1 ـ نوافله :
كان (عليه السلام) كثير النوافل ، ويقول المؤرخون إنه : كان يصلّي ركعتين يقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة ، وسورة الاخلاص سبعين مرة[21] . وانه (عليه السلام) إذا دخل شهر جديد يصلّي اول يوم منه ركعتين يقرأ في أول ركعة الحمد مرة ، و قل هو الله أحد لكل يوم الى آخره ـ يعني ثلاثين مرة ـ .
وفي أول الركعة الاخرى الحمد و انا أنزلناه مثل ذلك ويتصدق بما يتسهل ، يشتري به سلامة ذلك الشهر كله[22].
وجاء في الرواية أنه صام أبو جعفر الثاني (عليه السلام) لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب ، ويوم سبع وعشرين منه ، وصام معه جميع حشمه ، وأمرنا أن نصلّي بالصلاة التي هي اثنتى عشرة ركعة : تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة ، فاذا
فرغت قرأت الحمد أربعاً ، و قل هو الله أحد أربعاً ، والمعوّذتين أربعاً ،
وقلت : لا إله إلاّ الله والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا حول ولا قوة إلاّ
بالله العلي العظيم أربعاً ، الله الله ربي لا اُشرك به شيئاً أربعاً ، لا اُشرك بربّي
أحداً أربعاً[23].
2 ـ حجه :
وكان الإمام (عليه السلام) كثير الحج ، وقد جاء في الرواية : رأيت أبا جعفر الثاني (عليه السلام) في سنة خمس عشرة ومائتين ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس ، وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كل شوط ، فلمّا كان الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسح بيده ثم مسح وجهه بيده ، ثم أتى المقام ، فصلّى خلفه ركعتين ثم خرج الى دبر الكعبة الى الملتزم ، فالتزم البيت، ... ثم وقف عليه طويلاً يدعو ، ثم خرج من باب الحناطين .
قال الراوي : فرأيته في سنة ( 219 هـ ) ودّع البيت ليلاً، يستلم الركن اليماني والحجر الاسود في كل شوط ، فلمّا كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريباً من الركن اليماني وفوق الحجر المستطيل ... ثم أتى الحجر فقبّله ومسحه وخرج الى المقام فصلّى خلفه ثم مضى ولم يعد الى البيت ، وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة اشواط وبعضهم ثمانية[24].
3 ـ أذكار الإمام وأدعيته ومناجاته :
وهنا نورد بعضاً من أذكار الإمام وأدعيته ومناجاته التي كان يناجي بها ربّه الأعلى كأحد مظاهر التسبيح والتمجيد في محراب عبادته لله جلّ جلاله :
من أدعيته (عليه السلام) في حال القنوت :
اللهم أنت الأول بلا اولية معدودة ، والآخر بلا آخرية محدودة ، أنشأتنا لا لعلّة اقتساراً ، واخترعتنا لا لحاجة اقتداراً ، وابتدعتنا بحكمتك اختياراً ، وبلوتنا بأمرك ونهيك اختباراً ، وايدتنا بالآلات ، ومنحتنا بالأدوات ، وكلّفتنا الطاقة ، وجشمتنا الطاعة ، فأمرت تخييراً ونهيت تحذيراً ، وخوّلت كثيراً ، وسألت يسيراً ، فعصي أمرك فحلُمت ، وجهل قدرك فتكرّمت . .[25].
من أدعيته اذا انصرف من الصلاة :
رضيت بالله ربّاً ، وبالاسلام ديناً ، وبالقرآن كتاباً ، وبمحمد نبياً ، وبعليٍّ ولياً ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والحجة بن الحسن بن علي ، أئمة .
اللهم وليّك الحجة فاحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، وامدد له في عمره ، واجعله القائم بأمرك ، المنتصر لدينك وأره ما يحبّ وتقرّ به عينه في نفسه وفي ذرّيته وأهله وماله وفي شيعته وفي عدوه، وأرهم منه ما يحب وتقرّ به عينه ، واشف به صدورنا وصدور قوم مؤمنين[26].
من دعائه (عليه السلام) عند الصباح والمساء لقضاء الحوائج :
قال الراوي : كتبت الى أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أسأله ان يعلّمني دعاء ، فكتب اليّ :
تقول اذا اصبحت وأمسيت: الله الله الله ، ربي الرحمن الرحيم ، لا اشرك به شيئاً.
وإن زدت على ذلك فهو خير ، ثم تدعو بما بدا لك في حاجتك ، فهو لكل شيء بإذن الله تعالى ، يفعل الله ما يشاء[27].
المصدر:سایت السبطین