يصرح الباحث في سيرة الإمام الحسن العسكري وتاريخ حياته بأنه لا يمكن للدعاة ان يلموا بكل جوانب سيرة الأئمة، فانهم يكتفون بالدراسات السطحية، فان البحث في السيرة ومعرفة أسلوب ومنهاج الأئمة المعصومين بحاجة إلى دراسة معمقة تستغرق عشرات السنين.
ويقول الباحث في سيرة الإمام الحسن العسكري عليه السلام حجة الإسلام “احمد فلاح زادة” في حوار خاص بشفقنا بأنه يمكن بث روح الأمل بالمستقبل في المجتمعات الإسلامية من خلال الحديث عن عناصر الأمل في سيرة الإمام الحسن العسكري.
ويشير الباحث إلى الظروف الخاصة التي عاش فيها الإمام الحسن العسكري ويقول بان فترة إمامة الحسن العسكري عليه السلام تزامنت مع ظروف خاصة واجهها الأئمة ذلك ان الإمام الهادي عليه السلام قد عاش لعقدين في سامراء وكان الشيعة لا يواجهون صعوبة في الوصول إليه، غير انه في فترة الإمام الحسن العسكري ظهرت أحداث جعلت من الصعب قبول إمامة الحسن العسكري، إذ ادعى بعضهم بان محمدا وهو شقيق الحسن العسكري هو الإمام وزعم بعضهم بان جعفر هو الإمام، في ظل هذه الظروف كان الإمام يبحث عن مكونات بث الأمل للحفاظ على وحدة المجتمع وأتباع الإمامية.
ويشير فلاح زادة إلى مساعي الخلفاء العباسيين في وضع العراقيل والقيود بوجه الشيعة بالقول ان الخلفاء العباسيين وهم “المعتز والمهتدي والمعتمد” بذلوا مساعيهم لوضع العراقيل بوجه الأئمة وهذا ما أدى إلى ممارسة الضغوط على الشيعة بحيث عقد المعتمد العزم على القضاء على الشيعة، وكان البعض منهم لم يخرج من بيته خوفا من القتل، غير ان الإمام أبقي الأمل حيا في صفوف الشيعة.
ويعد فلاح زادة إيضاح ملامح المستقبل الذي يواجهه الشيعة وذلك خطوة بخطوة، من مكونات بث الأمل في سيرة الإمام الحسن العسكري ويصرح بأنه في ثقافة الأمل فان الإمام وعبر العلماء ونوابه كان يوضح مراحل العمل خطوة بخطوة ويشرح لهم كيفية اجتياز تلك المراحل، ان هذا الأسلوب يظهر بوضوح في رسائل الإمام التي أرسلها إلى أصحابه، إذ لدينا رسالتين تحملان هذه السمات: الأولى هي الرسالة التي كتبت في عهد المعتز وعندما كان الشيعة يعانون من ضغوط يمارسها الخليفة عليهم، وكان يريد قتل الإمام، كتب الإمام رسالة وأعلن لأصحابه بان الخليفة سيموت بأمر الله بعد ثلاثة أيام، أما الرسالة الثانية فكتبت في عهد المهتدي العباسي، إذ كتب الإمام رسالة لأصحابه على غرار الرسالة السابقة وهو كان في السجن، وكان المهتدي عازما على قتل الإمام، فأعلن الإمام لأصحابه بأنه سنجتاز في الأيام المقبلة هذه المرحلة، وذلك بعد مقتل المهتدي، إذ شاهد أصحاب الإمام بأم أعينهم ما قاله لهم الإمام وهكذا زاد أملهم بالمستقبل.
ويرى حجة الإسلام فلاح زادة بان الصداقة تعد العنصر الرئيس في قبول كلام الإمام على يد المجتمع وكان صدقه السبب في ثقة الناس بالأمام، إضافة إلى هذا فان القناعة كانت من مكونات بث الأمل في حياة الإمام، وكل من كان يتعامل مع الإمام يرى قناعته وهكذا يتم بث الأمل في نفوس أصحابه.