من أدعية الإمام المهدي(عليه السلام)

flower 12
 
 

«اللهمّ احجبني عن عيون أعدائي، واجمع بيني وبين أوليائي، وانجِز لي ما وعدتني، واحفظني في غيبتي الى أن تأذن لي في ظهوري، وأحيي بي ما دُرس من فروضك وسننك، وعجّل فرجي، وسهّل مخرجي، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً، وافتح لي فتحاً مبيناً، واهدني صِراطاً مستقيماً، وقِني جميع ما اُحاذره من الظالمين، واحجبني عن أعين الباغضين الناصبين العداوة لأهل بيت نبيك، ولا يصل منهم إليّ أحد بسوء، فإذا أذنت في ظهوري فأيّدني بجنودك، واجعل من يتّبعني لنصرة دينك مؤيّدين، وفي سبيلك مجاهدين، وعلى من أرادني بسوء منصورين، ووفِّقني لإقامة حدودك، وانصرني على من تعدّى محدودك، وانصر الحق، وأزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، وأورد عليّ من شيعتي وأنصاري من تقرُّ بهم العين، ويشتدّ بهم الأزر، واجعلهم في حرزك وأمنك، برحمتك يا أرحم الراحمين»([29]). 
إنّ هذا الدعاء طافح بالمعاني والمفاهيم التي تكشف لنا أسباب الغيبة والظروف اللازمة لتحقق الظهور، ودور الإمام المهدي(عليه السلام) وشيعته في تحقيق هذا الظهور. 
وفي زيارة الإمام المهدي(ع) من قبل أنصاره وشيعته ما يكفي للإرشاد الى كل ما ينبغي لهم فعله وتحقيقه خلال فترة الغيبة الكبرى ، وإليك نماذج منها.

   

الزيارة المعروفة بزيارة آل ياسين

إنّ الزيارة هي سبيل من سبل الارتباط بالمزور ولا سيّما إذا كان غائباً عنّا كالإمام المهدي(عليه السلام). 
وفي هذه الزيارة المعروفة استعراض لحالات الإمام المهدي وسيرته حال غيبته، وما ينبغي للمنتظرين الالتزام به والاهتمام به. وبالتالي هي خطوة من خطوات التمهيد للظهور. 
قال محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري: خرج التوقيع من الناحية المقدسة ـحرسها الله ـ بعد المسائل([30]): 
بسم الله الرحمن الرحيم، لا لأمره تعقلون، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون. السلام عليك وعلى عباد الله الصالحين. 
إذا أردتم التوجّه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى: 
(سلام على آل ياسين) ، السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته السلام عليك يا باب الله وديّان دينه. السلام عليك يا خليفة الله وناصر خلقه. السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته. السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه. السلام عليك يا بقيّة الله في أرضه. السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكّده. السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه. السلام عليك أيها العَـلَم المنصوب، والعلم المصبوب، والغوث والرحمة الواسعة وعداً غير مكذوب. السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقوم. السلام عليك حين تقرأ وتبيّن. السلام عليك حين تصلّي وتقنت. السلام عليك حين تركع وتسجد. السلام عليك حين تكبّر وتهلّل. السلام عليك حين تحمد وتستغفر. السلام عليك حين تمسي وتصبح. السلام عليك في الليل إذا يغشى والنهار إذ تجلى. السلام عليك أيها الإمام المأمون. السلام عليك أيها المقدّم المأمول. السلام عليك بجوامع السلام. أشهد يا مولاي أني اشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله لا حبيب إلا هو وأهله، وأشهد أن أميرالمؤمنين حجته، والحسن حجته، والحسين حجتة، وعلي بن الحسين حجته، ومحمد بن علي حجته، وجعفر بن محمد حجته، وموسى بن جعفر حجته، وعلي بن موسى حجته، ومحمد بن علي حجته، وعلي بن محمد حجته، والحسن بن علي حجته، وأشهد انك حجة الله. 
أنتم الأول والآخر، وأن رجعتكم حق لاشك فيها يوم لا ينفع نفساً ايمانها لم تكن اّمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيراً، وأن الموت حق، وأن ناكراً ونكيراً حق، واشهد أن النشر والبعث حق، وأن الصراط والمرصاد حق، والميزان والحساب حق، والجنّة والنار حق، والوعد والوعيد حق. 
يا مولاي شقي من خالفكم وسعد من أطاعكم. 
فاشهد على ما اشهدتك عليه، وأنا ولي لك بريء من عدوّك، فالحق ما رضيتموه، والباطل ما سخطتموه، والمعروف ما أمرتم به، والمنكر ما نهيتم عنه، فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له، وبرسوله، وبأميرالمؤمنين، وبأئمة المؤمنين وبكم يا مولاي أوّلكم وآخركم، ونصرتي معدّة لكم، ومودّتي خالصة لكم آمين آمين. 
وأما الدعاء الوارد عقيب هذه الزيارة فهو يحمل بين طياته توثيق علاقة المؤمن مع ربه ومع إمامه من خلال التوجه الى الله تعالى وطلب النصرة منه لوليه المنتظر وشيعته وانصاره ، وفيه ترشيد لسلوك الانسان المؤمن في مرحلة الانتظار ترشيداً يستوعب كل مجالات السلوك. 
واليك نص هذا الدعاء: 
«بسم الله الرحمن الرحيم. اللهمّ إني اسألك أن تصلّي على محمد نبي رحمتك، وكلمة نورك، وأن تملأ قلبي نور اليقين، وصدري نور الإيمان، وفكري نور النيات، وعزمى نور العلم، وقوّتي نور العمل، ولساني نور الصدق، وديني نور البصائر من عندك، وبصري نور الضياء وسمعي نور الحكمة. ومودّتي نور الموالاة لمحمد وآله(عليهم السلام). حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك. فتغشيني رحمتك يا ولي يا حميد. 
اللهمّ صلِّ على حجتك في أرضك، وخليفتك في بلادك. والداعي الى سبيلك والقائم بقسطك، والثائر بأمرك، وليّ المؤمنين، وبَـوار الكافرين، ومجلّي الظلمة ومنير الحقّ، والساطع بالحكمة والصدق. وكلمتك التامة في أرضك، المرتقب الخائف والولي الناصح، سفينة النجاة، وعَـلَم الهدى، ونور أبصار الورى، وخير من تقمّص وارتدى، ومجلّي العمى الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً إنك على كل شيء قدير. 
اللهمّ صلّ على وليك وابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم، وأوجبت حقّهم وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيراً. 
اللهمّ انصره وانتصر به، وانصر به أولياءك وأولياءه، وشيعته وأنصاره واجعلنا منهم. 
اللهمّ أعذه من كل باغ وطاغ، ومن شر جميع خلقك. واحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، واحرسه، وامنعه، من أن يوصل اليه بسوء واحفظ فيه رسولك وآل رسولك، وأظهر به العدل وأيّده بالنصر، وانصر ناصريه واخذل خاذليه، واقصم به جبابرة الكفر واقتل به الكفّار والمنافقين، وجميع الملحدين، حيث كانوا في مشارق الارض ومغاربها، برّها وبحرها، واملأ به الأرض عدلاً، وأظهر به دين نبيّك، واجعلني اللهمّ من أنصاره وأعوانه، وأتباعه وشيعته، وأرني في آل محمد ما يأملون وفي عدوّهم ما يحذرون إله الحقّ آمين، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين»([31]). 
إن تعميق الارتباط بالإمام الغائب عن الأبصار يتم من خلال توثيق العلاقة الروحية وتعميق الايمان به وبوجوده واستشعار حضوره وترقـّب ظهوره في كل يوم بل في كل لحظة. وقد قامت الادعية والزيارات الواردة عن أهل بيت الرسالة بأداء هذا الدور خير قيام، فإننا نجد كمّاً هائلاً من الادعية اليومية والزيارات والأدعية الاسبوعية ، والأدعية والزيارات غير المؤقتة بوقت معين. 
فمن الادعية اليومية التي يستحسن قراءتها في القنوت من كل صلاة فريضة او نافلة هو الدعاء التالي: 
«اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتي تسكنه ارضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً». 
وهو الدعاء الذي يستحب تكراره كثيراً ليلة القدر وهي الليلة التي تقدّر فيها آجال ومصائر العباد ويتنزل فيها على الامام المعصوم في كل سنة كل ما يحدث في تلك السنة، وبذلك يعلم أن للدعاء دوراً مصيرياً بالنسبة لمستقبل حياة الانسان وسعادته ولاسيما اذا كان الدعاء بحفظ الامام المهدي المنتظر حتى يقوم بأداء مهمته الكبرى . 
ومن الادعية والزيارات اليومية المتضمنة لتجديد العهد بالامام المهدي(ع) يومياً بعد صلاة الفجر السلام عليه بما يلي: 
«اللهم بلـّـغ مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه عن جميع المؤمنين والمؤمنات، في مشارق الارض ومغاربها ، وبرها وبحرها، وسهلها وجبلها، حيهم وميتهم ، وعن والديّ وَوُلدي وعني من الصلوات والتحيات زنة عرش الله ومداد كلماته، ومنتهى رضاه، وعدد ما أحصاه كتابه، وأحاط به علمه. 
اللهم اني اجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم عهداً وعقداً وبيعة في رقبتي . اللهم كما شر ّفتني بهذا التشريف ، وفضلتني بهذه الفضيلة، وخصصتني بهذه النعمة، فصل على مولاي وسيدي صاحب الزمان، واجعلني من أنصاره واشياعه والذابـّـين عنه، واجعلني من المستشهدين بين يديه طائعاً غير مكره في الصف الذي نعت أهله في كتابك فقلت: (صفاً كأنهم بنيان مرصوص ) على طاعتك وطاعة رسولك وآله عليهم السلام . اللهم هذه بيعة له في عنقي الى يوم القيامة». 
ومن هذا النمط دعاء العهد المروي عن الامام الصادق والذي جاء في أهميته أنه من دعا الى الله تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار القائم المهدي ، فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره وأعطاء بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة([32]) . 
ومن الأدعية الواردة دعاء الاستغاثة بالامام المهدي(ع) بعد صلاة ركعتين أينما كنت ومتى ما شئت حيث تقف مستقبل القبلة تحت السماء([33]). 
وتقول سلام الله الكامل التام الشامل العام وصلواته. الدائمة وبركاته القائمة على حجـّة الله ووليـّه في أرضه وبلاده... » 
وهناك عدد من الزيارات الاسبوعية التي يزار بها الامام المهدي(ع) في كل جمعة وهو اليوم المخصّـَص لصاحب الزمان فإنه اليوم الذي يتوقع فيه ظهوره ان شاء الله تعالى وهي ما بين زيارات قصيرة ومتوسطة وتفصيلية تجدها في كتب الأدعية والزيارات المعروفة مثل مهج الدعوات ومصباح المتهجد وبحار الأنوار ومفاتيح الجنان([34]). 
ومن الطائفة الثانية الصلوات المروية عن الامام المهدي(ع) خرجت الى أبي الحسن الضراب الإصبهاني بمكة على ما رواها الشيخ ابوجعفر الطوسي والسيد ابن طاووس في أعمال عصر يوم الجمعة([35]). 
ومن الطائفة الثالثة ما ذكره السيد ابن طاووس في جمال الاسبوع من أعمال عصر يوم الجمعة بعد أداء فريضة 
العصر([36]) . 
ويبلغ الموالي في ندبته لإمامه قمة الارتباط والولاء والشوق حين يندبه كل جمعة بدعاء بليغ يبيّـن فيه شدة الانشداد والتعلق العاطفي بإمامه المنتظر بعد استعراض الطريق الدامي لمسيرة الهداية الربانية عبر العصور والرسالات وما قدّمه أهل البيت(ع) من تضحيات ويذكر النادب في ندبته لإمامه اوصاف كماله وأهدافه الكبرى ويتمنى ما يتمناه المتفجع بمصاب الغيبة التي حرم فيها هذا المؤمن من بركة الحضور والظهور. 
ونظراً لأهمية هذا النشاط ولأجل الدور الكيبر الذي قام به دعاء الندبة في عصر الغيبة في التجربة الرائدة نختم المقال بالتبرك بهذا الدعاء الشريف. 
بسم الله الرحمن الرحيم 
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّد نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَالثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَاَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَالْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْق فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَة تَكْليماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً، وَبَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَب وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَاَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّة اِلى مُدَّة، اِقامَةً لِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بِالاَْمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَاَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَاَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَبَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَاَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَاَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَوَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْق مِنْ اَهْلِهِ، وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ اَوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلْتَ (اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّد صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: (قُلْ لا اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ اَجْراً اِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبى) وَقُلْتَ (ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْر فَهُوَلَكُمْ) وَقُلْتَ: (ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْر الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً)، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْم هاد، فَقالَ وَالْمَلاَُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَقالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَقالَ اَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَة واحِدَة وَسائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَر شَتّى، وَاَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى فَقال لَهُ اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَاَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الاَْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَالْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَوَصِيّي وَوارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَدَمُكَ مِنْ دَمي وَسِلْمُكَ سِلْمي وَحَرْبُكَ حَرْبي وَالاْيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَدَمي، وَاَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَاَنْتَ تَقْضي دَيْني وَتُنْجِزُ عِداتي وَشيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُور مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَهُمْ جيراني، وَلَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَكانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَنُوراً مِنَ الْعَمى، وَحَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَصِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَة في رَحِم وَلا بِسابِقَة في دين، وَلا يُلْحَقُ في مَنْقَبَة مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما، وَيُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَلا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِم، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَقَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَناوَشَ ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ، وَلَمّا قَضى نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاَْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَالاُْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَاِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاَْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَسُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ، فَعَلَى الاَْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّد وَعَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَاِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ الدُّمُوعُ، وَلْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَيَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَيَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـح، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِق، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاَْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاَْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَقَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِِقامَةِ الاَْمْتِ وَاْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِِحْياءِ الْكِتابِ وَحُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَاَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَالشِّقاقِ، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالاَْهْواء،ِ اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ وَالاِْفْتِر اءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ وَالاِْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاَْوْلِياءِ وَمُذِلُّ الاَْ عْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاَْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاَْرْضِ وَالسَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاَْنْبِياءِ وَاَبْناءِ الاَْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَالتَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَالْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَبآءِ الاَْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاَْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاَْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاَْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاَْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاَْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الاْياتِ وَالْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَالْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَالذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَالْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَاقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاَْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْض تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَوَلا تُرى وَلا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَلا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَلا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّب لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِح ما نَزَحَ عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِق يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَة ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدلا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَم لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَف لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَاِلى مَتي، وَاَىَّ خِطاب اَصِفُ فيكَ وَاَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَاُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعين فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَالْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوع فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَة فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً، مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَاَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاََ وَقَدْ مَلاَْتَ الاَْرْضَ عَدْلاً وَاَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَعِقاباً، وَاَبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَةَ الْحَقِّ، وَقَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَاجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَالْبَلْوى، وَاِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَاَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَالدُّنْيا، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَاَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَاَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاَْسى وَالْجَوى، وَبَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَمَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَالْمُنْتَهى، اَللّـهُمَّ وَنَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً، وَاَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً، وَجَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً، وَاَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد جَدِّهِ وَرَسُولِكَ السَّيِّدِ الأَكْبَرِ، وَعَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الأَصْغَرِ، وَجَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَعَلَيْهِ اَفْضَلَ وَاَكْمَلَ وَاَتَمَّ وَاَدْوَمَ وَاَكْثَرَ وَاَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَصْفِيائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَلا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَلا نَفادَ لاَِمَدِها، اَللّـهُمَّ وَاَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَاَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَاَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَاَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَصِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَيَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَاَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَالاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدُعاءَهُ وَخَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَدُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَاجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَحَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَاَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَانْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَأسِهِ وَبِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا اَرْحَمَ الرّاحِمين . 
وهكذا ننتهي الى أن الغيبة الكبرى تعبّر عن مخاض طويل تقطعه الأمة المسلمة لتستقبل من خلاله إشراقة الإسلام من جديد بعد أن تستعدّ وتصبح قادرة على حمل لواء الإسلام ومشعله المضيء الى البشرية كافة بعد عصر الظلام الدامِس وبعد أن تستنفذ كل التجارب البشرية محاولاتها البائسة لانتشال البشرية ممّا تورّطت فيه من أنواع الظلم والطغيان. 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 
وسلام الله على عباده الذين اصطفى محمّد وآله الطاهرين 
آمين يا ربّ العالمين

   

المصدر:  سایت السبطین

      

_______________________________________
([29]) علل الشرائع: 1/246. 
([30]) الكافي: 1/342. 
([31]) عيون أخبار الرضا: 1/273 . 
([32]) كمال الدين: 483. 
([33]) الكاشاني، معادن الحكمة: 2/306. 
([34]) الكاشاني، معادن الحكمة: 2/306. 
([35]) كمال الدين: 481.

logo test

اتصل بنا