ان أهم رسالة الإسلام والقرآن هي التوحيد إذ يؤكد الإسلام بان الله رحيم ومقتدر وقام بهداية الناس عبر الأنبياء...
يرى المستبصر الكندي غريغوري سودن بان الشعوب الغربية تفتقد إلى الروحانية والكثير منهم يبحثون عنها، يبدو ان الفلسفة الشرقية منتشرة في صفوف من يبحثون عن الروحانية، لكن هذا لا يعني إيمانهم بالله الواحد، ففي كندا يوجد الكثير من الناس من غيروا دينهم واعتنقوا الإسلام، فلو تمكنا من بناء العلاقة بالشباب أصبح بإمكاننا هدايتهم إلى الإسلام.
وقد أجرت وكالة شفقنا حواراً مع المستبصر الكندي غريغوري سودن الذي اعتنق الإسلام في شهر رمضان المبارك وقد اختار إسم علي مهدي لنفسه، وقد روى قصة إيمانه بالإسلام بعدما كان يؤمن بالمسيحية، وفي معرض رده على سؤال حول كيفية تعرفه إلى الإسلام وسبب اختياره المذهب الشيعي قال: كنت أصلي في الكنيسة أسبوعيا ولم اشكك في معتقداتي، ذلك لأني لم أكن اعرف ما سواها وعندما انظر إلى حياتي السابقة أرى نفسي مؤمناً وفياً للكاثوليكية، إذ كنت أجادل من يشكك في مذهبي.
عندما بدأت بمعرفة الإسلام لم يكن هدفي الإيمان به، كما يصرح علي مهدي مضيفاً لكنني كلما قمت بدراسة هذا الدين أصبحت أكثر رغبة في الإيمان به، إذ كنت منذ شبابي ارغب بمعرفة المذاهب والثقافات المختلفة، هذا وكما نعرف بان الأشخاص الذين يغيرون دينهم يتعرضون إلى أزمة شخصية قبلها، لكنني لم أتعرض إلى أي أزمة، فاني ترعرعت في أسرة مؤمنة لم نتناول الكحول قط، ولا المخدرات. منذ عام 2000 قمت بالبحث عن مختلف الأشخاص في مختلف الدول والحديث معهم في الفضاء المجازي.
وعند حديثه عن استبصاره يقول: خلافاً للكثيرين فاني استبصرت بالتزامن مع اعتناقي الإسلام، كنت أحب دراسة التاريخ عند دراسة الإسلام وكنت ادرس السيرة النبوية، ورأيت ان الإمام علي عليه السلام له دور بارز في الكثير من القضايا، هذه الدراسات جعلتني أحب الإمام علي عليه السلام وقد آمنت بانه خليفة الرسول الحقيقي.
هذا وقد واجه علي مهدي الكثير من المشاكل بعد اعتناق الإسلام كما يقول: وعلى وجه التحديد فان والدتي كانت اشد المعارضين لتغيير الدين وعندما قلت لها انني اعتنقت الإسلام فانها غضبت كثيراً، ولم تقبل بالأمر إلّا بعد سنوات. بعد اعتناقي الإسلام كنت أخفي منها المصاحف التي كنت تصلني عبر البريد وعندما رأتني وأنا اسجد غضبت كثيراً لأنها علامة على تغيير ديني. ملخص القول بان اعتناقي الإسلام لم يتم بسهولة بل كنت مرغماً على الجهاد في هذا الطريق وتقديم الكثير من التضحيات.
ويستطرد قائلاً ان أهم رسالة الإسلام والقرآن هي التوحيد إذ يؤكد الإسلام بان الله رحيم ومقتدر وقام بهداية الناس عبر الأنبياء، والفحوى الرئيس للقرآن يتجلى في الحديث عن الله والأنبياء والإنسان والكتاب المقدس والذنب. هذا وهناك قواسم مشتركة بين الأديان الإبراهيمية إلّا وهو الإيمان بالله الواحد، وان هناك خلافات في التفاصيل.
كما تحدّث عن القضايا والنصوص التي يحتاجها المسلم وغير المسلم في الدول الغربية بالقول: ان الكثير من الكتب الإسلامية قد ترجمت إلى الإنجليزية وهذا ما يبعث على السرور، لكن هناك حاجة إلى ترجمة المزيد من الكتب في مختلف الموضوعات، لكن هناك قضية يجب الاهتمام بها وهي بكل أسف ان المسلمين في الغرب منهمكون في العمل اليومي ولا وقت لديهم للدراسة حول الإسلام هناك دورات تعليمية قصيرة الأمد تقام في المساجد أو في الفضاء المجازي ويديرها علماء الدين الذين يدرسون في الحوزات العلمية الشهيرة، وانها تمثل أسلوبا ممتازاً لتعليم العلوم الإسلامية للمسلمين، ويمكنها استقطاب المزيد من المخاطبين.
المصدر: شفقنا