الإعداد الرسالي لقضية الإمام المهدي المنتظر(ع)(سيد المرسلين(ص)والتمهيد لدولة آل محمد(ص)بقيادة ...)

flower 12
 
 

لقد رسم خاتم المرسلين (صلى الله عليه وآله) للناس جميعاً طريق السعادة الحقيقية وضمن لهم الوصول اليها فيما اذا التزموا بالتعليمات التي بيّنها لهم. 
ويتلخّص طريق السعادة عند الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) بالتمسك بأصلين أساسيين لايُستغني بأحدهما عن الآخر وهما ثقلا الرسالة الخاتمة: (كتاب الله وعترة نبيّه(ص) كما نص في أكثر من موضع، حيث بقوله: 
«أيّها النّاس! إنّي فرطكم، وانتم واردون عليّ الحوض، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما; فإن اللّطيف الخبير نبّأني: أنّهما لن يفترقا حتى يلقياني، وسألت ربي ذلك فأعطانيه، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم: 
كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لا تسبقوهم فتفرَّقوا ولا تقصّروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم، فإنهم أعلم منكم. 
أّيها الناس! لا ألفينّكم بعدي كفّاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرّار. 
ألا وإن علي بن أبي طالب أخي ووصيّي، يقاتل بعدي على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله» ( 1] ) . 
4 ـ وأفصح النبي(صلى الله عليه وآله) وهو سيّد الفصحاء ببليغ بيانه عن عظمة القرآن الكريم واعتبره الثقل الأكبر في الهداية مبيّناً دوره في الحياة وقيمة التمسك التامّ به مخاطباً عامّة البشرية قائلاً: 
«أيّها الناس! إنكم في دار هدنة، وأنتم على ظهر سفر، والسير بكم سريع، فقد رأيتم الليل والنهار، والشمس والقمر، يبليان كل جديد، ويقرِّبان كلّ بعيد، ويأتيان بكل وعد ووعيد، فأعدّوا الجهاز لبعد المجاز. 
إنّها دار بلاء وابتلاء، وانقطاع وفناء، فإذا التبست عليكم الاُمور كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنّه شافع مشفّع، وماحل مصدّق.
من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النّار، ومن جعله الدليل يدلّه على السبيل. 
وهو كتاب فيه تفصيل، وبيان وتحصيل. هو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم الله، وباطنه علم الله تعالى، فظاهره أنيق، وباطنه عميق، له تخوم، وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، مصابيح الهدى، ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة. 
فليُجِلْ جال بصره، وليبلغ الصفة نظره، ينج من عطب، ويتخلّص من نشب; فإن التفكّر حياة قلب البصر، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنّور، فعليكم بحسن التخلّص، وقلة التربص» ( 2] ) . 
القرآن وأهل البيت (ع) ركنا الدين 
وعرّف الرسول الخاتم(صلى الله عليه وآله) المسلمين بالثقل الكبير ـ أي أهل بيت الرسالة: عليٌ وبنوه الأحد عشر ـ بأساليب عديدة، وكان مما أدلى به في آخر خطبة خطبها قوله: 
«يا معشر المهاجرين والأنصار! ومن حضرني في يومي هذا، وفي ساعتي هذه، من الجنّ والإنس فليبلّغ شاهدكم الغائب: 
ألا قد خلّفت فيكم كتاب الله. فيه النّور، والهدى، والبيان، ما فرّط الله فيه من شيء، حجة الله لي عليكم. 
وخلّفت فيكم العلم الأكبر، علم الدين، ونور الهدى، وصيّي: علي ابن أبي طالب، ألا وهو حبل الله، فاعتصموا به جميعاً، ولا تفرقوا عنه، ( واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم اعداءً فألّف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته إخواناً ) ( 3] ) . 
أيّها الناس! هذا عليّ بن أبي طالب، كنز الله، اليوم وما بعد اليوم، من أحبّه وتولاّه اليوم وما بعد اليوم، فقد أوفى بما عاهد عليه، وأدَّى ما وجب عليه، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم، جاء يوم القيامة أعمى وأصمّ، لا حجّة له عند الله. 
أيّها الناس! لا تأتوني غداً بالدنيا، تزفونها زفاً، ويأتي أهل بيتي شعثاء غبراء، مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم أمامكم، وبيعات الضلالة والشورى للجهالة في رقابكم. ( 4] ) 
ألا وإن هذا الأمر له أصحاب وآيات، قد سمّاهم الله في كتابه، وعرّفتكم، وبلّغتكم ما أرسلت به إليكم، ولكنّي أراكم قوماً تجهلون. 
لا ترجعنّ بعدي كفّاراً مرتدّين، متأوّلين للكتاب على غير معرفة، وتبتدعون السّنّة بالهوى; لأنّ كل سنّة وحديث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل. 
القرآن إمام هدى، وله قائد يهدي إليه، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة. وهو وليّ الأمر بعدي، ووارث علمي وحكمتي، وسرّي وعلانيتي، وما ورّثه النبيّون من قبلي، وأنا وارث ومورث، فلا يكذبنّكم أنفسكم. 
أيّها الناس! الله الله في أهل بيتي; فإنّهم أركان الدين، ومصابيح الظلم، ومعدن العلم; عليّ أخي، ووارثي، ووزيري، وأميني، والقائم بأمري، والموفي بعهدي على سنّتي. أوّل النّاس بي إيماناً، وآخرهم عهداً عند الموت، وأوسطهم لي لقاءاً يوم القيامة، فليبلّغ شاهدكم غائبكم ألا ومن أمّ قوماً إمامة عمياء، وفي الأمة من هو أعلم، فقد كفر. 
أيّها النّاس! ومن كانت له قبلي تبعةٌ فيما أنا، ومن كانت له عدة، فليأت فيها عليّ بن أبي طالب، فإنّه ضامن لذلك كلّه، حتى لا يبقى لأحد عليّ تباعة» ( 5] ) . 
وقال (ص) : «الأئمة بعدي من عترتي بعدد نقباء بني إسرائيل، وحواريي عيسى، من أحبهم فهو مؤمن ومن أبغضهم فهو منافق، هم حجج الله في خلقه وأعلامه في بريّته» ( 6] ) . 
وقال(ص) :«يا علي! أنت الإمام والخليفة بعدي، وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذامضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين فابنه عليّ بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى موسى فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالقائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها، فهم أئمة الحق، وألسنة الصدق، منصورٌ من نصرهم، مخذول من خذلهم» ( 7] ) . 
بشائر النبيّ (ص) بالمهديّ (ع) : 
1 ـ روى أحمد عن النبي(صلى الله عليه وآله)، أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً ثمّ يخرج من عترتي من يملأها قسطاً وعدلاً...» ( 8] ) . 
2 ـ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: دفع النبي (صلى الله عليه وآله) الراية يوم خيبر الى علي ففتح الله على يده ثم في غدير خم أعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة. وساق الحديث وذكر شيئاً من فضائل علي وفاطمة والحسن والحسين الى أن قال: «أخبرني جبرئيل أنهم يُظلمون بعدي وأنّ ذلك الظلم يبقى حتى اذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الاُمة على محبتهم وكان الشانئ لهم قليلاً والكاره لهم ذليلاً وكثر المادح لهم وذلك حين تغيّر البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم المهدي من ولدي بقوم يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم» ـ الى أن قال ـ: «معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد الله حق لا يخلف ، وقضاءه لا يردّ وهو الحكيم الخبير وانّ فتح الله قريب» ( 9] ) . 
3 ـ قالت اُم سلمة: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة» ( 10] ) . 
4 ـ عن حذيفة بن اليمان أنه قال: خطبنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) فذكر لنا ما هو كائن الى يوم القيامة ثم قال: «لو لم يبق من الدنيا الاّ يوم واحد لطوّل الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً من ولدي اسمه اسمي، فقام سلمان وقال: يا رسول الله إنه من أي ولدك؟ قال: هو من ولدي هذا وضرب بيده على الحسين » ( 11] ) .

   

المصدر:  سایت السبطین

      

____________________________________
([1]) أعيان الشيعة : 2 / 226 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 101 ـ 102 . 
([2]) تفسير العياشي : 1/ 2 ـ 3 ، كنز العمّال : 2/288 ، الحديث 4027. 
([3]) آل عمران (3): 103 . 
([4]) وهذا ما تحقق وصدّقته أحداث التاريخ الدامي لأهل بيت الرسالة. 
([5]) آخر خطبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله). راجع بحار الأنوار : 22/484 ـ 487. 
([6]) كفاية الأثر: 166، أبو المفضل الشيباني عن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي عن محمد بن عمران الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أخيه الحسن ابن علي (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ... 
([7]) كفاية الأثر : 195 ـ 196، عن الحسين بن علي، عن هارون بن موسى عن محمد بن إسماعيل الفزاري، عن عبد الله بن الصالح كاتب الليث، عن رشد بن سعد، عن الحسين بن يوسف الأنصاري، عن سهل بن سعد الأنصاري قال: سئلت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الائمة فقالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: ... وروى نصّين آخرين عن جابر الأنصاري فراجع. 
([8]) مسند أحمد : 3 / 425 ، الحديث 10920 . 
([9]) ينابيع المودّة : 440. 
([10]) المصدر السابق : 430 عن أبي داود في صحيحه : 4 / 87 . 
([11]) عقد الدرر. الباب الأول عن أبي نعيم الحافظ. الى غيرها من النصوص النبويه الكثيرة في الصحاح والمسانيد وكتب الملاحم والفتن. 

logo test

اتصل بنا