صرحت رئيسة مؤسسة الإمام موسى الصدر الثقافية البحثية بأن الإمام موسى الصدر كان يحمل أفكاراً معادية للظلم وأعربت عن أملها بأن يبذل الحكام مساعيهم لإطلاق سراحه.
وأفاد مراسل موقع شفقنا قسم مدينة قم بأنه قالت السيدة حوراء الصدر في مراسم إسدال الستار عن الموقع التخصصي لعرض آثار الامام موسى الصدر الذي أقيم برعاية مركز دراسات العلوم والثقافة الإسلامية في مدينة قم، بأن هذا الموقع هو حصيلة جهود متخصصين في تصميم المواقع ومجموعة التقنية في مركز دراسات الإدارة والشهادة الإسلامية التابعة لمركز دراسات الثقافة والعلوم الإسلامية، استغرقت ما يقارب ثلاثة أعوام.
وأعربت ابنة الامام الصدر عن أملها بأن يوفر هذا الموقع ما يحتاجه الباحثون في مختلف المجالات من الحوزة والجامعة إضافة إلى توفيره الظروف الملائمة للتعرف إلى المنظومة الفكرية والأسس النظرية لأعمال الامام موسى الصدر.
وأضافت: إن هذا الموقع التخصصي يعدّ مصدراً للدعاة والمصلحين لمعرفة جوانب جديدة من الإسلام والشيعة، وفي هذا الموقع تم إعداد مجموعة من المصطلحات في 12 مجلداً في إطار التعرف إلى الامام خطوة بخطوة، كما يتميز بإمكانية القيام بالبحث. كما تتضمن محاضرات الامام منذ عام 1960 حتى 1978 أي منذ تواجده في لبنان حتى اختطافه في ليبيا.
وحول سمات الامام الصدر صرحت: من سماته هي إضفاء الهوية على القضايا الشيعية وخلق التعامل بين الشيعة والأديان الأخرى دون إثارة العداء وقد ألقى الموقع الضوء على هذه القضايا بأفضل الأشكال. فإن الامام يرى بأنه لا مكانة للعداء أو فكرة الفصل بين الأديان وكان يعمل على تقريب الأديان وفقا للمبادئ الدينية والتعامل مع الأديان الأخرى، وكان فهمه للدين مؤسساً على التضامن بين الأديان.
الإمام الصدر كان مثقفاً دينياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى
من جهة أخرى تحدث الأمين العام للمجلس الأعلى في الحوزات العلمية آية الله الحسيني بوشهري في هذه المراسم قائلاً: إن الامام كان مثقفاً دينياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. إذ كان يعرف في لبنان ممثلاً لمدرسة أهل البيت عليهم السلام على المستوى العالمي، بحيث كان المسيحيون ينظرون إليه كأب ديني وروحي وكان يحضر في الكنيسة.
واستطرد قائلاً: هناك أشخاص في المجتمع وفي صفوف مختلف الناس يتحولون إلى شخصيات بارزة تخلد أسماءهم في التاريخ وتصبح أقوالهم وكلامهم معياراً وهذا الأمر يتوقف على ثلاثة عناصر مهمة ألا وهي: قداسة الهدف واستيعاب الظروف الخاصة والبصيرة والوعي في ساحة العمل. وكان الامام يتميز بكل السمات.
وأضاف: كان الامام يدعم الأحرار في العالم وخاصة الشيعة ويبدي احتجاجه على ممارسات الكيان الصهيوني وفي نفس الوقت كان أباً حنوناً لليتامى ويبدي تعاطفه مع المظلومين.
كان الامام موسى الصدر قائداً مقتدراً
هذا وتحدث المساعد البحثي لمؤسسة الدعاية الإسلامية في نفس المراسم مصرحاً: إن مقاربة الامام موسى الصدر تتجلى في بناء الحضارة وبناء الأمة وتوحيد صفوفها.
وأضاف حجة الإسلام والمسلمين نجف لك زايي: كان الامام موسى الصدر قائداً مقتدراً وكانت نظرته إلى القيادة والأمة الإسلامية والحكومة الإسلامية تتسم بالقدرة، لهذا عندما دخل الأراضي اللبنانية وشاهد بأم اعنيه الظروف التي يعيشها الشيعة، لم يتخذ الصمت والسكون سبيلاً وكان يبذل كل مساعيه في تحسين ظروف الشيعة وعزتهم.
وأضاف: إنه وقف بوجه الكيان الصهيوني ولم يتراجع قيد أنملة عن قيمه وكان يحاول الاهتمام بالعلاقة الدينية والتعليم الديني بنظرة سمتها العزة والاقتدار، وهذه النظرة هي التي نحتاجها اليوم أكثر من ذي قبل.
وعن شخصية الامام موسى الصدر قال: إنها تتكون من عدة طبقات مهمة في فهم الدين وهي طبقة السياسات الشاملة ومنها قاعدة نفي السبيل والعدالة والقوة العسكرية، أما الطبقة الثانية هي السياسات الجزئية التي تخص ساحة السياسة والاقتصاد والأسرة والثقافة، أما القسم الآخر من شخصيته يتعلق بالتنسيق بين النظر والعمل والاهتمام بالتعاون.
وأضاف في نفس السياق: السمة البارزة في حياته إيمانه بالتعاون والتنسيق والتضامن وكان يضع التعاون والتعاضد أساسا في تعامله مع الشعوب والناس وحتى المسيحيين.
المصدر: شفقنا