1ـ قال الحافظ نور الدين الهيتمى (المتوفى 807): «عن أبىذر و سلمان، قالا: أخذ النبى (ص) بيد على فقال: إن هذا أول من آمن بى، و هذا أول من يصافحنى يوم القيامة، و هذا الصديق الأكبر، و هذا فاروق الأمة يفرق بين الحق و الباطل، و هذا يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب الظالمين (1) ».
2ـ و عن سلمان(ره)، قال: «أول هذه الامة ورودا على نبيها(ص) أولها إسلاما على بن أبىطالب (رض) (2) ».
3ـ و عن ابن عباس، عن النبى(ص)، قال: «السبق ثلاثة: السابق إلى موسى: يوشع بن نون، و السابق الى عيسى صاحب ياسين، و السابق إلى محمد(ص) على بن ابىطالب(رض) (3) ».
4ـ و عن عروة بن الزبير، قال: «أسلم على و هو ابن ثمان سنين (4) ».
5ـ قال الحموئى: «عن أبى أيوب قال: قال رسول الله(ص): لقد صلت الملائكة على و على على سبع سنين، لأنا كنا نصلى و ليس معنا أحد يصلى غيرنا. (5) ».
6ـ و عن ابن عباس، قال: «إن النبى (ص) قال: أول من صلى معى على (6) ».
7ـ قال رسول الله(ص) لفاطمة(ع): «أما ترضين أنى زوجتك أول المسلمين إسلاما، و أعلمهم علما»، و قال(ص) لها: «زوجتك خير أمتى أعلمهم علما، و أفضلهم حلما، و أولهم سلما (7) ».
8ـ قال العلامة الأمينى(ره): «هذا(أى أولية إسلامه و هو ابن تسع أو ثمان أو غير ذلك) مما اقتضته المسالمة مع القوم فى تحديد مبدأ إسلامه(ع)، و أما نحن فلا نقول إنه أول من أسلم بالمعنى الذى يحاوله ابن كثير و قومه، لأن البدأة به تستدعى سبقا من الكفر، و متى كفر أمير المؤمنين حتى يسلم؟ و متى أشرك بالله حتى يؤمن؟ و قد انعقدت نطفته على الحنيفية البيضاء، و احتضنه حجر الرسالة، و غذته يد النبوة، و هذبه الخلق النبوى العظيم، فلم يزل مقتصا أثر الرسول قبل أن يصدع بالدين الحنيف و بعده، فلم يكن له هوى غير هواه، و لا نزعة غير نزعته، و كيف يمكن الخصم أن يقدفه بكفر قبل الدعوة و هو يقول: ـو إن لم نر صحة ما يقول ـ إنه كان يمنع أمه من السجود للصنم و هو حمل. أيكون إمام الامة هكذا فى عالم الأجنة ثم يدنسه درن الكفر فى عالم التكليف؟ فلقد كان (ص) مؤمنا جنينا و رضيعا و فطيما و يافعا و غلاما و كهلا و خليفة.
و لولا أبوطالب و ابنه لما مثل الدن شخصا و قاما
بل نحن نقول: إن المراد من إسلامه و إيمانه و أوليته فيهما و سبقه إلى النبى فى الاسلام هو المعنى المراد من قوله تعالى عن إبراهيم الخليل (8) و أنا أول المسلمين (9) ، و فيما قال سبحانه عنه: إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين (10) ، و فيما قال سبحانه عن موسى(ع): و أنا أول المؤمنين (11) و فيما قال تعالى عن نبيه الاعظم: آمن الرسول بما انزل إليه من ربه (12) ، و فيما قال: قل إنى امرت أن اكون أول من أسلم (13) ، و فى قوله: و أمرت أن أسلم لرب العالمين (14) ».
9ـ قال أبو جعفر الاسكافى(المتوفى 230): «فنبتدىء بذكر تقدمه فى الإسلام، فإن الناس مختلفون فى أبىبكر و على، و قد أجمعوا على أن عليا أسلم قبله إلا أنهم زعموا أن إسلامه كان و هو طفل، فقد وجب تصديقنا فى أنه أسلم قبله، و دعواهم فى أنه كان طفلا غير مقبول إلا بحجة.
فإن قالوا: و قولكم «إنه أسلم و هو بالغ» دعوى مردودة.
قلنا: الإسلام قد ثبت له، و حكمه قد وجب بالدعوة و الإقرار، و لو كان طفلا لكان فى الحقيقة غير مسلم، لان أسماء الإسلام و الإيمان و أسماء الكفر و الضلال و الطاعة و المعصية إنما على يقع العقلاء البالغين دون الاطفال ( و المجانين).
و حجة (اخرى)ـ أيضا ـ: إن الله لم يرسل رسولا إلى الأطفال و المجانين، فلما رأيناه قد قصد(ص) إلى على بن أبىطالب، فدعاه إلى الإسلام و أمره بالإيمان و بدأ به قبل الخلق علمنا أنه عاقل بالغ و أن الأمر له لازم.
فإن قالوا: و ما تنكرون أن يكون ذلك منه بالتأذيب كما يكون ذلك منا إلى أطفالنا على جهة التعليم؟
قلنا: ذلك من قولكم غير جائز و إنما ذلك يكون منا عند تمكن الإسلام بأهله و عن ظهوره و النشوء و الولادة عليه، فأما فى دار الشرك و الحرب فليس يجوز ذلك، فالنبى(ص) لم يكن ليدع ما ارسل به، و يقصد إلى دعاء الأطفال و الدار دار شرك و كفر، فيشتغل بالتطوع قبل أداء الفرض [و] ذلك عنه(ص) منفر، و ما باله لم يدع طفلا غير على بن أبىطالب و ليس فى السنة أن يدعى أطفال المشركين إلى الإسلام و يفرق بينهم و بين آبائهم قبل أن يبلغوا الحلم.
فإن قالوا: إن عليا قد كان يألف النبى(ص) فوافقه على طريق المساعدة، قلنا لهم: و إن كان يألفه فلم يكن إلفه[به] بأكثر من [الفه] أبويه و إخوته و عمومته و أهل بيته، و لم يكن الإلف مما يخرجه عما نشأ عليه و غذيه به، و لم يكن الإسلام مما غذى به و كثر على سمعه إلى آخر ما قال (15) ».
10ـ قال المحقق المتضلع، الشيخ محمد باقر المحمودى ـ جزاه الله عن صاحب الولاية خير الجزاءـ فى هامش الكلام المذكور: «و لأبى جعفر(ره) فى رده على عثمانية الجاحظ هيهنا أدلة فطرية و أبحاث وجدانية يصدقها كل عاقل سلمت فطرته، و لم يعقد قلبه على بغض الامام على بن أبىطالب(ع) و مشاقه الحقائق، و آثرنا أن نذكر ههنا جملا منها قال: «و ما بال هذا الطفل لم يأنس بأقرانه، و لم يلصق بأشكاله، و لم ير مع الصبيان فى ملاعبهم و هو كأحدهم فى طبقته، كبعضهم فى معرفته؟ و كيف لم ينزع إليهم فى ساعة من ساعاته فيقال: دعاه نقص الصبا و خاطر من خواطر الدنيا، و حملته الغرة و الحداثة على حضور لهوهم و الدخول فى حالهم؟ بل ما رأيناه إلا ماضيا على إسلامه، مصمما فى أمره، محققا لقوله بفعله، و قد صدق إسلامه بعفافه و زهده، و لصق برسول الله(ص) من بين جميع من[كان]بحضرته، فهو أمينه و أليفه فى دنياه و آخرته، و قد قهر شهوته، و جاذب خواطره، صابرا على ذلك نفسه لما يرجوه من فوز العاقبة و ثواب الآخرة...
ثم لينظر المنصف و ليدع الهوى جانبا ليعلم نعمة الله على على(ع) بالإسلام حيث أسلم على الوضع الذى أسلم عليه، فإنه لولا الألطاف التى خص بها، و الهداية التى منحها له لما كان إلا كبعض أقارب محمد(ص) و أهله، فقد كان ممازجا له كممجازجته، و مخالطا له كمخالطة كثير من أهله و رهطه، و لم يستجب أحد منهم له إلا بعد حين، و منهم من لم يستجب له أصلا ...».
و ساق الكلام فى تسمية من استجاب النبى(ص) و من لم يستجبه من عشيرته ـإلى أن قالـ:«فكيف ينسب إسلام على(ع) إلى الإلف و التربية و القرابة و اللحمة و التلقين، و الحضانة و الدار الجامعة، و طول العشرة و الانس والخلوة، و قد كان كل ذلك حاصلا لهؤلاء أو لكثير منهم، و لم يهتد أحد منهم إذ ذاك؟ بل كانوا بين من جحد و كفر و مات على كفره، و من أبطأ و تأخر و سبق و جاء سكيتا و قد فاز بالمنزلة غيره.
و هل يدل تأمل حال على(ع) مع الانصاف إلا على أنه أسلم لأنه شاهد الأعلام، و رأى المعجزات، و شم ريح النبوة، و رأى نور الرسالة، و ثبت اليقين فى قلبه بمعرفة و علم و نظر صحيح لا بتقليد و لا حمية و لا رغبة و لا رهبة إلا فيما يتعلق بأمور الآخرة (16) ».
11ـ قال عبد الكريم الخطيب: «و أكثر الذين ينازعون فى أسبقية على فى الإسلام لا يعتدون بالسبق الزمنى و إنما نراهم قد يسلمون به و لكنهم لا يرون إسلام على إسلاما يعتد به فى تلك السن المبكرة اذ لم يكن عن نظر و تدبر، فقد أسلم على حين كان صبيا لم يبلغ مبلغ الادراك و التمييز! و الذى نقوله هنا هو ما قلناه من قبل و هو: أن عليا ولد مسلما على الفطرة اذ كان مرباه منذ طفولته فى بيت الرسول الذى عصمه الله و عصم من كان فى بيته من شرك الجاهلية و ضلالها (17) ».
12ـ قال العقاد: «و كاد على أن يولد مسلما، بل لقد ولد مسلما على التحقيق اذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة و الروح، لأنه فتح عينيه على الإسلام، و لم يعرف قط عبادة الاصنام، فهو قد تربى فى البيت الذى خرجت منه الدعوة الاسلامية، و عرف العبادة فى صلاة النبى ... (18) ».
13ـ قال المقريزى ما هذا ملخصه: « و أما على بن أبىطالب فلم يشرك بالله قط، و ذلك أن الله تعالى أراد به الخير فجعله فى كفالة ابن عمه سيد المرسلين محمد(ص)، فعند ما أتى رسول الله(ص) الوحى و أخبر خديجة و صدقت كانت هى و على بن أبىطالب و زيد بن حارثة يصلون معه... فلم يحتج على رضى الله أن يدعى، و لا كان مشركا حتى يوحد فيقال: أسلم، بل كان عند ما أوحى الله إلى رسوله(ص) عمره ثمانى سنين، و قيل: سبع، و قيل: إحدى عشرة سنة، و كان مع رسول الله(ص)فى منزله بين أهله كأحد أولاده، يتبعه فى جميع أحواله (19) ».
14ـ قال المأمون فى حديث احتجاجه على أربعين فقيها و مناظرته إياهم فى أن أمير المؤمنين أولى بالناس بالخلافة: «يا إسحاق! أى الأعمال كان أفضل يوم بعث الله رسوله؟ قلت: الإخلاص بالشهادة. قال: أليس السبق إلى الإسلام؟ قلت: نعم، قال: اقرأ ذلك فى كتاب الله تعالى يقول: و السابقون السابقون أولئك المقربون (20) ، إنما عنى من سبق إلى الإسلام، فهل علمت أحدا سبق عليا إلى الإسلام؟ قلت: يا أمير المؤمنين ! إن عليا أسلم و هو حديث السن لا يجوز عليه الحكم، و أبو بكر أسلم و هو مستكمل يجوز عليه الحكم.
قال: أخبرنى أيهما أسلم قبل؟ ثم أناظرك من بعده فى الحداثة و الكمال، قلت: على أسلم قبل أبى بكر على هذه الشريطة، فقال: نعم، فأخبرنى عن إسلام على حين أسلم لا يخلو من أن يكون رسول الله(ص) دعاه إلى الإسلام أو يكون إلهاما من الله، قال: فأطرقت، فقال لى : يا إسحاق لا تقل: إلهاما فتقدمه على رسول الله(ص) لأن رسول الله يعرف الإسلام حتى أتاه جبرئيل عن الله تعالى، قلت: أجل، بل دعاه رسول الله(ص) إلى الإسلام، قال: يا إسحاق! فهل يخلو رسول الله(ص) حين دعاه إلى الإسلام من أن يكون دعاه بأمر الله أو تكلف ذلك من نفسه؟ قال: فأطرقت، فقال: يا إسحاق! لا تنسب رسول الله إلى التكلف، فإن الله يقول : و ما أنا من المتكلفين (21) .
قلت: أجل، يا أمير المؤمنين! بل دعاه بأمر الله، قال: فهل من صفة الجبارـجل ذكرهـ أن يكلف رسله دعاء من لا يجوز عليه حكم؟ قلت: أعوذ بالله،فقال: أفتراه فى قياس قولك يا إسحاق، «إن عليا أسلم صبيا لا يجوز عليه الحكم» قد تكلف رسول الله(ص) من دعاء الصبيان ما لا يطيقون؟ فهل يدعوهم الساعة و يرتدون بعد ساعة فلا يجب عليهم فى ارتدادهم شىء و لا يجوز عليهم حكم الرسول(ص)؟ أترى هذا جائزا عندك أن تنسبه إلى رسول الله(ص)؟ قلت : أعوذ بالله. (22) .
قال يا إسحاق! فأراك إنما قصدت لفضيلة فضل بها رسول الله(ص) عليا على هذا الخلق أبانة بها منهم ليعرف مكانه و فضله، و لو كان الله تبارك و تعالى أمره بدعاء الصبيان لدعاهم كما دعا عليا! قلت: بلى،[قالـظ] فهل بلغك أن رسول الله(ص) دعا أحدا من الصبيان من أهله و قرابته لئلا تقول: إن عليا ابن عمه؟ قلت: لا أعلم و لا أدرى فعل أو لم يفعل، قال: يا إسحاق! أرأيت ما لم تدره و لم تعلمه هل تسأله عنه؟ قلت: لا، قال: فدع ما قد وضعه الله عنا و عنك (23) ».
15ـ قال جورج جرداق: «فإن على بن أبىطالب قد ولد مسلما، لأنه من معدن الرسول مولدا و نشأة و من ذاته خلقا و فطرة، ثم إن الظرف الذى أعلن فيه عما يكمن فى كيانه من روح الإسلام و من حقيقته لم يكن شيئا من ظروف الآخرين و لم يرتبط بموجبات العمر، لأن إسلام على كان أعمق من ضرورة الارتباط بالظروف اذ كان جاريا من روحه كما تجرى الأشياء من معادنها و المياه من ينابيعها (24) ».
16ـ قال العلامة الشيخ خليل: «و يوم جهر النبى بدعوته كان على أول الناس إسلاما، و أسبقهم إيمانا، بل الواقع الصحيح أنه عليه السلام لم يكن أول الناس إسلاما، و أسبقهم إيمانا، بل كان أول الناس إعلانا لاسلامه و جهرا بإيمانه لأن ذينك الإسلام و الايمان كانا كامنين فى أعماق قلبه فى كل كيانه يعيشهما بعمق و تأمل و هو فى كنف الرسول(ص) يستمد منه هديا و إيمانا تماما كما يستمد القمر من الشمس نورا و ضياء، و إذا لعلى قدر ما لم يقدر لسواه من البشر... (25) ».
17ـ قال محمد بن طلحة الشافعى: «لما نزل الوحى على رسول الله(ص) و شرفه الله سبحانه و تعالى بالنبوة كان على يومئذ لم يبلغ الحلم و كان عمره إذ ذاك فى السنة الثالث عشرة، و قيل أقل من ذلك، و قيل أكثر، و أكثر الأقوال و أشهرها انه كان لم يكن بالغا، فإنه أول من أسلم و آمن برسول الله(ص) من الذكور، و قد ذكر عليه السلام ذلك و أشار إليه فى أبيات قالها بعد ذلك بمدة مديدة، نقلها عنه الثقات و رواها النقلة الأثبات:
محمد النبى أخى و صنوى
و حمزة سيد الشهداء عمى
و جعفر الذى يضحى و يمسى
يطير مع الملائكة ابن امى
و بنت محمد سكنى و عرسى
منوط لحمها بدمى و لحمى
و سبطا أحمد ولداى منها
فأيكم له سهم كسهمى
سبقتكم إلى الاسلام طرا
غلاما ما بلغت أوان حلمى
و أوجب لى ولايته عليكم
رسول الله يوم غدير خم
فويل، ثم ويل، ثم ويل
لمن يلقى الاله غدا بظلمى (26)
أقول: ذكر هذه الأبيات بتمامها شيخنا العلامة الأمينى(ره) فى كتابه الغدير (ج 2: ص 25)، إلا أنه قال بدل «غلاما ما بلغت أوان حلمى»: «على ما كان من فهمى و علمى»، و أضاف فى الهامش بيتين آخرين، و قال: «و فى رواية الطبرسى بعد هذا البيت:
و صليت الصلاة و كنت طفلا مقرا بالنبى فى بطن امى.
ثم قال(ره): «هذه الابيات كتبها الامام(ع) إلى معاوية لما كتب معاوية إليه: إن لى فضائل : كان أبى سيدا فى الجاهلية، و صرت ملكا فى الاسلام، و أنا صهر رسول الله و خال المؤمنين و كاتب الوحى، فقال أمير المؤمنين(ص)ـ:أ بالفضائل يبغى على ابن آكلة الأكباد؟ اكتب يا غلام: محمد النبى أخى و صنوىـإلى آخر الأبيات المذكورة، فلما قرأ معاوية الكتاب قال : أخفوا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلوا إلى ابن أبىطالب، و الامة قد تلقتها بالقبول، و تسالمت على روايتها (27) .
18ـ قال محمد بن جرير الطبرى: «عن عباد بن عبد الله، قال: سمعت عليا يقول: أنا عبد الله و أخو رسوله، و أنا الصديق الأكبر، لايقولها بعدى الا كاذب مفتر، صليت مع رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)قبل الناس بسبع سنين (28) ».
19ـ وعن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال: «أول من صلى على(صلوات الله عليه) (29) ».
20ـ و عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا حمزة ـرجلا من الأنصار ـ يقول: سمعت زيد بن أرقم يقول:« أول رجل صلى مع رسول الله(ص) على(ع) (30) ».
21ـ عن يحيى بن عفيف، عن عفيف، قال: «جئت فى الجاهلية إلى مكة فنزلت على العباس بن عبد المطلب، قال: فلما طلعت الشمس، و حلقت فى السماء، و أنا أنظر إلى الكعبة أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء، ثم استقبل الكعبة فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاءه غلام فقام عن يمينه، قال: فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام و المرأة، فرفع الشاب، فرفع الغلام و المرأة، فخر الشاب ساجدا فسجدا معه.
فقلت: يا عباس! امر عظيم! فقال: أمر عظيم، أتدرى من هذا؟ فقلت: لا، قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخى، أتدرى من هذا مع؟ قلت: لا، قال: هذا على بن أبىطالب بن عبد المطلب ابن أخى، أتدرى من هذه المرأة التى خلفهما؟ قلت:، قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخى، و هذا حدثنى أن ربك رب السماء، أمرهم بهذا الذى تراهم عليه، و ايم الله، ما أعلم على ظهر الأرض كلها أحدا على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة (31) ».
22ـ عن محمد بن سعد، قال: «قلت لأبى: أ كان أبوبكر أولكم إسلاما؟ فقال: لا، و لقد أسلم قبله أكثر من خمسين... (32) ».
23ـ قال العلامة الأمينى(ع): «قال [على](ع):أسلمت قبل أن يسلم الناس بسبع سنين (33) ».
24ـ قال(ع): «عبدت الله مع رسول الله(ص) سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة (34) ».
25ـ قال(ع): «آمنت قبل الناس سبع سنين (35) ».
26ـ قال(ع): «ما أعرف أحدا من هذه الامة عبد الله بعد نبينا غيرى، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الامة تسع سنين (36) ».
27ـ قال(ع): «عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الامة خمس سنين (37) ».
ثم قال(ره): بعد نقل الأخبار: «لعل الباحث يرى خلافا بين كلمات أمير المؤمنين المذكورة (ص) 224ـ221) فى سنى عبادته و صلاته مع رسول الله(ص) بين ثلاث و خمس و سبع و تسع سنين، فنقول: أما ثلاث سنين فلعل المراد منه ما بين أول البعثة إلى إظهار الدعوة من المدة و هى ثلاث سنين، فقد أقام(ص) بمكة ثلاث سنين من أول نبوته مستخفيا، ثم أعلن فى الرابعة .
و أما خمس سنين فلعل المراد منها سنتا فترة الوحى من يوم نزول إقرأ باسم ربك الذى خلق إلى نزول يا ايها المدثر و ثلاث سنين من أول بعثته بعد الفترة إلى نزول قوله فاصدع بما تؤمر و أعرض أن المشركين و قوله: و أنذر عشيرتك الأقربين سنى الدعوة الخفية التى لم يكن فيها معه(ص) إلا خديجة و على، و أحسب أن هذا مراد من قال: إن رسول الله(ص) كان مستخفيا أمره خمس سنين كما فى«الامتاع» (ص 44).
و أما سبع سنين فإنها مضافا إلى كثرة طرقها و صحة أسانيدها معتضدة بالنبوية المذكورة (ص 220 (38) ، و بحديث أبى رافع المذكور (ص 227 (39) ، و هى سنى الدعوة النبوية من أول بعثته (ص) إلى فرض الصلاة المكتوبة، و ذلك أن الصلاة فرضت لا خلاف ليلة الاسراء، و كان الاسراء كما قال محمد بن شهاب الزهرى قبل الهجرة بثلاث سنين، و قد أقام(ص) فى مكة عشر سنين، فكان أمير المؤمنين خلال هذه المدة السنين السبع يعبد الله و يصلى معه(ص)، فكانا يخرجان ردحا من الزمن إلى الشعب و إلى حراء للعبادة، و مكثا على هذا ما شاء الله أن يمكثا حتى نزل قوله تعالى: فاصدع بما تؤمر و اعرض عن المشركين و قوله: و أنذر عشيرتك الأقربين و ذلك بعد ثلاث سنين من مبعثه الشريف، فتظاهر (ع) بإجابة الدعوة فى منتدى الهاشميين المعقود لها، و لم يلبها غيره، و من يومذاك اتخذه رسول الله(ص) أخا و وصيا، و خليفة و وزيرا، ثم لم يلب الدعوة إلى مدة إلا آحادهم بالنسبة إلى عامة قريش و الناس المرتطمين فى تمردهم فى حيز العدم.على أن إيمان من آمن وقتئذ لم يكن معرفة تامة بحدود العبادات حتى تدرجوا فى المعرفة و التهذيب، و إنما كان خضوعا للإسلام و تلفظا بالشهادتين و رفضا لعبادة الأوثان، لكن أميرالمؤمنين خلال هذه المدة كان مقتصا أثر الرسول من أول يومه، فيشاهده كيف يتعبد، و يتعلم منه حدود الفرائض و يقيمها على ما هى عليه، فمن الحق الصحيح اذن توحيده فى باب العبادة الكاملة والقول بأنه عبد الله و صلى قبل الناس بسبع سنين...
و أما تسع سنين فيمكن أن يراد منها سنتا الفترة و السنين السبع من البعثة إلى فرض الصلوات المكتوبة، و المبنى فى هذه كلها على التقريب لا على الدقة و التحقيق كما هو المطرد فى المحاورات، فالكل صحيح لا خلاف بينها و لا تعارض هناك (40) ».
__________________________________________
(1) الهيثمى: مجمع الزوائد، ج 9: ص 102.
(2) المصدر.
(3) المصدر.
(4) المصدر.
(5) الحموى: فرائد السمطين/الباب 47، ج 1: صص 245 و 242.
(6) المصدر.
(7) الامينى: الغدير، ج 3: ص 95.
(8) كذا، و الكلام أمره تعالى لرسول الله(ص).
(9) الانعام، 6: 163.
(10) البقرة 2: 131.
(11) الاعراف، 7: 143.
(12) البقرة، 2: 285.
(13) الانعام، 6: 14.
(14) الامينى: الغدير، ج 3: ص 239. و الآية فى غافر، 40: 66.
(15) الإسكافى: المعيار و الموازنة، ص 68ـ66.
(16) الإسكافى: المعيار و الموازنة/هامش ص 68ـ67.
(17) عبد الكريم الخطيب: على بن أبىطالب بقية النبوة و خاتم الخلافة، ص 100، ط بيروت.
(18) العقاد: عبقرية الامام على(ع)، ص 43، ط بيروت.
(19) المقريزى: الامتاع، ص 16 (كما فى الغدير [ج 3: ص 238]).
(20) الواقعة، 56: 10.
(21) ص، 38: 86.
(22) الى هنا أورده فى الغدير (ج 3: ص 236).
(23) ابن عبدربه: العقد الفريد، ج 1: ص 352، ط بيروت.
(24) جورج جرداق: الإمام على صوت العدالة الانسانية، ج 1: ص 63، ط بيروت/ بمقدمة ميخائيل نعيمه.
(25) جورج جرداق: الإمام على، رسالة و عدالة، ص 25 ط بيروت.
(26) ابن طلحة: مطالب السؤول، ص 11، ط ايران.
(27) الامينى: الغدير ج 2: ص 26.
(28) الطبرى: تاريخ الامم والملوك ج 2: ص 210/ بتحقيق: محمد أبى الفضل إبراهيم.
(29) المصدر.
(30) المصدر.
(31) الطبرى: تاريخ الامم والملوك ج 2: ص 210/ بتحقيق: محمد أبى الفضل إبراهيم.
(32) الطبرى: تاريخ الامم والملوك ج 2: ص 316/ بتحقيق: محمد أبى الفضل إبراهيم.
(33) المحب الطبرى: الرياض النضرة، ج 2: ص 158.
(34) الحاكم: المستدرك، ج 3: ص 112.
(35) النسائى: الخصائص، ص 3.
(36) النسائى: الخصائص، ص 3.
(37) ابن عبدالبر الاستيعاب، ج 2: ص 448 (راجع الغدير، ج 3: ص 222).
(38) و هى قوله(ص) «لقد صلت الملائكة على و على علي سبع سنين لأنا كنا نصلى و ليس معنا أحد يصل غيرنا» (اسد الغابة، ج 4: ص 18).
(39) و هو قوله(ص): «مكث على يصلى مستخفيا سبع سنين و أشهرا قبل أن يصلى أحدنا» (أخرجه الطبرانى و الهيثمى فى «المجمع» [ج 9: ص 103]و الحموئى فى «الفرائد» [الباب 47]).
(40) الامينى: الغدير ج 3: ص 243ـ241.
الامام على بن ابىطالب(ع) ص 534.
مؤلف: احمد الرحماني الهمداني