كان الإمام الحسن عليه السلام مع أخيه الإمام الحسين عليه السلام أعبد الناس في زمانهما، لأنّهما المصداق الأمثل للغاية التي من أجلها خلق الله تعالى الانسان: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ }. وقد روي في عبادته الشيء الكثير، فقد كان عليه السلام مستغرقاً في الله تعالى طول وقته وعلى امتداد عمره الشريف، نقتصر على ذكر بعض الأمثلة.
فقد روي أنّ الحسن عليه السلام كان إذا توضأ أرتعدت مفاصله، واصفـّر لونه. فقيل له في ذلك فقال: حقّ على كل من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفر لونه وترتعد مفاصله[1].
وكان إذا فرغ من الفجر لم يتكلّم حتى تطلع الشمس وإن زَحزح [2]. وقال الصادق عليه السلام: "إنّ الحسن بن علي عليهما السلام حجَّ خمسة وعشرين حجّة ماشياً وقاسم الله تعالى ماله مرتين [3].
وقال الصادق عليه السلام: "حدّثني أبي، عن أبيه عليهما السلام: أنّ الحسن بن علي عليهما السلام كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حجَّ ماشياً، وربما مشى حافياً، وكان إذا ذُكر الموت بكى وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّوجلّ، وكان إذا ذكر الجنّة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل الله الجنّة وتعوّذ من النار" [4].
المصدر: سایت السبطین
[1] بحار الأنوار 43: 339 / 13.
[2] بحار الأنوار34: 339/13.
[3] بحار الأنوار 43: 339 /13.
[4] بحار الأنوار 43: 331 / 1.