وخدیجة بنت خُوَیلد. وأمّا خیرته من الشهور: فرَجَب، وذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم.. وهی الأربع الحُرُم.
ومن حیث الشرف، تبلغ الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان وشهر رمضان، الغایة القصوى فی ذلک، حتّى ورد فی فضائلها کثیر من الأحادیث الشریفة التی تحثّ على النهوض بأعمالها.. من ذلک ما جاء فی شهر رجب:
عن الإمام أبی الحسن علیه السّلام، قال: رجبٌ شهرٌ فی الجنّة، أشدُّ بَیاضاً من اللبن وأحلى من العسل، مَن صام یوماً من رجب سقاهُ اللهُ عزّوجلّ من ذلک النهر.
ومن مُراقَبات المؤمن لهذا الشهر أن یرى فی آثار الأخبار ولآلئها: أنّ اللیلة الأولى منه هی إحدى اللیالی الأربع التی یتأکدّ إحیاؤها بالعبادات. وأنّ یوم النصف منه هو من أحبّ الأیّام إلى الله تعالى، وأنّ شهر رجب هو موسم عمل الاستفتاح، یکون مقدّمة ناهضة لأداء عبادات شهر رمضان المبارک. أمّا السابع والعشرون من رجب فهو یوم مبعث النبیّ صلّى الله علیه وآله، وهو یوم ظهور الرحمة ظهوراً لم یُرَ مِثْله، وهو أشرف الأیّام معنویّة وقَدْراً.
ومن مهمّات هذا الشهر الأصبّ، الذی تُصَبّ فیه الرحمة الإلهیّة على العباد صبّاً، أنّه یُذکّر ـ من أوّله إلى آخره ـ بحدیث الملَک الداعی، على ما روی عن رسول الله صلّى الله علیه وآله من أنّ الله تعالى نَصَب فی السماء السابعة مَلَکاً یُقال له « الداعی ».. فإذا دخل شهر رجب ینادی ذلک الملَکُ کلّ لیلة منه إلى الصباح:
طُوبى للذاکرین، طوبى للطائعین. یقول الله تعالى: أنا جلیسُ مَن جالَسَنی، ومطیعُ مَن أطاعنی، وغافرُ مَن استَغفَرَنی. الشهر شهری، والعبد عبدی، والرحمة رحمتی، فمَن دعانی فی هذا الشهر أجَبتُه، ومن سألنی أعطیتُه، ومن استهدانی هَدَیتُه، وجعلت هذا الشهر حبلاً بینی وبین عبادی، فمن اعتصم به وصَلَ إلیّ.
ذکریات شهر رجب
ولقد حفل هذا الشهر المبارک بجملة من المناسبات الإسلامیة نذکر لکم قسماً منها:
الیوم الأوّل: ولادة الإمام محمّد الباقر سلام الله علیه عام 57 هجریة، ورکوب النبی نوح علیه السلام السفینة مع من آمن به وقد أمرهم علیه السلام أن یصوموا ذلک الیوم.
الیوم الثالث: استشهاد الإمام علی الهادی سلام الله علیه عام 254 هجریة.
الیوم الثامن: وفاة الشیخ الحرّ العاملی قدّس سرّه صاحب المؤلَّف الشهیر (وسائل الشیعة) عام 1033 هجریة.
الیوم التاسع: ولادة علی الأصغر ابن الإمام الحسین سلام الله علیه، عام 60 هجریة.
الیوم العاشر: ولادة الإمام محمّد الجواد سلام الله علیه، 195هجریة.
الیوم الثانی عشر: انشقاق جدار الکعبة لمولاتنا فاطمة بنت أسد على ولیدها وعلیها السلام ودخولها فی الکعبة.
الیوم الثالث عشر: ولادة مولى الموحّدین وأمیر المؤمنین ولید الکعبة الشریفة الإمام علی بن أبی طالب صلوات الله وسلامه علیهما، عام 23 قبل الهجرة.
الیوم الخامس عشر: وفاة عقیلة الهاشمیین سیّدتنا الحوراء زینب الکبرى سلام الله علیها ، عام 62هجریة.
الیوم السادس عشر: رجوع الإمام أمیر المؤمنین سلام الله علیه من حرب الجمل إلى الکوفة، عام 36 هجریة.
الیوم الثامن عشر: وفاة إبراهیم ابن رسول الله صلّى الله علیه وآله، عام 10هجریة.
الیوم الثالث والعشرون: طعن فیه الإمام الحسن المجتبى سلام الله علیه فی فخذه بساباط المدائن.
الیوم الرابع والعشرون: فتح خیبر على ید الإمام أمیر المؤمنین سلام الله علیه بقلعة باب القموص وقتل مرحب، عام 8هجریة.
الیوم الخامس والعشرون: استشهاد مولانا الإمام موسى الکاظم سلام الله علیه، عام183هجریة.
الیوم السادس والعشرون: وفاة عمّ الرسول الأعظم صلّى الله علیه وآله وأبو الإمام أمیر المؤمنین سلام الله علیه سیّدنا أبی طالب سلام الله علیه، عام 3قبل الهجرة.
الیوم السابع والعشرون: مبعث نبی الرحمة سیّدنا ومولانا الرسول الأعظم محمّد بن عبدالله صلوات الله وسلامه علیه وآله، عام 13قبل الهجرة.
الیوم الثامن والعشرون: خروج الإمام الحسین سلام الله علیه من المدینة المنوّرة إلى مکّة المشرّفة، عام 60هجریة.
أعمال شهر رجب
الاوّل : أن یدعو فی کلّ یوم من رجب بهذا الدّعاء الذی روى انّ الامام زین العابدین صلوات الله وسلامه علیه دعا به فی الحجر فی غرّة رجب: یا مَنْ یَمْلِکُ حَوائِجَ السّائِلینَ، ویَعْلَمُ ضَمیرَ الصّامِتینَ، لِکُلِّ مَسْأَلَة مِنْکَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتیدٌ، اَللّـهُمَّ وَ مَوعیدُکَ، الصّادِقَةُ، واَیدیکَ الفاضِلَةُ، ورَحْمَتُکَ الواسِعَةُ، فأسْألُکَ اَنْ تٌصَلِّیَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واَنْ تَقْضِیَ حَوائِجی لِلدُّنْیا وَالاْخِرَةِ، اِنَّکَ عَلى کُلِّ شَیْیء قَدیرٌ
الثّانی : أن یدعو بهذا الدّعاء الّذی کان یدعو به الصّادق (علیه السلام) فی کلّ یوم من رجَبَ: خابَ الوافِدُونَ عَلى غَیْرِکَ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَکَ، وَضاعَ المُلِّمُونَ إِلاّ بِکَ، وَاَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَکَ، بابُکَ مَفْتُوحٌ لِلرّاغِبینَ، وَخَیْرُکَ مَبْذُولٌ لِلطّالِبینَ وَفَضْلُکَ مُباحٌ لِلسّائِلینَ، وَنَیْلُکَ مُتاحٌ لِلامِلینَ، وَرِزْقُکَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاکَ، وَحِلْمُکَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواکَ، عادَتُکَ الاْحْسانُ اِلَى الْمُسیئینَ، وَسَبیلُکَ الاِبْقاءُ عَلَى الْمُعْتَدینَ، اَللّـهُمَّ فَاهْدِنی هُدَى الْمُهْتَدینَ، وَارْزُقْنی اجْتِهادَ الْجْتَهِدینَ، وَلا تَجْعَلْنی مِنَ الْغافِلینَ الْمُبْعَدینَ، واغْفِرْ لی یَوْمَ الدّینِ .
الثالث : قال الشّیخ فی المصباح : روى المُعلّى بن خنیس عن الصادق (علیه السلام) انّه قال : قُل فی رجب :
اَللّـهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ صَبْرَ الشّاکِرینَ لَکَ، وَعَمَلَ الْخائِفینَ مِنْک، وَیَقینَ الْعابِدینَ لَکَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْعَلِیُّ الْعَظیمُ، وَاَنَا عَبْدُکَ الْبائِسُ الْفَقیرُ، اَنْتَ الْغَنِیُّ الْحَمیدُ، وَاَنَا الْعَبْدُ الذَّلیل، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاْمْنُنْ بِغِناکَ عَلى فَقْری، وَبِحِلْمِکَ عَلى جَهْلی، وَبِقُوَّتِکَ عَلى ضَعْفی، یا قَوِیُّ یا عَزیزُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصیاءِ الْمَرْضِیِّینَ، وَاکْفِنی ما اَهَمَّنی مِنْ اَمْرِ الدُّنْیا وَالاخِرَةِ یا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ.
أقول : هذا دُعاء رواه السّیّد أیضاً فی الاقبال، ویظهر من تِلک الرّوایة انّ هذا الدعاء هو أجمع الدَّعوات ویصلح لان یدعى به فی کل الاوقات.
الرابع : قالَ الشیخ أیضاً: یستحبّ اَنْ یدعو بهذا الّدعاء فی کلّ یَوْم :
اَللّـهُمَّ یا ذَا الْمِنَنِ السّابِغَةِ، وَالاْلاءِ الْوازِعَةِ، والرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَالنِّعَمِ الْجَسْیمَةِ، وَالْمَواهِبِ الْعَظیمَةِ، وَالاَْیادِی الْجَمیلَةِ، والْعَطایَا الْجَزیلَةِ، یا مَنْ لا یُنْعَتُ بِتَمْثیل، وَلا یُمَثَّلُ بِنَظیر، وَلا یُغْلَبُ بِظَهیر، یا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَأَلْهَمَ فَاَنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَعَلا فَارْتَفَعَ، وَقَدَّرَ فَاَحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَاَتْقَنَ، وَاحْتَجَّ فَاَبْلَغَ، وَاَنْعَمَ فَاَسْبَغَ، وَاَعْطى فَاَجْزَلَ، وَمَنَحَ فَاَفْضَلَ، یا مَنْ سَما فِی الْعِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الاْبْصارِ، وَدَنا فِی الُّلطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الاَْفْکارِ، یا مَنْ تَوَحَّدَ باِلْمُلکِ فَلا نِدَّ لَهُ فی مَلَکُوتِ سُلْطانِهِ، وَتفَرَّدَ بِالاْلاء وَالْکِبرِیاءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فی جَبَرُوتِ شَانِهِ، یا مَنْ حارَتْ فی کِبْرِیاءِ هَیْبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الاَْوْهامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ اِدْراکِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ اَبْصارِ الاَْنامِ، یا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَیْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ، وَوجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خیفَتِهِ، اَساَلُکَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتی لا تَنْبَغی إِلاّ لَکَ، وَبِما وَأَیْتَ بِهِ عَلى نَفْسِکَ لِداعیکَ مِنَ الْمُؤْمِنینَ، وَبِما ضَمِنْتَ الاِجابَةَ فیهِ عَلى نَفْسِکَ لِلدّاعینَ، یا اَسْمَعَ السّامِعینَ، وَابْصَرَ النّاظِرینَ، وَاَسْرَعَ الْحاسِبینَ، یا ذَا الْقُوَّةِ الْمتینُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِیّینَ، وَعَلى اَهْلِ بَیْتِهِ، وَاقْسِمْ لی فی شَهْرِنا هذا خَیْرَ ما قَسَمْتَ، وَاحْتِمْ لی فی قَضائِکَ خَیْرَ ما حَتَمْتَ، وَاخْتِمْ لی بِالسَّعادَةِ فیمَنْ خَتَمْتَ، وَاحْیِنی ما اَحْیَیْتَنی مَوْفُوراً، وَاَمِتْنی مَسْرُوراً وَمَغْفُوراً، وَتوَلَّ اَنْتَ نَجاتی مِنْ مُساءَلَةِ الْبَرْزَخِ، وَادْرَأْ عَنّی مُنْکَراً وَنَکیراً، وَاَرِ عَیْنی مُبَشِّراً وَبَشیراً، وَاجْعَلْ لی اِلى رِضْوانِکَ وَجِنانِکَ مَصیراً، وَعَیْشاً قَریراً، وَمُلْکاً کَبیْراً، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ کَثیراً .
وأقول : هذا دعاء یدعى به فی مسجد صعصعة أیضاً .
الخامس : روى الشّیخ انّه خرج هذا التّوقیع الشّریف من النّاحیة المقدّسة على ید الشّیخ الکبیر أبی جعفر محمّد بن عثمان بن سعید (رضی الله عنه) :
اُدع فی کلّ یوم من أیّام رجب:
اللّـهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ بِمَعانی جَمیعِ ما یَدْعُوکَ بِهِ وُلاةُ اَمْرِکَ، الْمَاْمُونُونَ عَلى سِرِّکَ، الْمُسْتَبْشِرُونَ بِاَمْرِکَ، الْواصِفُونَ لِقُدْرَتِکَ الْمُعلِنُونَ لِعَظَمَتِکَ، اَساَلُکَ بِما نَطَقَ فیهِمْ مِنْ مَشِیَّتِکَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِکَلِماتِکَ، وَاَرْکاناً لِتَوْحیدِکَ، وَآیاتِکَ وَمَقاماتِکَ الَّتی لا تَعْطیلَ لَها فی کُلِّ مَکان، یَعْرِفُکَ بِها مَنْ عَرَفَکَ، لا فَرْقَ بَیْنَکَ وَبَیْنَها إِلاّ اَنَّهُمْ عِبادُکَ وَخَلْقُکَ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِیَدِکَ، بَدْؤُها مِنْکَ وَعَوْدُها اِلَیکَ اَعْضادٌ واَشْهادٌ ومُناةٌ واَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوّادٌ، فَبِهمْ مَلاْتَ سَمائکَ وَاَرْضَکَ حَتّى ظَهَرَ اَنْ لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ، فَبِذلِکَ اَساَلُکَ، وَبِمَواقِعِ الْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِکَ، وَبِمَقاماتِکَ وَعَلاماتِکَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، واَنْ تَزیدَنی إیماناً وَتَثْبیتاً، یا باطِناً فی ظُهُورِهِ وَظاهراً فی بُطُونِهِ وَمَکْنُونِهِ، یا مُفَرِّقاً بَیْنَ النُّورِ وَالدَّیْجُورِ، یا مَوْصُوفاً بِغَیْرِ کُنْه، وَمَعْرُوفاً بِغَیْرِ شِبْه، حادَّ، کُلِّ مَحْدُود، وَشاهِدَ کُلِّ مَشْهُود، وَمُوجِدَ کُلِّ مَوْجُود، وَمُحْصِیَ کُلِّ مَعْدُود، وَفاقِدَ کُلِّ مَفْقُود، لَیْسَ دُونَکَ مِنْ مَعْبُود، اَهْلَ الْکِبْرِیاءِ وَالْجُودِ، یا مَنْ لا یُکَیَّفُ بِکَیْف، وَلا یُؤَیَّنُ بِاَیْن، یا مُحْتَجِباً عَنْ کُلِّ عَیْن، یا دَیْمُومُ یا قَیُّومُ وَعالِمَ کُلِّ مَعْلُوم، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَعَلى عِبادِکَ الْمُنْتَجَبینَ، وَبَشَرِکَ الْمحْتَجِبینَ، وَمَلائِکَتِکَ الْمُقَرَّبینَ، وَالْبُهْمِ الصّافّینَ الْحافّینَ، وَبارِکَ لَنا فی شَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِ الْمُکَرَّم وَما بَعْدَهُ مِنَ الاْشْهُرِ الْحُرُمِ، وَاَسْبِغْ عَلَیْنا فیهِ النِّعَمَ، وَاَجْزِلْ لَنا فیهِ الْقِسَمَ، وَاَبْرِزْ لَنا فیهِ الْقَسَمَ بِاسْمِکَ الاْعْظَمِ الاْجَلِّ الاْکْرَمِ الَّذی وَضَعْتَهُ عَلیَ النَّهارِ فَاَضاءَ، وَعَلى اللَّیْلِ فَاَظْلَمَ، وَاْغفِرْ لَنا ما تَعْلَمُ مِنّا وَما لا نَعْلَمُ، وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوبِ خَیْرَ الْعِصَمِ، وَاکْفِنا کَوافِیَ قَدَرِکَ، واْمنُنْ عَلْیْنا بِحُسْنِ نَظَرِکَ، وَلا تَکِلْنا اِلى غَیْرِکَ، وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَیْرکَ وَبارِکَ لَنا فیما کَتَبْتَهُ لَنا مِنْ اَعْمارِنا، واَصْلحْ لنا خَبیئَةَ اَسْررِنا، واَعْطِنا مِنْکَ الاْمانَ، وَاْستَعْمِلْنا بِحُسْنِ الاِْیْمانِ وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّیامِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الاْیّامِ وَالاْعْوامِ یا ذَا الْجَلالِ والاِکْرامِ .
السّادس : وروى الشّیخ انّه خرج من النّاحیة المقدّسة على ید الشّیخ أبی القاسم (رضی الله عنه) هذا الدّعاء فی أیّام رجب:
اَللّـهُمَّ اِنّی اَساَلُکَ بِالْمَوْلُودَیْنِ فی رَجَب مُحَمَّد بْنِ عَلیٍّ الثانی وَابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّد الْمُنْتَجَبِ، وَاَتَقَرَّبُ بِهِما اِلَیْکَ خَیْرَ الْقُرْبِ، یا مَنْ اِلَیْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ، وَفیـما لَدَیْهِ رُغِبَ، اَساَلُکَ سُؤالَ مُقْتَرِف مُذْنِب قَدْ اَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ، وَاَوْثَقَتْهُ عُیُوبُهُ، فَطالَ عَلَى الْخَطایا دُؤُوبُهُ، وَمِنَ الرَّزایا خُطُوبُهُ، یَسْأَلُکَ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَْوْبَةِ والنُّزْوعَ عَنِ الْحَوْبَةِ، وَمِنَ النّارِ فَکاکَ رَقَبَتِهِ، وَالْعَفْوَ عَمّا فی رِبْقَتِهِ، فَاَنْتَ مَوْلایَ اَعْظَمُ اَمَلِهِ وَثِقَتِهِ، اَللّـهُمَّ واَساَلُکَ بِمَسائِلِکَ الشَّریفَةِ، وَوَسائِلَک الْمُنیفَةِ اَنْ تَتَغَمَّدَنی فی هذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَة مِنْکَ واسِعَة، وَنِعْمَة وازِعَة، وَنَفْس بِما رَزَقْتَها قانِعَة، اِلى نُزُولِ الحافِرَةِ وَمَحلِّ الاْخِرَةِ وَما هِیَ اِلَیْهِ صائِرَةٌ .
السابع : روى السیّد ابن طاووس عن محمّد بن ذکوان المعروف بالسّجاد لانّه کان یکثر من السّجود والبکاء فیه حتّى ذهب بصره قال : قلت للصّادق (علیه السلام) : جعلت فداک هذا رجب علّمنی فیه دعاءاً ینفعنی الله به، قال (علیه السلام) : اکتب بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ قل فی کلّ یوم من رجب صباحاً ومساءاً وفی أعقاب صلواتک فی یومک ولیلتک یا مَنْ اَرْجُوهُ لِکُلِّ خَیْر، وَآمَنَ سَخَطَهُ عِنْدَ کُلِّ شَرٍّ، یا مَنْ یُعْطِی الْکَثیرَ بِالْقَلیلِ، یا مَنْ یُعْطی مَنْ سَأَلَهُ یا مَنْ یُعْطی مَنْ لَمْ یَسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ یَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، اَعْطِنی بِمَسْأَلَتی اِیّاکَ جَمیعَ خَیْرِ الدُّنْیا وَجَمیعَ خَیْرِ الاْخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّی بِمَسْأَلَتی اِیّاکَ جَمیعَ شَرِّ الدُّنْیا وَشَرِّ الاْخِرَةِ، فَاِنَّهُ غَیْرُ مَنْقُوص ما اَعْطَیْتَ، وَزِدْنی مِنْ فَضْلِکَ یا کَریمُ .
وقال الراوی : ثمّ مدّ (علیه السلام) یده الیسرى فقبض على لحیته ودعا بهذا الدّعاء وهو یلوذ بسبّابته الیمنى، ثمّ قال بعد ذلک : یا ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ، یا ذَا النَّعْماءِ وَالْجُودِ، یا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، حَرِّمْ شَیْبَتی عَلَى النّارِ
الثامن: عن النّبی (صلى الله علیه وآله وسلم) انّه قال من قال: فی رجب: اَسْتَغْفِرُ اللهَ لا اِلـهَ إِلاّ هُوَ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ مائة مرّة وختمها بالصّدقة ختم الله له بالرّحمة والمغفرة، ومن قالها أربعمائة مرّة کتب الله له أجر مائة شهید .
والتاسع : وعنه (صلى الله علیه وآله وسلم) قال : من قال فی رجب: (لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ) ألف مرّة، کتب الله له مائة ألف حسنة وبنى الله له مائة مدینة فی الجنّة .
والعاشر : فی الحدیث : من استغفر الله فی رجب سبعین مرّة بالغداة وسبعین مرّة بالعشیّ یقول: اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَیْهِ، فاذا بلغ تمام سبعین مرّة رفع یدیه وقال: اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لی وَتُبْ عَلَیَّ، فان مات فی رجب مات مرضیّاً عنه ولا تمسّه النّار ببرکة رجب.
الحادی عشر : أن یستغفر فی هذا الشهر ألف مرّة قائلاً: اَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَا الْجَلالِ وَالاِْکْرامِ مِنْ جَمیعِ الذُّنُوبِ وَالاثامِ، لیغفر له الله الرّحیم .
الثانی عشر : روى السّید فی الاقبال فضلاً کثیراً لقراءة قل هو الله احد عشرة آلاف مرّة أو ألف مرّة أو مائة مرّة فی شهر رجب، وروى ایضاً انّ من قرأ قُل هو الله أحدٌ مائة مرّة فی یوم الجمعة من شهر رجب کان له یوم القیامة نور یجذبه الى الجنّة.
الثالث عشر : روى السیّد انّ من صام یوماً من رجب وصلّى أربع رکعات یقرأ فی الاُولى آیة الکرسی مائة مرّة، وفی الثّانیة قل هو الله أحد مائتین مرّة، لم یمت الّا وقد شاهد مکانه فی الجنّة أو شوهد له.
ختاماً: نسأل الله سبحانه وتعالى أن یوفّقنا وإیّاکم للعمل الصالح، والمبرّات، والخیرات، وطاعته عزّوجلّ فی هذا الشهر العظیم، متمنّین للجمیع التوفیق والخیر بحقّ محمّد وآله الطاهرین.
المصدر: وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة