ثورة التوّابين

flower 12

    

بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) ندم الشيعة في الكوفة ندماً كبيراً على خذلانهم للحسين (عليه السلام) ، فاجتمع خمسة من رؤسائهم ونصّبوا سليمان صرّد الخزاعي زعيماً لهم وقرّروا القيام بعمل انتحاري يقتلون به أنفسهم توبة وتكفيراً لخذلانهم لإمامهم ، وكتبوا إلى الشيعة في المدائن والبصرة يعلمونهم بذلك، فاستجاب لهم عدد كبير من الراغبين في الثأر لدم الحسين (عليه السلام) ووصل عدد المسجّلين في دفاتر سليمان بن صرّد إلى ستة عشر ألفاً ، لم يحضر منهم عند اللقاء مع جيش الشام بقيادة عبيد الله بن زياد في عين الوردة سوى خمسة آلاف فقط.

وعلى كل حال فقد اوقع سليمان بن صرّد وجماعته خسائر فادحة في الجيش الاُموي كادت أن تودي به لولا الامدادات المتلاحقة. وأمّا جيش سليمان فلم يبق منه إلاّ فئة قليلة رجعت إلى الكوفة وانضمت إلى حركة المختار الثقفي.

ولم يسجّل لنا التأريخ موقفاً للإمام السجّاد (عليه السلام) من هذه الثورة وقائدها.

ولاشك أنّ هؤلاء المجاهدين قد غسلوا عنهم عار الخذلان وإن كان الكثير منهم مودعاً في سجون ابن زياد في أحداث عاشوراء ، كما لا شك في شرعية عملهم بعد ان رسم لهم الحسين (عليه السلام) بدمه خط الشهادة.

وكانت حركة التوّابين قد بدأت نشاطها في سنة 61هـ ، واعلنت الثورة ليلة الجمعة الخامس من ربيع الثاني سنة 65هـ بعد هلاك يزيد بن معاوية عندما اجتمعوا عند قبر الحسين (عليه السلام) وبقوا تلك الليلة عنده بكيّاً وعاهدوا على غسل عار الخذلان بالدم، وهكذا فعلوا رحمهم الله تعالى.

 

  الصدر: سایت السبطین

 

 

logo test

اتصل بنا