عن بلال بن حمامة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم ضاحكاً مستبشراً، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: بشارة أتتني من عند ربي، إن الله لما أراد أن يزوج علياً فاطمة أمر ملكاً أن يهز شجرة طوبى فهزها، فنثرت رقاقاً ـ يعني صكاكاً ـ وأنشأ الله ملائكة التقطوها، فإذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق، فلا يرون محباً لنا أهل البيت محضاً إلا دفعوا إليه منها كتاباً براءة له من النار من أخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار(1).
وفي رواية: أنه يكون في الصكوك براءة من العلي الجبار لشيعة علي وفاطمة من النار(2).
للعبدي الكوفي:
صـــــديقة خلــــــقت لصــــــــد يـــــق شـــــريف فـي المناسب
اخـــــتــاره واخـــــــتـارهـــــــا طـــــهرين مــــن دنس المعايب
اســــــماهما قـــــرنا على سطر بـــــــظـل العـــــــرش راتــــب
كــــــان الإلـــــــه وليـــــــهـا و أمــــــينه جبـــــــريل خـــاطـب
والمـــهر خــــــمس الأرض مو هــــــبة تـــعالت فــي المواهب
وتـــــهابها مـــــن حمل طوبـى طيــــــبت تــــــلــك المــــناهـب
قوله: (صديقة) يعني به فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله، سماها بها أبوها فيما أخرجه أبو سعيد في (شرف النبوة) عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال لعلي عليه السلام: أوتيت ثلاثاً لم يؤتيهن أحد ولا أنا: أوتيت صهراً مثلي ولم أوت أنا مثلي، وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتي ولم أوت مثلها زوجة، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما، ولكنكم مني وأنا منكم. (الرياض النضرة، ج2، ص202) قوله: (لصديق) يعني به أمير المؤمنين عليه السلام...
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: قال لي ربي عز وجل ليلة أسري بي: من خلفت على أمتك يا محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: قلت: يا رب أنت أعلم، قال: يا محمد انتجبتك برسالتي، واصطفيتك لنفسي، وأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك وأبي(3) سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين، أنت شجرة، وعلي غصنها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتهما من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم، بالسيوف ما ازدادوا لكم إلا حباً. قلت: يا رب ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالب. (أخرجه القرشي في (شمس الأخبار) ص33)(4). قوله:
(وتهابها من حمل طوبى...) إشارة إلى ما في حديث بلال بن حمامة كما مر من (تاريخ بغداد).
____________________________________
1- تاريخ بغداد: ج4، ص210.
2 - المناقب: لابن شهر آشوب، ج3، ص346.
3 - كذا، والصواب (أبا سبطيك).
4 - الغدير: ج2، ص 305 ـ316.
المصدر: http://yazahra.org