خاص كربلاء هي الأرض التي شهدت ثورة الإمام الحسين عليه السلام، حيث استشهد فيها في اليوم العاشر من محرم وعرف بعاشوراء، وهي ثورة ضد الظلم والطغيان والفساد، كما صرح بذلك الحسين قائلا: ما خرجت إلا في طلب الإصلاح في أمة جدي.
قدم الحسين عليه السلام لهذه الأمة ملحمة عاشوراء في كربلاء، ولولاها ما استمر الإسلام إلى يومنا هذا، بل كان سيندثر كما أراد الطاغية يزيد الذي كان يمثل الجاهلية الأولى، لذا سيظل الحسين عليه السلام رمز الشرف والكرامة لهذه الأمة. التي لن تعرف قيمة الحرية إلا إذا تعرفت على مبادئ الثورة الحسينية وتشبعت بها.
لقد قدم الحسين نفسه وأهل بيته وأصحابه فداء وقربانا لهذه القيم. وليستمر العطاء من نبع الإسلام المحمدي فقد مثلت الثورة الحسينية الشعلة التي تضيء درب حملة الإسلام المحمدي الأصيل.
إن الحسين يمثل شخص النبي الكريم فهو القائل حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا. كما قال النبي صل الله عليه وآله (الحسن والحسين إمامان قاما او قعدا).
ألم يضع النبي آل البيت في هذه الأمة موضع الرأس من الجسد، وقد جعلهم عدل القرآن وقال في الحديث الصحيح (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي آل بيتي لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما) وهم الأعلم بمراد الله في شرعه وقرآنه. وهم القرآن الناطق.
وقد قال النبي الاكرم للامام علي (يا علي القرآن كتاب الله الصامت وانت كتاب الله الناطق).
وهم أولياء كل مؤمن ومؤمنة كما ورد بالحديث(من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، وقال (الحسين مصباح الهدى وسفينة النحاة)، وقال (لا يبلغ عني غير علي).
فما أحوج هذه الأمة الى التمسك بآل البيت فإن التمسك بهم عصمة لهذه الأمة من الذلل. إن آل البيت هم رايات الحق، وهم الضمان لهذه الأمة من كل ما أحاط بها.
دور الأزهر في قضية الإمام الحسين
استمرار التجهيل والتضليل في قضايا أهل البيت مما يؤدي للعداء والحرب، إلى متى وإلى أين؟!
وهل العداء للحسين أم لمحبي أهل البيت ولماذا، إن ما شاهدناه يوم عاشوراء في ضريح الإمام الحسين بالقاهرة يشكل أكبر إساءة لمصرنا الحبيبة، وكأنهم ليسوا مصريين ولا أمناء على هذا البلد، وكأن القصد هو تشويه صورة مصر أمام العالم أجمع.
إن هذا الأسلوب في سياسة التعامل في هذه الأزمة والنظر إلى ما وقع في كربلاء على أنه مشكلة وقعت بين المسلمين وليست بين حق وباطل كما هي نظرتهم لما وقع بين الإمام علي ومعاوية يخرج القضية عن مضمونها ويخرجنا من مفهوم قضية آل البيت وبالتالي يخرجنا من الإسلام المحمدي الأصيل.
الأزهر الشريف كأن من واجبه إعطاء دروس ومحاضرات عن ما وقع في كربلاء لأبناء الرسول الأكرم صل الله عليه وآله. بالأمس أغلق مسجد وضريح الإمام الحسين ونظمت الجماعة السلفية مجموعات، لتتبع حركة الزوار عامة ومحبي أهل البيت خاصة.
والمعروف أنهم لا يرتادون المكان إلا في هذا الوقت من السنة لاعتقادهم بأنه بدعة، وقد قال أحدهم إن وجودهم هناك بتوجيه من السلطة الأمنية، والذي نعرفه أن الوجود الأمني بالضريح لتأمين الزوار وليس تتبعهم.
الرجاء من السلطات عدم ترويع الزوار وجعل عاشوراء مصدر رعب، على أقل تقدير ترك الحركة منسابة على عادتها.
القيادي الشيعي المصري السيد الطاهر الهاشمي
المصدر: امه واحده