طالبان تمنع الفتيات من دراسة الطب؛ إقصاء النساء والفتيات من الدورة التعليمية في أفغانستان

حظرت جماعة طالبان في أحدث إجراء لها، الفتيات من دخول كليات الطب في افغانستان “حتى إشعار آخر”.

طالبان تمنع الفتيات من دراسة الطب؛ إقصاء النساء والفتيات من الدورة التعليمية في أفغانستان

طالبان تمنع الفتيات من دراسة الطب؛ إقصاء النساء والفتيات من الدورة التعليمية في أفغانستان

وأكد مسؤولو الكليات والمعاهد الطبية في كابل وسائر المقاطعات الأفغانية، أن وزارة صحة طالبان، أصدرت أمرا بمنع الفتيات من التعلم في كليات الطب.

وأبلغ مسؤول معهد طبي في كابل، مراسل شفقنا أن الأمر بحظر التعليم الطبي للفتيات في كليات ومعاهد الطب، صدر عن زعيم جماعة طالبان هبة الله أخوند زادة الذي يتخذ من قندهار مقرا له، وأُبلغ لوزارة الصحة العامة للجماعة.

وحصل مراسل شفقنا على تسجيل صوتي لمدير معهد طبي يقول فيه للطالبات أن طالبان منعتهن من الدراسة في جميع المعاهد الطبية الخاصة والحكومية “حتى إشعار آخر”.

ويقول أن استخبارات طالبان ستقوم لاحقا، بزيارة المعاهد الطبية لترى إن كانت الفتيات والطالبات يترددن عليها، لتغلقها آنذاك.

وأكد عدد من طالبات المعاهد الطبية في كابل، لمراسل شفقنا أنهن أُبلغن بعدم الحضور في الفصول الدراسة حتى إشعار آخر.

حذف النساء والفتيات من الدورة التعليمية بالكامل

ومع منع الفتيات من تلقي الدراسة الطبية، تكون طالبان قد أقصت النساء والفتيات من الدورة التعليمية في أفغانستان بشكل كامل.

وقبل هذا، كان مسموح للفتيات والنساء تلقي التعليم الطبي لعامين، في المعاهد الحكومية والخاصة، وكان العديد من الفتيات، يعتبرن ذلك، فرصتهن التعليمية الوحيدة.

وفي إطار إقصاء النساء والفتيات من الدورة الدراسية في افغانستان بالكامل، اتخذت طالبان إجراءات عديدة لحد الان.

وبعد أن أعادت سيطرتها على أفغانستان في عام 2021، منعت طالبان كخطوة أولى الفتيات من الذهاب إلى المدارس ما بعد المرحلة الابتداية “حتى إشعار آخر”، ويمر الان أزيد من ثلاث سنوات، إذ بات أكثر من مليون ونصف مليون فتاة محرومات من الذهاب إلى المدرسة.

وبعد ذلك، منعت طالبان، الفتيات من الدراسة في الجامعات الحكومية والخاصة، لتمنع بذلك  عشرات ألوف الطالبات بمن فيهم ألوف الطالبات ممن كن في السنة الأخيرة من الدراسة العليا، من الذهاب إلى الجامعات ومواصلة التعلم.

واتخذت هذه الإجراءات بصورة متدرجة ومرحلة بمرحلة إلى أن اكتملت دورة محاربة طالبان لتعليم وتعلم الفتيات والنساء في البلاد وأقصتهم بذلك من الدورة التعليمية بالكامل.

إغلاق آخر نافذة

وقال عدد من الطالبات والفتيات اللواتي كن يدرسن في المعاهد الطبية الخاصة في كابل، في حديث مع مراسل شفقنا أنهن أصبن بـ “خيبة أمل كبيرة” و “قلق” من منعهن من الدراسة في هذا التخصص من قبل طالبان.

ويقولن أن الدراسة في هذه المعاهد، كانت بمنزلة آخر نافذة أمل لهن، ومع إغلاقها، فقدن جميع فرص التعليم.

وتؤكد هؤلاء الطالبات أنهن أصبن بخيبة أمل وإحباط أكثر من أي وقت مضى، ويظنن أنهن خسرن مستقبلهن وبات لا أفق أمامهن.

وقد أثار منع طالبان، الفتيات والنساء من الدراسة في المعاهد الطبية، قلقا واسعا في المجتمع الأفغاني.

ويُطبق هذا الحظر، فيما تمنع طالبان، النساء من مراجعة الأطباء الرجال من دون محارمهن.

وقد طبقت طالبان، منذ الايام الأولى من سيطرتها على أفغانستان، التمييز الجنسي والفرز حسب النوع والجنس في المجتمع، بما في ذلك منع النساء من مراجعة الأطباء الرجال من دون اصطحابهن من قبل محارمهن.

وحذرت هذه الجماعة، الأطباء الرجال من فحص وعلاج النساء من دون وجود محارمهن، وألا يعمل الأطباء الرجال والنساء في غرفة واحدة، كما أنه لا يحق للممرضات العناية بالمرضى من الرجال.

ومع هذه التعليمات والأوامر، فان منع الفتيات من تلقي التعليم في المعاهد الطبية وتخصص الطب، والذي يندرج في إطار الحذف الكامل للنساء من الدورة الدراسية في أفغانستان، بات الشعب الأفغاني يحذر من الان من الأزمة التي قد يتسبب بها هذا الأمر في المجتمع على المدى الطويل.

نقص أعداد الطبيبات والقابلات

وفي المجتمع الأفغاني، كانت النساء تحظين أصلا بفرص أدنى من الرجال في مجال التعليم، ونظرا إلى المنع والقيود التاريخية الواسعة، قلما استطعن تلقي التعليم في تخصص كالطب.

ولهذا السبب، فان المجتمع الأفغاني عانى دائما من نقص في عدد الطبيبات في الأقسام العلاجية المختلفة، فيما يزيد حظر الفتيات من التعلم في المعاهد الطبية، الطين بلة.

ومن ناحية أخرى، فان المجتمع الأفغاني بحاجة ماسة إلى القابلات، إذ تفيد إحصاءات صندوق الأمم المتحدة للسكان أن أفغاانستان تواجه الان نقصا في عدد القابلات المتمرسات والمتعلمات يقدر بـ 18 الف قابلة.

ويسهم منع الفتيات من الدراسة في المعاهد الطبية، حيث كان عدد كبير منهن يدرسن في تخصصي التمريض والقبالة، في زيادة النقص في هذه المجالات.

ومع تراجع أعداد الطبيات والقابلات، ستتعرض حياة الملايين من النساء للخطر أثناء الحمل والولادة وما بعدها، وتتصاعد مخاطر، الوفاة لديهن.

وفضلا عن ذلك، فان هذا الحظر، يؤدي إلى عدم تلقي النساء المصابات بأمراض النساء والولادة، العلاج اللازم، وحتى أن منعهن من مراجعة الأطباء الرجال، حتى في حالة إصابتهن بأمراض أخرى سيزيد مخاطر الوفاة لديهن.

تراجع لا يُعوّض

إن منع جماعة طالبان الفتيات من تلقي التعليم في أفغانستان، يؤدي حتى في حالة عدم استمرار حكم هذه المجموعة، إلى حدوث تداعيات لا يمكن تعويضها للمجتمع الأفغاني.

ونظرا إلى منع تعليم الفتيات اعتبارا من الفصل السادس الابتدائي فصاعدا والذي هو ثلاث سنوات، فان الكثير من الطالبات المحرومات من الدراسة، يضطرن للزواج والإقلاع عن الدراسة بشكل دائم، ما يُحرم المجتمع الأفغاني، من وجود أي خريجة من الجامعات لأكثر من عقد من الزمن.

وينسحب هذا على إعداد الطبيبات والممرضات والقابلات، بحيث لن تتخرج أي طبيبة وممرضة وقابلة من الجامعات والمعاهد التعليمية في افغانستان لاكثر من عقد على أقل تقدير.

ويؤدي ذلك إلى تشديد النقص في عدد الطبيبات والمتخصصات النساء في الميادين المختلفة في البلاد، ويأخذ التعويض عنه زمنا يستمر لبضعة عقود حتى وإن لم تكن طالبان تسيطر على نظام الحكم.

وكلما دام هذا الحظر، كلما كانت عواقبه السيئة أعمق على المجتمع الأفغاني ويزيد من تخلف أفغانستان عن قافلة العلم في عصر ثورة التكنولوجيا والمعرفة.

المصدر: شفقنا

logo test

اتصل بنا