بين أرض الشهادة وأرض العبادة؛ هنا تجلت وقفة عرفة

“إنّ الله تعالى ينظر الى زوار الحسين عليه السلام يوم عرفة قبل أنْ ينظر الى حجاج بيته الحرام في عرفات”

بين أرض الشهادة وأرض العبادة؛ هنا تجلت وقفة عرفة

لا شك ان الحج عبادةٌ تتّحد فيها عناصر كثيرة كالخضوع والتضرع والزهد والتقوى وذكر الله والتضحية في سبيله، وإنفاق المال والانقطاع عن الشهوات وملذات الدنيا لإظهار العبودية لله عز وجل في أنقى وأعمق حالاتها

ولكن أعظم ما يتجلى في هذا الامر العبادي “وقفة عرفة” وهي الركن الأعظم من أركان الحج، ففيها يجتمع المسلمون تحت ظلال الوحدة، خاضعين لأمر إلهي موحد، ولا شك ان المعاني التي تحملها واضحة من خلال ما روي عن الرسول “ص”: “الحج عرفة”، حيث يعترف كل حاج بذنونبه ويتوب الى ربه ويصل الى معرفة الله عز وجل، يقول فضيلة الشيخ علي سليم.

ويربط الشيخ سليم في حديث خاص لـ”شفقنا”، العلاقة ما بين وقفة عرفة وزيارة الإمام الحسين “ع” قائلا: المعلوم ان الإمام عليه السلام كان خروجه في يوم التروية من مكة المكرمة ثائرا مصلحا في أمة جده رسول الله، لذلك بدل ان يتوجه الى عرفة، توجه الى كربلاء،أرض الشهادة، وهنا تتجلى حقيقة الحج الحسيني، مضيفا، والمعلوم ان الإمام الحسين قد حج عشرين مرة أو أكثر ولكن هذه المرة عدل عن الحج واكتفى بالعمرة من أجل الحفاظ على هذا الدين وعقائده وتشريعاته وقيمه لأنها كانت معرّضة للزوال والتحريف بسبب التضليل الاموي وكذلك الظلم والفساد الذي مورس من قبلهم بحق المسلمين.

وتابع “فخروج الإمام عليه السلام من مكة المكرمة كان في الوقت الذي يخرج فيه الحجاج الى عرفة، فخرج مهاجرا الى الله وإلى رسوله “ص” طالبا الإصلاح، وكان السبيل الأنجح والمؤثر في هذا القيام هو القيام بالسيف من أجل تقويم الإنحراف الخطير في الأمة وبَذَل دماءه ودماء أهل بيته وأصحابه من أجل احياء الدين.

وقال الشيخ سليم، لاشك ان زيارة الإمام الحسين في هذا التوقيت اي في يوم عرفة والعيد هي تعبير عن الوفاء لهذا النهج الجهادي الاستشهادي والإرتباط بأهل البيت عليهم السلام، حيث نجدد في الزيارة عهدنا لأئمتنا وبالتالي نستحضر كل تلك التضحيات التي بذلها الإمام ومن معه من أجل حفظ هذا الدين والإسلام.

ويشرح الشيخ سليم الحديث الشريف: “إنّ الله تعالى ينظر الى زوار الحسين عليه السلام يوم عرفة قبل أنْ ينظر الى حجاج بيته الحرام في عرفات”، قائلا ان المقصود هنا بلاحظ ما يترتب على الزيارة من أجر وثواب عظيم، فالذي يزور الإمام الحسين “ع” بهذه الخلفية العقائدية الإيمانية والجهادية، ملتفتا الى انه لولا قيام الإمام الحسين ولولا ثورته واستشهاده لما بقي حج وصلاة وصوم واي تشريع من تشريعات الإسلام، لذلك عندما ينظر الله تعالى الى زوار الإمام الذين يزورون بهذه الخلفية والنية، لاشك ان اجرهم وثوابهم عظيما، في المقابل، الذين يذهبون الى الحج ولا يلتفتون الى الأبعاد الروحية والإجتماعية والسياسية والوحدوية فلا قيمة له، لافتا الى ان زيارة الإمام الحسين مع خلفيتها الفكرية والاستشهادية في هذه الحال تكون اهم من الحج الفارغ من مضمونه وهدفه.

المصدر:شفقنا

logo test

اتصل بنا