أسماء الرواة عن أهل البيت(ع)

flower 12

    

مر أهل البيت (ع) بظروف قاسية حيث المحاصرة والملاحقة والمتابعة والاضطهاد والسجن والقتل وخصوصاً في عهد معاوية ويزيد وعبد الملك بن مروان، وجميع هذه الظروف أدت إلى ضعف وقلة أو ندرة الرواية عن الأئمة الأوائل: الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين (ع).

روى أبو الحسن المدائني في كتاب الأحداث: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله: أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهله.

وكتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: اُنظروا من قامت عليه البينة أنّه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه.

فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن (ع)، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه أو طريد في الأرض([1]).

ويصف أبو جعفر الاسكافي، الأوضاع قائلاً: كانوا لا يألون جهداً في طول ما ملكوا أن يخملوا ذكر عليّ (ع) وولده، ويطفئوا نورهم، ويكتموا فضائلهم ومناقبهم وسوابقهم، ويحملوا على شتمهم وسبّهم ولعنهم على المنابر، فلم يزل السيف يقطر من دمائهم، مع قلة عددهم وكثرة عدوهم، فكانوا بين قتيل وأسير وشريد وهارب، ومستخف ذليل، وخائف مترقب، حتى أنّ الفقيه والمحدّث والقاضي والمتكلم، ليقدّم إليه ويتوعد بغاية الإبعاد وأشد العقوبة، أن لا يذكروا شيئاً من فضائلهم، ولا يرخّصوا لأحد أن يطيف بهم، وحتى بلغ من تقية المحدّث انه إذا ذكر حديثاً عن 

علي (ع) كنى عن ذكره، فقال: قال رجل من قريش، وفعل رجل من قريش، ولا يذكر علياً (ع) ولا يتفوه باسمه([2]).

وقال إبراهيم بن سعد الثقفي: إنّ علياً لما كتب إلى محمد بن أبي بكر هذا الكتاب ـ عهد علي إلى محمد بن أبي بكر ـ كان ينظر فيه ويتأدب بأدبه، فلما ظهر عليه عمرو بن العاص وقتله أخذ كتبه أجمع، فبعث بها إلى معاوية، فكان معاوية ينظر في هذا الكتاب ويتعجب منه... فقال الوليد ـ لمعاوية ـ أفمن الرأي أن يعلم الناس أنّ أحاديث أبي تراب عندك تتعلم منها؟ قال معاوية: ويحك! أتأمرني أن أحرق علماً مثل هذا... إنّا لا نقول: إنّ هذه من كتب علي بن أبي طالب، ولكن نقول: هذه من كتب أبي بكر كانت عند ابنه محمد فنحن ننظر فيها، ونأخذ منها.

فلم تزل تلك الكتب في خزائن بني أمية حتى ولي 

عمر بن عبد العزيز، فهو الذي أظهر أنّها من أحاديث علي بن أبي طالب (ع)([3]).

وهذه الظروف لا تشجع على الرواية عن الأئمة (ع)، وما وصل إلينا عنهم وخصوصاً الأئمة الأوائل إنما نقل عن طريق بقية الأئمة وفي ظروف الانفراج النسبي في عهد الإمام الباقر (ع) والإمام الصادق (ع) والإمام الرضا (ع).

    

المصدر: سایت الموسسة السبطین العالمیة

--------------------------------------------------------------------------------

[1]  ـ شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد: ج11، ص45 ـ 46.

[2]  ـ المصدر السابق: ج13، ص219.

[3]  ـ شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد: ج6، ص72.

logo test

اتصل بنا