ورغم أنّ الإمام الجواد (عليه السلام) كان معجزة بذاته ، حيث تصدى لإمامة المسلمين وهو صبي لم يبلغ السابعة من عمره ، فإنّ الله جّل جلاله أجرى على يديه كرامات أخرى في مناسبات عديدة لكي يتم بها الحجة على العباد ويقطع بها ألسنة المعاندين وتطمئن بسببها قلوب الموالين .
وإليك بعض مصاديقها[28]:
1 ـ قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري : دخلت على أبي جعفر الثاني (عليه السلام) ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت عليّ فاغتممت لذلك ، فتناول إحداهنّ وقال : هذه رقعة ريّان بن شبيب ثم تناول الثانية فقال: هذه رقعة محمد بن حمزة وتناول الثالثة ، وقال : هذه رقعة فلان فبهتّ ، فنظر اليّ وتبسّم(عليه السلام).
قال : وأعطاني أبو جعفر ثلاثمائة دينار في صرّة وأمرني ان أحملها الى بعض بني عمّه ، وقال : أما انه سيقول لك دلّني على حريف يشتري لي بها متاعاً
فدلّه عليه.
قال : فأتيته بالدنانير فقال لي : يا أبا هاشم دلّني على حريف يشتري لي بها متاعاً . ففعلت .
قال أبو هاشم : وكلّمني جمّال ان اُكلّمه ليدخله في بعض اموره ، فدخلت عليه لاُكلّمه فوجدته يأكل مع جماعة فلم يمكنني كلامه ، فقال : يا أبا هاشم : كل ووضع بين يديّ ثم قال ـ ابتداءً منه من غير مسألة ـ : يا غلام انظر الجمّال الذي أتانا به أبو هاشم فضمّه اليك .
2 ـ قال أبو هاشم : ودخلت معه ذات يوم بستاناً فقلت له : جعلت فداك ، إني مولع بأكل الطين ، فادع الله لي ، فسكت ثم قال لي بعد أيام ابتداءً منه ـ : يا أبا هاشم ، قد أذهب الله عنك أكل الطين .
قال أبو هاشم : فما شيء أبغض اليّ منه .
3 ـ قال علي بن أسباط : خرج عليّ أبو جعفر حدثان موت أبيه فنظرت الى قدّه لأصف قامته لأصحابنا فقعد ، ثم قال : يا عليّ ، ان الله تعالى احتج في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة فقال : ( وآتيناه الحكم صبيّاً)[29].
4 ـ قال الراوي : مضى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) ولي عليه أربعة آلاف درهم ، لم يكن يعرفها غيري وغيره ، فأرسل اليّ أبو جعفر(عليه السلام): إذا كان في غد فائتني . فأتيته من الغد ، فقال لي : مضى أبو الحسن ولك عليه أربعة آلاف درهم ؟. فقلت : نعم .
فرفع المصلّى الذي كان تحته ، فإذا تحته دنانير فدفعها اليّ ، وكان قيمتها في الوقت أربعة آلاف درهم.
5 ـ قال الراوي : كنت بالمدينة ، وكنت اختلف الى أبي جعفر (عليه السلام) وأبو الحسن (عليه السلام) بخراسان ، وكان أهل بيته وعمومة أبيه يأتونه ويسلّمون عليه ، فدعا يوماً الجارية ، فقال : قولي لهم : يتهيأون للمأتم .
فلمّا تفرّقوا قالوا: ألا سألناه مأتم مَن ؟
فلمّا كان من الغد فعل مثل ذلك ، فقالوا : مأتم مَن ؟
قال : مأتم خير مَن على ظهرها .
فأتانا خبر أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بعد ذلك بأيّام ، فاذا هو قد مات في ذلك اليوم.
6 ـ قال الراوي : كتب اليّ أبو جعفر(عليه السلام) : إحملوا اليّ الخمس ، فإني لستُ آخذه منكم سوى عامي هذا .
فقبض (عليه السلام) في تلك السنة .
المصدر:سایت السبطین